أول رجل أسود بقائمة مشاهير الشطرنج
أول رجل أسود بقائمة مشاهير الشطرنجأول رجل أسود بقائمة مشاهير الشطرنج

أول رجل أسود بقائمة مشاهير الشطرنج

لم تمنع موريس أشلي الحياة القاسية التي عاشها في الصغر، والإهانات التي تعرض لها بسبب لون بشرته من الوصول للقمة، بل كان الأمران حافزا كبيرا له مكناه من مزاحمة كبار مشاهير لعبة الشطرنج.

ولع منذ الصغر

ولد موريس أشلي في جاميكا، وأحضرته أمه مع أخويه إلى قطاع براونسفيل وهو في 12 من عمره، وكان مع والدته المعيل الوحيد للأسرة، ولتأمين حياة أفضل له ولأخويه عملت أمه كمربية ثم في سلسلة من الوظائف المكتبية في وقت لاحق.

وأصبح أشلي جديا في لعبه للشطرنج في الثانوية العامة، واستمر كذلك باللعب في كلية مدينة نيويورك، فمنذ البداية لم يكن له سوى هدف واحد، عبر عنه بالقول: منذ انتقلت إلى هذا العالم، وأنا أريد أن أكون أحد أبطال اللعبة، وهذا كل ما كنت أعرفه.

وبحسب تقرير للأسوشيتد بريس فقد بدأ ولع أشلي باللعبة الذهنية الأشهر في العالم عندما كان عمره 14 سنة، وعرف أول تحد جدي عندما شاهد أحد أصدقائه في الثانوية يلعب الشطرنج ودعاه لمبارزته، فلعب وفشل في تلك المباراة، إلا أن الهزيمة لم تثنه، بل كانت شرارة شغفه باللعبة؛ ما جعله يلعب دون توقف منذ ذلك الحين. 

كان يقضي ساعات غير محدودة في المنافسة ضد المزاحمين في حدائق المدينة، ولاعبين آخرين جديّين في نوادي الشطرنج في مانهاتن.

وقضى سنوات أخرى عديدة يبارز منافسين أشد في الجامعة، وفي النهاية نافس أفضل اللاعبين في مبارزات على مستوى محلي وفي الخارج.

حلم يتحقق

وأصبح أشلي بطلا في سنة 1999، عندما كان يوجد قرابة 500 شخص متمتعين باللقب، أما الآن فيوجد أكثر من 1500 من أبطال اللعبة، ويأتون من جميع أنحاء العالم.

كل هذا اللعب قاد أشلي الذي يدخل عقده الخامس لإنجازات ضخمة، منها أنه أول شخص صاحب بشرة سوداء يلقب ببطل الشطرنج، كما صنف الأربعاء الماضي كأول رجل أسود يتم إدخاله في قائمة مشاهير اللعبة في أمريكا.

وقال أشلي الذي يعمل أيضا معلقا على اللعبة، إنه تلقى تكريمه أثناء انعقاد بطولة الشطرنج الأمريكية

ويعلق أشلي على تتويجه قائلا، إن الدموع بدأت تنهمر من عينيه عندما تلقى اتصالا في شهر يناير، يعلمه بإدخاله للقائمة لمساهماته كلاعب ومدرب ومعلّق في اللعبة.

واعتبر أشلي في اللقاء الذي عقد كالعادة في "Chess Forum" وهو محل يضم جميع مستلزمات اللعبة في مانهاتن إن ما حصل "أمرٌ عظيم؛ أن أسمع أنني يتم إدخالي في القائمة نتيجة لكل ما قدمته للعبة، لكل ما قمت به للترويج للعبة، وكل ما قمت به لمساعدة الشباب على اللعب، وللإلهام الذي كنته لهم".

ويتم التتويج لبطولة الشطرنج تحت رعاية الاتحاد الدولي للشطرنج، والمعروف بالاسم الفرنسيFIDE ، ويتضمن الحصول على نقاط إجمالية، وتقديم أداء جيد في مبارزات الشطرنج.

طموح

ويكسب أشلي رزقه من اللعب والتدريب والتأليف حول اللعبة، ويقول إنه يريد أن يرى المزيد من اللاعبين أصحاب البشرة السوداء يصلون المراكز العليا.

لكنه يؤكد أن الأمر يتطلب الكثير من العمل في التحضير منذ الصغر لوضع اللاعبين على ذلك الطريق، ويسهم أشلي في دعم هذا الطموح، إذ يقوم عمليا مع طلاب المدارس، في التحضيرات لبرنامج بعد المدرسة في فيرجيوسن، ميسوري.

وقال فرانك برادي، الرئيس السابق لنادي مارشيل للشطرنج في نيويورك وهو أحد أقدم النوادي في البلد :"يعد أشلي ملهماً عظيما للاعبين أصحاب البشرة السوداء الأصغر سنا، ولجميع الأطفال من أي عرق إثني، حيث باستطاعتهم أن يصبحوا أبطالا مثله ذات يوم."

مواقف لا تنسى

قال أشلي إن تجاربه في عالم الشطرنج كانت جيدة بشكل عام، ما عدا بعض المواقف القليلة التي يتلقى فيها مواقف محرجة بسبب عِرقه كصاحب بشرة سوداء، تسبب له بعض المشكلات.

ومن ذلك ما ذكره أشلي عندما كان يلعب في ناد، وتقدم لاعب أكبر منه سنا نحوه وسأل منافس أشلي لمَ َيدع أشلي يهزمه، مستخدما إهانة لوصفه.

ويعلق أشلي على الحادثة قائلا كان الأمر مؤلما، وكنت غاضبا منه، ثم تبارزنا أنا وهو في وقت لاحق في لعبتَي بطولة، وهزمته في كلتيهما". مضيفا: "هذا ما يجعل الشطرنج لعبة عظيمة، فحركاتك تقوم بالتحدث بدلا منك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com