المرصد: ميليشيات موالية لإيران تخلي مواقعها في سوريا تحسباً لضربة إسرائيلية
الرفض والاكتئاب ثم الانتحار، سلسلة يمر بها معظم المتحولين جنسيًا إن لم يكن جميعهم، فمن بين كل 10 متحولين ينتحر 3 منهم لأسباب مختلفة سواءً قبل إجراء العملية لتعنت الأهل ورفض المجتمع أو بعد إجرائها لفشلها وتلاعب الأطباء الذين اتخذوا منهم وسيلة للكسب السريع، خاصة أن تلك العمليات ذات تكلفة عالية وفي الغالب تكون النتيجة غير مرضية ليكتشف المتحول أن العملية حولته لمسخ لا هو ذكر ولا أنثى.
حكايات عديدة لمتحولين جنسيًا أقدموا على الانتحار بعد الدخول في نوبة شديدة من الاكتئاب بسبب نبذ المجتمع لهم أو صعوبة تأقلمهم مع الوضع الجديد.
متحول "غير مرغوب فيه"
إحدى هذه الحالات كانت لشاب يدعى "ع .م" في الـ 27 من عمره لم تفلح محاولاته الدائمة باستخدام مساحيق التجميل في إخفاء معالم ذكورته كالذقن والشارب ولم تفلح الملابس الأنثوية التي يرتديها في جعله أنثى.
هذا الشاب كان إحدى الحالات التي ترددت على عيادة الدكتور جمال فرويز أخصائي الطب النفسي إذ كان لديه رغبة في إجراء عملية للتحول.
وطبقًا لفرويز فإن هذا الشاب أتى إليه بعد بضع سنوات وإجرائه عملية تحول جنسي وهو يعاني من الاكتئاب الشديد بعد أن أصبح منبوذًا وغير مرغوب فيه ممن حوله سواءً كانوا رجالاً أو نساءً على عكس الماضي.
وبعد مرور سنوات أخرى سمع فرويز خبر انتحاره خنقًا بعد دخوله في حالة اكتئاب شديدة.
الشاب "هويدا"
في واقعة مشابهة أقدم شاب في الـ23 من عمره يدعى "م.ع " خريج كلية الآداب على الانتحار.
في البداية أصيب الشاب بمرض اضطراب الهوية الجنسية، وأطلق على نفسه اسم "هويدا" وبعد إجرائه عملية التحول الجنسي من ذكر لأنثى ظنًا منه أنه سيكون أكثر قبولاً من المجتمع كان يواجه الرفض والنفور أكثر من الآخرين ليدخل بعدها في حالة اكتئاب شديد ثم الانتحار.
وقال جمال فرويز أخصائي الطب النفسي لـ"إرم نيوز"، إن "بعض الحالات التي تود إجراء عملية تحول جنسي تعاني من الشذوذ وليس اضطراب الهوية الجنسية كما يظنون"، مؤكدًا أن "عملية التحول سواءً من ذكر لأنثى أو العكس لا بد ألا تحدث قبل التأكد من أن المريض لم يمارس الشذوذ في حياته حتى يتم التأكد من كونه مريض اضطراب هوية جنسية وليس شاذًا".
وفسر الطبيب حالات الانتحار التي يقبل عليها المتحولون جنسيًا بعد إجرائهم عمليات التحول بأنها تكون ناتجًة عن نبذ المجتمع لهم وخلط المفاهيم لديهم.
وتابع: "هم يعتقدون أنهم سيمارسون حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي كأنثى مكتملة الأنوثة أو كرجل، لكن الحقيقة تكون العكس عندما يصصدمون مع المجتمع فضلاً عن عدم قدرتهم على الإنجاب لعدم وجود رحم لدى الأنثى المتحولة وبروستاتا لدى الذكر المتحول وهي أشياء لا يمكن زرعها خلال إجراء الجراحات".
تعنت الأهل والأطباء سبب الانتحار
من جانبه، قال محمد علام مؤسس رابطة المتحولين جنسيًا لـ"إرم نيوز"، إن "معظم الحالات المنتحرة يكون سببها تعنت الأطباء والأهل".
وأضاف علام: "وفي بعض حالات الانتحار يكون الطبيب أوهم المريض بنجاح العملية بنسبة 100% عن طريق عرض صور لعمليات أجراها بالفعل وتكون الصدمة بعد إجراء العملية واكتشاف أن ما أخبره به ليس إلا كلامًا على ورق ويصدم بفشل العملية وحدوث تشوهات بجسده".
وتابع: "من بين الحالات شاب في العشرينات من عمره أقدم على إجراء عملية تحول جنسي بعد أن شعر بأنه ليس ذكرًا مكتمل الذكورة ولا يستطيع التكيف مع طبيعته أو الاختلاط في المجتمع فرفضت أسرته الأمر ووصل بهم الأمر إلى قتله بعد فشلهم في إقناعه بالعدول عن إجراء العملية وتلاعبوا بتقارير الطب الشرعي".