كيف السبيل للتخلص من النفايات الإلكترونية المدمرة للصحة والبيئة؟

يعد رمي النفايات الإلكترونية من دون مراقبة، أمرًا خطرًا على صحة الإنسان والطبيعة، لا سيما إذا تم دون معالجة قبلية أو مراقبة. لذلك، تعد معالجة تلوث النفايات الإلكترونية، إشكالية إنسانية وبيئية أساسية وملحة، تتفاقم كل يوم بسبب الإقبال منقطع النظيرعلى التكنولوجيا والآلات في كل مناحي الحياة.

أمور لا يمكن تخيّلها.. أضرار على البيئة والصحة

ليس سرًا أن البشر يولدون كل أنواع النفايات. فهناك النفايات السكنية والتجارية والمشعة والخطرة، وغيرها. وأحد أنواع النفايات التي قد لا يكون الناس على دراية بها هي تلك الإلكترونية، والمعروفة أكثر باسم e-waste، التي أصبحت قضية أكثر أهمية مع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا. هذه المخلفات الإلكترونية، تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وعلى البيئة.

ما هي النفايات الإلكترونية؟

تتكون النفايات الإلكترونية من أجهزة لم يعد أصحابها يريدونها، أو توقفت عن العمل، أو أصبحت قديمة مقارنة بالتقنيات الناشئة الجديدة. والأنواع الشائعة من النفايات الإلكترونية، هي: مشغلات أقراص DVD القديمة، وأجهزة التحكم عن بعد، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المكتبية، والهواتف المحمولة، ومحركات الأقراص الثابتة، وأجهزة التلفزيون. وينتهي الأمر بهذه الأجهزة في مستوعبات النفايات، أو يتم التخلص منها بشكل غير صحيح في الأماكن المفتوحة.

ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية

يعد التخلص السليم من الأجهزة الإلكترونية موضوعًا ملحًا في أذهان أولئك الذين يتطلعون إلى العيش بشكل أكثر استدامة وتقليل بصمتهم الكربونية. مع ظهور المزيد من الأجهزة كل عام، فإن ذلك يزيد من كمية النفايات الإلكترونية الناتجة.

وتفيد بعض التقارير بأن كمية النفايات الإلكترونية المتولدة في جميع أنحاء العالم، تبلغ حوالي 54 مليون طن متري. ونظرًا لزيادة القدرة الشرائية وتوافر الإلكترونيات على نطاق واسع، أصبحت النفايات الإلكترونية أسرع تيار النفايات نموًا في جميع أنحاء العالم؛ إذ تشير التقديرات إلى أن كميتها سترتفع بنسبة 30% بحلول عام 2030.

ضرر النفايات الإلكترونية على البيئة والصحة

لماذا أصبحت النفايات الإلكترونية مشكلة أكثر انتشارًا في جميع أنحاء العالم؟ الجواب ببساطة هو أنها تشكل مخاوف بيئية فريدة من نوعها. إذ تحتوي معظم النفايات الإلكترونية على مواد كيميائية خطرة يمكن أن تلوث التربة المحيطة بمواد سامة، مثل: الزئبق، والكادميوم، والبريليوم، والرصاص.

وتدخل هذه المواد الكيميائية إلى التربة والمجاري المائية والهواء، مما يؤدي إلى تلوث البيئات، وبالتالي التأثير سلبًا على حياة الإنسان والبيئة البرية والبحرية. من المهم أيضًا ملاحظة أنه عندما تدخل كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية إلى مكبات النفايات، يجب على الشركات المصنعة للأجهزة استخراج المزيد من المواد لبناء أجهزة جديدة.

إلا أن استخراج هذه المواد أصبح أكثر صعوبة، خاصة مع زيادة الطلب على المزيد من الأجهزة الإلكترونية. وعملية الإستخراج والتعدين تؤدي بدورها إلى إنبعاث أكسيد الكربون في الهواء وتلوث البيئة.

أمراض كثيرة تتربص بالإنسان

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك الكثير من الآثار الصحية الضارة الناجمة عن التعرض للنفايات الإلكترونية، مثل: الولادة المبكرة، وزيادة معدلات اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه لدى الأطفال الصغار، والتغيرات في وظائف الرئة، وتلف الحمض النووي، ومشاكل في الجهاز التنفسي، وخلل في وظيفة الغدة الدرقية.

كما أشارت المنظمة إلى أن التعرض للنفايات الإلكترونية يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السرطان، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.

أهمية إعادة تدوير الإلكترونيات

تعد النفايات الإلكترونية مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، وينبغي التركيز بشكل أكبرعلى أهمية إعادة تدوير الإلكترونيات. فقد وجدت الشراكة العالمية لإحصاءات النفايات الإلكترونية أن 17.4% من هذه النفايات التي تم جمعها بشكل مناسب، منعت ما يصل إلى 15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الانبعاث إلى الغلاف الجوي، والذي يعد سببًا رئيسًا في ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي حين قد يبدو من السهل التخلص من الأجهزة الإلكترونية القديمة في سلة المهملات، إلا أن القيام بذلك يؤثر سلبًا على البيئة ويمكن أن يضر بصحة الإنسان. إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية أن جمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها بشكل مناسب يمكن أن يساعد في حماية البيئة وصحة الإنسان.

من هنا، تنامت الحاجة إلى مزيد من الإجراءات الحكومية للحد من التأثير السلبي للنفايات الإلكترونية على البشر والبيئة من خلال رعاية إعادة التدوير للمستهلكين، لمنع الأجهزة القديمة من دخول مكبات النفايات بطريقة عشوائية للتخفيف من الآثار السلبية التي تسببها.