مهرجان "الجونة".. منصة سينمائية أم ترويج للمدينة الساحلية المصرية؟
مهرجان "الجونة".. منصة سينمائية أم ترويج للمدينة الساحلية المصرية؟مهرجان "الجونة".. منصة سينمائية أم ترويج للمدينة الساحلية المصرية؟

مهرجان "الجونة".. منصة سينمائية أم ترويج للمدينة الساحلية المصرية؟

تباينت آراء نقاد ومتابعين للشأن الفني في مصر، حول مدى التأثير الذي يحدثه مهرجان الجونة السينمائي، بين كونه إضافة حقيقية للفعاليات الفنية بوصفه مهرجانا ذا قيمة مضافة للعمل السينمائي، وبين اعتباره حدثا شكليا يقصد الترويج السياحي للواجهة المطلة على البحر الأحمر والمملوكة لقائمين على إدارة المهرجان.
فريق من النقاد استند إلى حجم الزخم الذي اكتسبه المهرجان على الصعيد الإعلامي بالقول إنه نجح بالفعل في كونه مهرجانا سينمائيا منافسا على الأقل محليا في موازاة مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائيين.
لكن الفريق الآخر يرى في المهرجان وسيلة ترويج سياحي للمدينة التي ارتفعت أسعار الإشغالات فيها خلال السنوات التي تلت انطلاق الدورة الأولى للفعالية.

الفريق "المقلل" من أهمية مهرجان الجونة السينمائي، استند إلى عدم نجاح الفعالية في عرض فيلم حصري، سوى مجموعة أعمال عرضت في فعاليات سابقة، فضلا عن غياب التنافسية الحقيقية بين مختلف الأعمال والتي تكسب أي مهرجان قوة التأثير.
ورأى منتقدون أن "المهرجان مجرد دعوات حفل من رجل الأعمال نجيب ساويرس لأصدقائه الفنانين"، لكن في المقابل اعتبر الفريق الآخر أن هذا التوجه في حد ذاته وسيلة اقتصادية ترويجية ناجحة.
وقبل وصوله لدورته الرابعة، التي انطلقت في 23 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، جذب المهرجان صُنّاع الأفلام وضيوفا من جنسيات مختلفة، ولكن لم يبق في الأذهان، وفق متابعين سوى إطلالات النجوم والنجمات المثيرة للجدل.

تخطي الدعاية

ورغم اعترافها أن بداية المهرجان كانت دعائية، عادت الناقدة المصرية ماجدة خير الله، لتؤكد أن الفعالية تخطت هذه المرحلة حاليا.
ومع افتراض أن الهدف من إقامة المهرجان دعائي، فإن خير الله تراه أمرا محمودا، خاصة إذا ما قورن الأمر بمدينة "كان" جنوب فرنسا والتي كان يتوافد عليها الأثرياء فقط لمدة شهرين من العام إلا أنها بعد تدشين مهرجان "كان" أصبحت ذات ثقل سياحي، كما قالت.
وأشارت الناقدة المصرية في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إلى أن القائمين على المهرجان يحملون تطلعات عدة بأن يكون بالمدينة مهرجان موسيقي عالمي، فضلا عن وجود حفلات غنائية تقام من فترة لأخرى بعيدا عن فترة استضافتها للمهرجان.


ودللت خير الله على الأهمية التي اكتسبها المهرجان بالرغم من عمره القصير، بكونه استطاع أن يجذب أهم الأفلام التي عرضت في مهرجاني "فينيسيا" و"برلين".
ورجحت أن يحمل المهرجان خلال الأعوام المقبلة شعار "العرض الأول" لأغلب أفلامه، وقالت إنه "من المهم في أي مشروع ثقافي أن تكون هناك خطوة للأمام ولا يوجد ثبات على شيء معين، وهو ما حدث للمهرجان. ففي ظل وجود مهرجانات تعاني من عدم وجود مكان كقاعة عرض، دشّن مهرجان الجونة منطقة سينمائية داخل المدينة تضم قاعات للعرض والاحتفالات".

لم يولد كبيرا

على خلاف ذلك، رأى المنتج المصري ممدوح شاهين، أن مهرجان الجونة منذ نشأته وهو دعائي للمدينة، لذلك رأى أنه ينطبق عليه المثل القائل: "من لا يولد كبيرا سيظل صغيرا".

ولم يتردد في القول إنه لا يعترف بعرض المهرجان لأفلام عُرضت سابقا في مهرجانات أخرى، متسائلا عن الفائدة في التنافس والحصول على جائزة من المهرجان تضاف لجوائز الفيلم من مهرجانات أخرى.
وتابع في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه طالما لا توجد أعمال تعرض لأول مرة وتجذب نجوما عالميين فلا فائدة من وجوده، مضيفا: "ده مهرجان معمول للزملاء وبالنسبة لي لا يوجد مهرجان فإما أن يولد كبيرا أو لا تبدأ".


وأشار شاهين إلى أن "قيمة المهرجان تكمن في احتوائه على أفلام تعرض للمرة الأولى، ولكن ليس باستطاعتنا أن نفعل ذلك حتى أنه لا يوجد فيلم مصري في المنافسة بهذه الدورة".
وأشاد ممدوح شاهين بذكاء منظم المهرجان، قاصدا رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، دون أن يسميه: "بيعزم صحابه وهما قايمين بالواجب بصراحة وهو رجل ذكي والأساتذة بيستفيدوا أهو يروحوا الجونة يغيروا جو، وهو نجح في أن يرفع سعر الجونة أضعاف الأسعار عن الأعوام الماضية".

الحكم صعب

أما الفنان المصري صلاح عبدالله، فقال إنه يتابع جيدا ما يدور في الحركة السينمائية بمهرجان الجونة بعدما لاحظ انطلاقته القوية منذ الدورة الأولى واهتمامه بحضور النجوم والذي أدى إلى مقارنته بمهرجان القاهرة السينمائي. ورأى أن نجاح الدورة الأولى من الجونة كانت سببا في حدوث تغييرات عدة في مهرجان القاهرة".


واعتبر صلاح عبدالله، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن وضع المهرجان في مقارنة بين الدعاية وصناعة السينما أمر يصعب الحكم عليه حاليا، لافتا إلى أن "أهم نقطة في نجاح المهرجان هو مشاركته في العملية الإنتاجية للأفلام الخاصة بالشباب ولأن هذا أمر يتطلع القائمون عليه إلى تنفيذه فعلينا أن ننتظر".
ونوه إلى أن "اعتبار المهرجان مروجا للسياحة أمر لا يعيبه على الإطلاق في ظل عودة هذا بالنفع على البلاد ككل وليس على فرد واحد"، مضيفا أن "توافد النجوم وإقامة الحفلات في الجونة يعطي لها أهمية ولن نستطيع أن نجزم بأنه دعائي في ظل تعاون محافظة البحر الأحمر مع القائمين على المهرجان باعتبار الجونة تابعة لها".
يُذكر أن مهرجان الجونة السينمائي يعرض في دورته الرابعة 65 فيلما في مختلف المسابقات من 42 دولة، بينها 16 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية، أما مسابقة الأفلام الوثائقية فيشارك بها 10 أفلام، وتستمر الفعاليات التي بدأت 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري حتى 31 منه.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com