ابنة فان دام لا تقل مهارة عن أبيها

ما إن تنظر إليها حتى تُفتَن بجمالها، ولن تسترد وعيك حتى تأتيك بركلة دائرية من حيث لا تدري، إنها بيانكا ابنة فان دام، فاحذر أن تتخطى حدودك معها.

تقول بيانكا فان دام ذات الـ 25 ربيعاَ والتي تقطن "ويست فيلدج" لصحيفة "نيويورك بوست": أريد أن أعلّم الصبيان والفتيات أنه يمكن للفتاة أن تكون قوية وتتمتع بالأنوثة في نفس الوقت، إنه بإمكانها أن تجلس بأدب ووقار على مائدة العشاء وأن تتمكن من الدفاع عن نفسها في حال لزم الأمر أيضاَ".

 وأضافت بيانكا، في تصريح خطير للممثلة ومنتجة الأفلام صغيرة السن "أوّد أن استكمل أسطورة فنون القتال التي قدّمها أبي لجيل كامل كنت أنا واحدة منه".

ومن الغريب أن بيانكا قضت حياتها تؤكد لوالدها جين كلود فان دام، سيد بلجيكا في كمال الأجسام، ولأمها جلاديس بورتوغيس،بطلة كمال الأجسام، أنها لطالما "كرهت" الفنون القتالية.

وشق فان دام طريقه إلى عالم النجومية من خلال أفلام الفنون القتالية في: "رياضة الدم" و "كيكبوكسر" و"قتال الشوارع"، وتمكن من تأمين حياة رغيدة لكل من ابنته بيانكا وأخيها كريستوفر الذي يبلغ الآن 28 عاماً.

تذكر بيانكا قائلة "تركنا والدينا نختار طريقنا بأنفسنا، ولكن عندما كنت صغيرة حاولت أمي دفعي لتعلم فنون القتال لتبني لدي ضبط النفس، ولكنني لم أكن أطيق فنون القتال، واتجهت للعب البالية والتزلج على الجليد".

وانتقلت عائلة فان دام من لوس أنجلوس إلى كولومبيا البريطانية "فانكوفر" وتقول بيانكا "حينئذ كنت مراهقة، وكان جلّ تركيزي على رياضة التزلج السريعة، وكنت أطمح أن أصل إلى الأولومبياد".

إلا أن إصابة تعرضت لها بيانكا منعتها من استكمال طريقها، ودفعتها للتفكير في خيارات أخرى، وتعترف قائلة "لا أنكر أنني شعرت بالفراغ لفترة كبيرة، فقد كان التزلج يشغل وقتي، ولكن مع مرور الوقت شعرت بحاجة لأن أجد رياضة جديدة".

بدأت بيانكا التمثيل ولعب الفنون القتالية جنباً إلى جنب مع والدها في العام 2008 في فيلم "الراعي حارس الحدود" وتقر أنها استمتعت بالتجربة، إلا أنها لم تأخذها على محمل الجد، معلقة "عندما شاهدت أدائي على شاشة التلفاز، لم أشعر بالرضى التام عن نفسي، وتأكدت حينها أنه إن كان التمثيل وفن القتال هو دربي، فعلى أدائي أن يكون أفضل".

فدفعها قرارها للتراجع؛ حيث تتمرن أكثر لتكون مستعدة للعمل القادم مع والدها، ومنذ ذلك الحين قامت بيانكا بالتمثيل بأدوار البطولة لـ 6 أفلام مع والدها، وشاركت في إنتاج فيلمين منهما، وظهرت بداية باسم بيانكا فان فارينبيرغ، اسم شهرة والدها، وتغير ذلك لاحقاَ ليصبح بيانكا بي -اختصار لاسمها الأوسط بريجيتي- ومع أنها حققت نجاحاَ كبيراَ في التمثيل مع والدها، لكنها شعرت بضرورة أن تشقّ طريقها بعيداَ عنه.

وتوضح بيانكا "الأمر معقد نوعاً ما، فكثيراً ما يأتي أشخاص ويخبروني أنهم يحبون والدي كثيراَ، وهذا أمر رائع، ولكن لا يسعني أن أدرك ما شأني بكل هذا؟"، فلا شك أن كونها ابنة نجم لا ينفك اسمه يظهر في العناوين الرئيسية ليس بالأمر الهين، خاصة إن كانت بعض تلك العناوين مسيئة، ففي العام 1990 أقر جين كلود بإدمانه مادة الكوكايين التي كان يتعاطاها بمقدار 10 غم يومياَ.

ومرّت العائلة بفترة من ملاحقة المصورين الصحفيين الذين يترقبون الفضائح، كما عانى فان دام من دين كبير، ناهيك عن اعتقاله أكثر من مرة بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول. دخل فان دام ببرنامج إعادة تأهيل لأكثر من مرة وتم تشخيصه بمعاناته من الاضطراب الثنائي القطب قبل أن تتحسن صحته ويتخلص من إدمانه نهائياَ.

تزوج فان دام من عارضة الأزياء دارسي لابيير التي أنجبت له نيكولاس الذي يبلغ من العمر 20 عاماً الآن، بعد طلاقه من والدة بيانكا غلاديس بورتوغيس العام 1992 الذي كان زواجاً قصير العمر، إلا أنه عاد لها مرة أخرى العام 1999.

وعندما سُئلت بيانكا عن علاقتها بوالدها في تلك الفترة أجابت قائلة "تعتمد إجابتي على أي عام تقصد، نعم، في تلك الفترة كانت الأمور صعبة جداَ. لم أكن أبداَ طفلة أبي المدللة أو أميرة أبي كما يقول البعض.. عانت علاقتنا من الكثير من الشد والجذب، إلا أننا الآن متفاهمين للغاية". وتضيف "نخرج معاً ونتحدث كثيراَ، ولكن محادثتنا ليست أن نخرج معاً ونتناول وجبة لذيذة، بل هي على الأغلب "دعنا نتجه للنادي الرياضي ونتدرب قليلاَ".

لا شك أن بيانكا ورثت مهارات والدها، فهي ماهرة جداً في الركلات الطائرة والدوران، بل ويمكنها القيام بحركة الفسخ والتوازن، مقلدة بذلك حركة والدها الشهيرة في إعلان شركة فولفو العام 2013.

وتمكنت بيانكا من الاستفادة من اسم والدها ونجوميته بشكل احترافي، ناهيك عن قدرتها على إثبات نفسها في عدة أفلام لم يمثل فيها والدها. تمكنت بيانكا من استكمال أسطورة عائلة الفنون القتالية، ومن خلال تنافسها مع والدها، اصبحت علاقتهما أقوى.

تقول بيانكا: "في حال التقيته، سأندم لاحقاَ وأقول لنفسي "ماذا أفعل هنا؟" أنا إنسانة أسعى للمثالية، وكذلك هو، فسوف تجده لا ينفك عن انتقاد حركاتي، كأن يقول "انظري إلى ارتفاع ركلتي" وعندها سأجيبه قائلة "أبي، لا يمكن أن تكون جاداَ فيما تقول، انظر إليّ، أدائي أفضل من أدائك بكثير".