في ذكراه الـ17.. حادث محطة مصر يعيد للأذهان كارثة "قطار الصعيد" المفجعة
في ذكراه الـ17.. حادث محطة مصر يعيد للأذهان كارثة "قطار الصعيد" المفجعةفي ذكراه الـ17.. حادث محطة مصر يعيد للأذهان كارثة "قطار الصعيد" المفجعة

في ذكراه الـ17.. حادث محطة مصر يعيد للأذهان كارثة "قطار الصعيد" المفجعة

أعاد حادث جرار محطة سكك حديد مصر، اليوم الأربعاء، والذي أدى إلى انفجار ضخم  هز وسط العاصمة المصرية القاهرة، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، إلى أذهان المصريين حادث "قطار الصعيد" الذي وقع قبل 17 عامًا في يوم 20 من نفس الشهر "فبراير"، وأودى بحياة المئات في كارثة من أسوأ الحوادث بالبلاد.

وبعد مرور أسبوع على إحياء ذكرى حادث قطار الصعيد الذي وقع في الـ20 من شهر فبراير من عام 2002، وأودى بحياة المئات، كأن شهر "فبراير الأسود" أبى أن يرحل إلا بحادث مرير يعيد للأذهان حادث قطار الصعيد الذي كان يستعد للانطلاق من محطة العياط باتجاه محافظة أسوان جنوب البلاد.

وخلّف حادث تصادم جرار قطار انطلق بسرعة جنونية، اليوم الأربعاء، مقتحمًا رصيف المحطة ما أدى لانفجار خزان السولار وحدوث حريق ضخم، 20 قتيلًا محترقًا و40 حالة إصابة خطيرة وفق التقديرات الأولية لوزارة الصحة المصرية، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات الهلال وشبرا والسكة الحديد، ومستشفى معهد ناصر ودار الشفاء.

لم تتوقف حوادث السكك الحديدية في مصر رغم جهود الحكومة للحد من تلك الظاهرة التي خلفت مئات القتلى والمصابين خلال السنوات الأخيرة؛ نتيجة لتراجع البنية التحتية وتهالك لإشارات وأدوات القيادة والعربات، وفقًا لتقديرات الخبراء والمراقبين.

وأوضح متابعون أن حادث "قطار الصعيد"، الذي يعتبر الأضخم والأكبر في تاريخ حوادث السكك الحديدية والذي أعاده حادث اليوم إلى أذهان المصريين والمسؤولين، لم يجعل الحكومة تدرك حجم الخطر الذي يزهق حياة الأبرياء ولم تقدم حلولًا جذرية لوقف تلك الكوارث، واكتفت بالمسكنات التي باتت غير صالحة لحجم الضغط الركابي على السكك الحديدية بعد ارتفاع أسعار وسائل النقل في مصر، باعتبارها الوسيلة الأسرع والأوفر للتنقل بين الأقاليم المختلفة.

الحادث المرير الذي تعلق في أذهان المصريين لفترة طويلة بسبب بشاعته وخسائره الفادحة في الأرواح، وأعاده حادث اليوم قبل انتهاء أسبوع واحد على إحياء ذكراه، يعد الأكبر والأضخم في تاريخ حوادث القطارات المصرية، ففي 20 من فبراير عام 2002، قبل عيد الأضحى بأيام معدودة، استيقظ المصريون على فاجعة حادثة قطار الصعيد، الذي تسبب في ألم وحزن كبيرين في الشارع المصري، وراح ضحيته مئات القتلى.

الحادث البشع الذي يتذكره المصريون الآن، راح ضحيته ما يقرب من 350 قتيلًا ومئات المصابين، بعد أن اندلعت النيران بإحدى عربات القطار رقم‏832‏ المتوجه من القاهرة إلى أسوان‏ في الساعة الثانية صباحًا يوم 20 فبراير،‏ عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد.

وشاهد ركاب القطار دخانًا كثيفًا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار‏، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات، والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في محافظاتهم بالصعيد جنوب مصر.

وقتها أحيل 11 مسؤولًا بهيئة السكك الحديدية للمحاكمة بتهمة الإهمال التي أودت بحياة عشرات القتلى ومئات المصابين، لكن رئيس الحكومة المصرية وقتها، الدكتور عاطف عبيد، برر الحادث بأنه نتيجة حريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار "موقد بوتاجاز" في بوفيه إحدى العربات بالقطار‏،‏ وامتدت النيران إلى باقي العربات‏.

أما وزير النقل والمواصلات إبراهيم الدميري، وقتها، أقيل عقب الحادث ولكنه عاد مرة أخرى ليتولى وزارة النقل والمواصلات في الحكومة الانتقالية المؤقتة برئاسة حازم الببلاوي في شهر يوليو 2013، أي بعد الحادث بأكثر من 11 عامًا.

أستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس، الدكتور حسن مهدي، قال لإرم نيوز إن حادث محطة مصر مفجع، وحذرنا سابقًا من كوارث السكك الحديد بسبب تآكل وتراجع البنية الأساسية، وكان على الحكومة إدراك ذلك حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، مشيرًا إلى أن المنظومة تحتاج إلى تطوير كامل سواء للسائقين والعاملين وورش الصيانة وقطار السكك الحديدية والإشارات والقضبان.

وأكد أستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس، أن المنظومة كلها تعاني من التدهور والانهيار بسبب البنية الأساسية المتهالكة والقضبان غير الصالحة لمرور القطارات، مشيرًا إلى أن الكوارث كبيرة، حتى المزلقانات غير آمنة، وسط حالة من التراجع الكبيرة والوعودة المتكررة من الجهات المعنية.

وأوضح أن الحكومة المصرية تراهن على القطاع الخاص الذي تحاول إشراكه فعليًا في المنظومة لإنقاذها من الإهمال وتحقيق طفرة فعلية، مؤكدًا أن الحكومة بدأت عملية إصلاح حقيقية لكنها لا يمكن إنجازها في وقت قياسي بسبب التحديات الكبيرة التي تعاني منها الهيئة المرهقة مالية والخاسرة اقتصاديًا.

أما خبير النقل الدولي، الدكتور حمدي البرغوث، فقد حمّل الهيئة مسؤولية الحادث الذي وقع اليوم نتيجة تراجع منظومة السكة الحديد، مؤكدًا لإرم نيوز أن المنظومة باتت مختلة وأزماتها متفاقمة وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

وأوضح أن حوادث السكك الحديدية سوف تستمر في ظل استمرار تلك المنظومة المتهالكة والمنهكة التي فقدت جميع المعالم الطبيعية لجميع الأنظمة في العالم.

وشدد البرغوث على ضرورة وضع خطة عاجلة وقوية لإعادة تنظيم المنظومة وتطويرها للحفاظ على حياة الأبرياء ووقف نزيف الخسائر، وعدم تحميل العامل البسيط والسائق المسؤولية الكاملة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com