ابتكارات تكنولوجية تسهم في تسريع التحول إلى بيئة صحية
تتعارض معظم التقنيات الحديثة مع جهود حماية البيئة، وتنتج السيارات والمصانع على سبيل المثال مليارات الأطنان من الكربون والغازات التي تلحق الضرر بطبقة الأوزون، وتؤثر على التدهور البيئي واسع النطاق.
ومع ذلك، يمكن للتكنولوجيا وأجهزة الاستشعار عن بعد المدمجة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد في منع التدهور البيئي ودعم جهود علوم المناخ.
وفي هذا السياق سوف نستكشف ابتكارات تكنولوجية رائدة يمكن أن تساعدنا في تسريع التحول إلى بيئة صحية.
تقنية الجيل الخامس
تأتي تقنية الجيل الخامس 5G على رأس قائمة الابتكارات التكنولوجية الرائدة. وهي تقنية توفر لمستخدمي الإنترنت سرعات عالية.
يمكن لهذه التقنية القوية أن تدعم ظروف العمل عن بعد وتمنع المزيد من السيارات من السير على الطريق.
ويُمكن لأولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الويب عبر تقنية الجيل الخامس العمل من أي مكان في العالم، ولا يضطرون بالتالي إلى استخدام وسائل النقل التي ينبع منها الكربون.
كذلك، يمكن أن تساعد تقنية الجيل الخامس في منع حرائق الغابات أيضًا، بحيث يمكن توصيل أجهزة الكشف عن الحرائق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بإنترنت الأشياء IoT على نطاق أوسع لاكتشاف البيانات المرئية ونقلها مرة أخرى إلى المتخصصين للحصول على أوقات استجابة أسرع. وهذا يمكن أن يساعد في مكافحة تدمير الغابات ودعم الأنظمة الإيكولوجية الضعيفة.
المركبات الكهربائية
تعد السيارات الكهربائية بلا شك أحد أهم الابتكارات التكنولوجية في حياتنا. وفي حين أن عملية صناعتها وشحنها تولد كمية معينة من الكربون، إلا أنها ستقلل حتمًا كمية الغازات المضرة بالبيئة. وهذا يعني أن المركبات الكهربائية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من تحركنا الأكبر، بعيدًا عن استخدام الوقود.
وفي الوقت الذي يقترب فيه الجيل الأول من المركبات الكهربائية من نهاية دورة حياته، يحرص المستثمرون على إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية أيضًا، وهذا أمر مربح للمستثمرين وجيد للبيئة. فقيمة بطاريات الليثيوم أيون القديمة، تعني أنه لن ينتهي بها الأمر في مكبات النفايات، بل ستكون جزءًا من عملية إعادة التدوير الصناعية.
أبنية صديقة للبيئة
تحوّل شركات البناء في جميع أنحاء العالم اهتمامها إلى مواد أكثر استدامة.
ووفقًا لأحد استطلاعات الرأي، تخطط أكثر من 47% من الشركات حول العالم لاستخدام أحد أشكال البناء الصديقة للبيئة في السنوات المقبلة.
ومن المتوقع أن تقلل هذه "المباني الخضراء" من استخدام ثاني أكسيد الكربون بنسبة 34% وقد توفر 40% من إجمالي استخدامات المياه.
ويمكن للأبنية الخضراء أن تحمي الحياة البرية أيضًا، إذ تعتبر المباني المحملة بخلايا النحل وأسطح الزهور البرية ملاذًا آمنًا للحشرات والطيور. وهذا قد يؤدي إلى إنشاء شبكة من المساحات الخضراء المصغرة التي تساعد مجموعات الحيوانات المتعثرة على استعادة موطئ قدم في عالم يتزايد فيه التصحر.
رقمنة الأعمال
أدّت الرقمنة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية للشركات في جميع أنحاء العالم.
