ذكرت تقارير محلية إن عائدات تصدير المسلسلات التركية تضاعفت بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، لتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أكاديميون أتراك إن المسلسلات التركية يتم تصديرها إلى 102 دولة حول العالم، وتأتي الدول العربية في مقدمة المستوردين لها، وإن غالبية المتابعين لها من النساء.
ورفعت تركيا حجم إيرادات قطاع المسلسلات، إلى 350 مليون دولار أمريكي، خلال العام الماضي، بعد أن كان 10 آلاف دولار فقط العام 2004.
وفي الوقت الذي يصف البعض موجة المسلسلات التركية المدبلجة للعربية بأنها لا تعدُ كونها مسألة تجارية بحتة يعلن مهتمون بالساحة الثقافية العربية استياءهم مما أسموه غزواً فكرياً ممنهجاً.
وتتميز الدراما التركية بالاهتمام بالشكل؛ من أماكن التصوير الجذابة، إلى اختيار الممثلين، وتطرح قضايا تمس عاطفة المتلقي كالمواضيع الرومانسية، ويبدو أن لهجة الدوبلاج المحكية السورية لعبت دوراً في تقبل المشاهد العربي لها، وهي اللهجة ذاتها التي تم تقديم الدراما السورية الناجحة من خلالها.
ولا تُغفل الدراما التركية الترويج للمناطق السياحية، التي نشطت بعد عرض هذه المسلسلات وباتت قبلة للسياح العرب.
ويبدو أن تأثير المسلسلات التركية المتزايد في الشارع العربي وإعجاب الكثيرين بنمط الحياة التركي، بات مزعجاً لبعض المثقفين العرب، ما جعلهم يتهمون تركيا بأنها تسعى لتوسيع نفوذها الفكري في المنطقة العربية، في ظل التوجه العام لتركيا إلى الدول العربية سياسياً واقتصادياً، الذي ترجم من خلال اتفاقيات تجارية واستثمارات كبيرة مع دول عربية.
ويَعتبر بعض المهتمين بالفن أن نشر أي بلد لمشروعه الثقافي أمر مشروع، إلا أن آخرين يرون أن انتشار المسلسلات التركية في العالم العربي ناتج عن تخصيص ميزانيات هائلة للترويج لها، واستغلال الأتراك للاتفاقيات السياسية والاقتصادية مع هذه الدول للترويج للنهج التركي، بقيادة حزب العدالة والتنمية، لخلق جيل عربي ناشئ يتبنى الإيديولوجيات التركية.
ويرى عدد من المنتجين أن ازدهار الدراما التركية أمر طبيعي ومتوقّع، نظراً للحالة الإنتاجية المتردية لسوق الدراما في كل من سوريا ومصر، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها البلدان.
كما يتهم البعض تلك المسلسلات بمخالفتها لتعاليم الدين الإسلامي وتقاليد المنطقة العربية، وترى نسبة كبيرة من المحافظين العرب أن تلك المسلسلات تبث سلوكيات مخالفة لعاداتهم ومبادئهم الدينية؛ ومن أبرز تلك السلوكيات تحريض المراهقين على العلاقات المحرمة مع الجنس الآخر.
ويقول متابعون إن "الكثير من المسلسلات التركية المدبلجة لا يغيب فيها التركيز على الفردية والأنانية، وتبرير الكذب والسرقة، للخلاص من بؤرة الفقر، بحثاً عن السعادة، إذ تصور تلك المسلسلات الفقراء في أوضاع بائسة، وتبعث برسالة مفادها أن السعادة قرينة الثراء".