كيف ساعدت كلاب ملكة بريطانيا طبيبًا في تجاوز تجربته السورية؟
كيف ساعدت كلاب ملكة بريطانيا طبيبًا في تجاوز تجربته السورية؟كيف ساعدت كلاب ملكة بريطانيا طبيبًا في تجاوز تجربته السورية؟

كيف ساعدت كلاب ملكة بريطانيا طبيبًا في تجاوز تجربته السورية؟

كشف أحد الجراحين الذين كانوا في ساحة الحرب كيف قامت الملكة إليزابيث بتهدئته عندما عانى من ذكريات أليمة بخصوص ويلات الحرب السورية في إحدى الحفلات الخاصة بمساعدة كلابها.

وتروي صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية أن الطبيب الجراح "ديفيد نوت" كان يحضر حفل غداء خاص في قصر باكنغهام بعد عشرة أيام من عودته من حلب التي أنهكتها ويلات الحرب والنزاع، حيث أثار سؤال الملكة له عن حال عمله ذكريات أليمة عما حدث هناك.

ويشير الجراح أنّ الإجابة لم تسعفه على الفور، عندها شعرت الملكة بأن هنالك خطبا ما، وقامت على فورها باستدعاء كلابها الويليزية لتلهيه عن استعادته لذكريات الحرب الموجعة.

وأكد الجراح لبرنامج راديو 4 "ديزيرت آيلاند ديسك" أن التأثير العلاجي للكلاب كان فعالاً للغاية.

يقول الجراح مستذكراً ما حدث: "كنت أعمل مع الأطفال السوريين الذين تعرضوا لدمار الحروب وعانوا من جروح بالغة، ولا بد أن الملكة شعرت أنه أصابني شيء ما في تلك اللحظة." مضيفاً: "لا أعرف تماماً ماذا حدث لي في تلك اللحظة، كنت أرغب بالحديث إليها، ولكنه لم يسعني أن أتكلم، لم أتمكن من أن أقول شيئاً."

وتابع: "تمكنت الملكة ببراعة أن تستشعر بكل ما كان يدور بخلدي وقالت (هل لي أن اقدم لك المساعدة؟) عندها قلت لنفسي كيف يمكن للملكة أن تساعدني؟.. فجأة وجدت المساعدين قد جلبوا الكلاب ووجدت الكلاب أصبحت تحت الطاولة".

ويقول نوت الذي يحمل تاريخاً حافلاً في إنقاذ حياة الناس منذ حرب البوسنة العام 1993 أن الملكة أحضرت علبة من البسكويت وأعطتها إياه وقالت: "حسناً، ما رأيك أن تطعم الكلاب؟"؛ لتلهيه عن ذكرياته الأليمة، ليكمل "وهكذا أمضينا عشرين دقيقة من الوقت المخصص للغداء نقوم أنا والملكة بإطعام الكلاب. فعلت الملكة ما فعلته لأنها تعلم مقدار الأذى النفسي الذي كنت أعانيه وكانت تحاول أن تعوّضني بالقيام بفعل إنساني كهذا."

إلى ذلك، يقول السيد نوت للمقدم التلفزيوني "كيرستي يونغ" مجيباً إياه عما إذا كانت الكلاب فعلاً قدمت المساعدة: "نعم، إلى حد كبير، اللعب مع الكلاب وإطعامها وملامستها ساعد كثيرا.. كما أنها أخبرتني كم لديها من الكلاب.. كان أمراً رائعاً ولن أنساه ما حييت."

واستغل نوت قدراته العلاجية في ساحات الحروب بعد أن شاهد فيلم "ساحات القتل" العام 1984، وتحدث نوت خلال الحفل، الذي أقيم في شهر أكتوبر من العام 2014 وحضره الأمير فيليب وضيوف آخرون، عن ويلات الحرب التي شهدها وعن التأثير السلبي الفظيع التي جلبته على صحته النفسية والعقلية.

وتحدث نوت عن اللحظة المرعبة التي التقى فيها مقاتلي تنظيم داعش في إحدى غرف العمليات وأنه في مرة أخرى جازف الطبيب بحياته لإكمال عملية جراحية لطفلة في السابعة من عمرها بعد أن تبين أن مستشفى غزة سيتم قصفه.

مرت لحظات عاطفية لم يتمكن الجراح الاستشاري من النطق بكلمة حيالها، الجدير بالذكر أن نوت الذي يقسم أوقات عمله بين "رويال مارسدين" ومستشفيات "تشلسيا" و"ويستمينستر" يتطوع للإعمال الإنسانية لما لا يقل عن ثلاثة أشهر سنوياً.

ويضيف قائلاً: " لا شك أنني أعاني، أحياناً يتطلب مني تجاوز المعاناة النفسية لمهمة ما يزيد عن ثلاثة أشهر."

"تصيبني حالات من الغضب أحياناً، وهي جزء طبيعي من التوتر الناتج عن الصدمة، ولكنني عانيت بشدة في الفترة الأخيرة، فبعد عودتي من الحرب الأخيرة في العام 2014 أظن أنني عانيت من اضطراب ذهني ما بعد الصدمات". مشيراً: "أصبحت أعاني بشدة عندما يذكر أحدهم ما جرى وأجد معاناتي تتطور وتتسارع بشدة وتتحول إلى ما لا يمكنني السيطرة عليه أحياناً."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com