ويعد الاستغناء عن الورق أمرًا رائعًا للبيئة أيضًا، فقد أدى الاعتماد الرقمي المتزايد إلى انخفاض إنتاج الورق، وهذا يعني أنه يتم قطع عدد أقل من الأشجار.
إنترنت الأشياء
أحدث "إنترنت الأشياء" ثورة في الزراعة، لأنه سمح للمزارعين باستخدام الكمية الصحيحة من الأسمدة والمبيدات الحشرية. وهذا يمكن أن يمنع الأضرار البيئية غير الضرورية ويقلل من النفايات الناجمة عن سوء إدارة الأراضي.
ويمكن لتقنية إنترنت الأشياء الزراعية مراقبة جودة التربة ودعم الري الدقيق أيضًا. فالحقل المليء بأجهزة استشعار إنترنت الأشياء يعرف بالضبط مقدار احتياجات المحاصيل من مياه وأسمدة؛ ما يساعد على تخفيف الهدر.
تجميع مياه الأمطار
يتجه العالم نحو كارثة مناخية، وأصبح الجفاف شائعًا بشكل متزايد. لذلك نحن بحاجة إلى اعتماد تكنولوجيا تجميع مياه الأمطار التي قد تخفف الضغط على منسوب المياه لدينا.
ويمكن تركيب تكنولوجيا تجميع مياه الأمطار في كل منزل لإنتاج مياه نظيفة صالحة للاستخدام، بينما تحول أنظمة تجميع المياه عالية التقنية مياه الأمطار إلى مياه صالحة للشرب.
وفي حين أن هذا النهج لن يحل أزمة المناخ، فإنه لا يزال من الممكن أن يساعدنا في الحد من هدر المياه.
الاستشعار عن بعد
إنّ علم المناخ هو مفتاح حماية البيئة والحد من الغازات الدفيئة. واليوم، تعمل تكنولوجيا الاستشعار عن بعد على تعزيز الجهود الرامية إلى الحفاظ على الحياة البرية وتتبع تأثير تغير المناخ.
وتستخدم تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، الطائرات دون طيار والأقمار الصناعية، جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا السحابية لنسج البيانات من مصادر مختلفة معاً. وهذا يمنح رؤية أكثر استنارة للتدهور البيئي ويضمن حصول منظمات حماية المناخ على كل المعلومات التي تحتاجها.
الألواح الشمسية
نما الاستثمار في الطاقة المتجددة بشكل مطرد في العقود القليلة الماضية. ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ستصبح الطاقة المتجددة أكبر مصدر لتوليد الكهرباء عالميًّا بحلول عام 2025.
وبحلول عام 2027، سيكون لدى العالم ضعف القدرة المتجددة التي يمتلكها الآن. ورغم هذه التقديرات الواعدة، فإن سلسلة توريد الألواح الشمسية ستحتاج إلى إصلاح شامل في السنوات المقبلة.
ويتم الحصول على مادة البولي سيليكون، وهي مادة خام رئيسة في الألواح الشمسية من شينجيانغ، وهي منطقة في شمال غرب الصين، يستخدم فيها المصنعون أساليب كثيفة الكربون، لإنتاج وشحن تلك الألواح.
لذلك، لا بد من بذل الكثير من الجهود لضمان تقليل انبعاثات الكربون الصادرة عن إنتاج الألواح الشمسية.
تعتبر مزارع الرياح وسيلة واعدة لإنتاج الطاقة، ويمكن تركيبها بعيدًا عن الشاطئ وفي مناطق الأراضي المفتوحة.
وتعمل طاقة الرياح عن طريق ما يعرف بالطاقة الحركية، بحيث تدفع الرياح التوربينات التي بدورها تحول طاقة الرياح إلى طاقة ميكانيكية لإنتاج الكهرباء.
وحاليًّا، تبلغ فاعلية توربينات الرياح ما بين 30 إلى 45%، ولها الحد الأدنى من البصمة الكربونية، لكن في المقابل لديها تأثير إيجابي هائل على النظام البيئي المحلي.
