لاجئون سوريون ينقلون "بقلاوة دمشق" لبرلين لاستحضار الوطن
لاجئون سوريون ينقلون "بقلاوة دمشق" لبرلين لاستحضار الوطنلاجئون سوريون ينقلون "بقلاوة دمشق" لبرلين لاستحضار الوطن

لاجئون سوريون ينقلون "بقلاوة دمشق" لبرلين لاستحضار الوطن

اشتهرت سوريا قبل الحرب الأهلية، التي نشبت فيها العام 2011 بصناعتها لأفضل الحلويات في منطقة الشرق الأوسط، غير أن موجات اللجوء حولت العاصمة الألمانية برلين لـ"البيت السعيد" للحلوانيين السوريين لاستحضار الوطن.

وقبل الحرب عملت عائلة السقّا بصناعة الحلويات في مدينة حمص السورية –ثالث أكبر المدن السورية– التي أصبحت معقلا للمتمردين في وقت مبكر من الحرب على مدار سنين طويلة، إلا أن الحال تغير بهم لتجد الأسرة نفسها في صفوف اللاجئين.

الآن، وبعد رحلة طويلة دامت أربع سنوات، تمكنت العائلة من افتتاح محل لبيع الحلويات الصيف الماضي  في مدينة برلين، أطلقوا عليه اسم "بقلاوة دمشق"، بعد منحهم حق اللجوء إلى ألمانيا عقب فرارهم إلى لبنان ثم مصر.

وتتكون العائلة من 16 فرداً، وهم ثلاثة أشقاء: سليم ورامي وتميم السقا، بالإضافة إلى والديهم وزوجاتهم وأطفالهم.

ووصلت العائلة إلى برلين منذ عامين، أملاً في العثور على حياة أفضل، كتلك التي حصل عليها الـ 600 ألف سوري الذين حصلوا على حق اللجوء إلى ألمانيا.

وخلال رحلتهم لم يمتلكوا أي شيء سوى خبرتهم التي ورثوها من والدهم سليمان (83 عاماً)، والذي كان قد أسس متجر حلويات العائلة في حمص قبل 40 عاما.

وقال تميم (43 عاما) الإبن الأصغر للعائلة: "في حمص، كان لدينا متجراً يعمل فيه 40 شخصاً، وكنا نصنع الكثير من الحلوى فقد كانت لدينا ورشة عمل كبيرة".

وأضاف اليوم وعلى الرغم من وصولنا إلى ألمانيا، إلا أن من الصعب العثور على وظيفة، لذا قررنا فتح هذا المتجر"، ويستدرك بالقول "في البداية قال لي أخي: دعنا من صنع هذه الحلوى لأن الألمان لن يحبوها فهي ثقيلة جدا بالنسبة لحلوياتهم الغربية"، لكنه كان مخطئا بشأن هذا الاعتقاد، فسكان برلين لا يمكنهم الاستغناء عن الحلوى التي نصنعها.

زبائن غربيون

وخلال الفترة الأخيرة كان معظم زبائن المتجر من السوريين الذين يتوقون لتذوق الحلويات السورية، التي افتقدوها في الدول التي هاجروا إليها مثل حلاوة الجبن والكنافة، إلا أن بعض الألمان باتوا يحاولون التعرف إلى حلوياتنا.

ويقول تميم، وهو يضحك: "عندما يأتي الزبائن الألمان إلى هنا يشاهدون الحلوى المعروضة أحياناً يبدون خائفين"،وهم يفضلون "البقلاوة المحشوة بالجوز المفروم والمغطاة بالعسل".

ويصف تميم الفستق السوري بأنه "الأفضل في العالم"، لكنه لم يعد يستطيع الحصول عليه الآن، فبدلاً من ذلك تحصل عائلة السقا على المكسرات من تركيا والجبن من إيطاليا.

وتتمثل ثمرة جهودهم في الصواني الكبيرة التي تحتضن أهرامات من الفطائر المحلاة الصغيرة المغطاة بالفستق والمبللة بماء الورد، بجانب أنواع الحلوى الأخرى، مثل تلك التي تشبه أعشاش الطيور ويطلقون علها اسم "عشّ البلبل"، بالإضافة إلى المعمول والغريّبة.

حلويات لكل مدينة

وفي متجر حلويات سوري آخر، في أحد شوارع برلين الملقب بـ "شارع العرب"، وهو شارع طويل يضم العديد من الأسواق العربية التي تبيع التوابل والعطور والحلويات.

تقول مريم ثابت الحلوانية السورية-الفرنسية، التي تدير متجراً لبيع الحلويات في باريس: "يرجع سبب هذه الشهرة للحلويات السورية إلى نوعية الخامات المستخدمة في صناعة الحلوى مثل الفستق الحلبي، بالإضافة إلى الخبرة المتوارثة في صناعتها والتي يحرص الأبناء على تعلّم أسرارها من الأجداد". مؤكدة على أن كل مدينة من مدن سوريا المختلفة تشتهر بتخصص معين، فمثلا كانت العاصمة دمشق تشتهر بحلوى البرازق، وهي عبارة عن فطائر صغيرة مغطاة بالعسل والفستق والسمسم، بينما اشتهرت حلب بحلوى النوجا اللوز.

أما مدينتي حمص وحماه فاشتهرتا بحلوى الجبن الملفوف المعروفة باسم "حلاوة الجبن".

وتبتسم ثابت وهي تقول: "فقط الموسيقى واللغة والحلويات يمكنها نقل هذه الذكريات السعيدة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com