تونس.. عندما تتحوّل القمامة إلى مورد رزق (فيديو إرم)
تونس.. عندما تتحوّل القمامة إلى مورد رزق (فيديو إرم)تونس.. عندما تتحوّل القمامة إلى مورد رزق (فيديو إرم)

تونس.. عندما تتحوّل القمامة إلى مورد رزق (فيديو إرم)

"البرباشة" صفة اقترنت بفئة من التونسيين، ممن يلجأون إلى مصبات القمامة للنبش والبحث عن مواد يمكن إعادة استعمالها، ولا سيما البلاستيك؛ لبيعها والانتفاع بثمنها واعتمادها مصدر رزق تقتات منها آلاف العائلات.
و"البرباش" في تونس عبارة عامية محلية، تعني البحث عن الشيء واستخراجه من بين كومة من الأشياء التي تبدو في ظاهرها غير صالحة، ويطرح عمل هؤلاء مخاوف في هذه المرحلة التي تمر فيها البلاد بأزمة صحية، ويشهد فيها فيروس "كورونا" انتشارًا واسعًا، من أن يكون هذا العمل ناقلًا للعدوى، الأمر الذي نفاه "برباشة" تحدثوا لـ "إرم نيوز".

https://drive.google.com/file/d/13ffZUtucqhq83qMvcLO2S2KgNrCdcQOm/view?fbclid=IwAR3vETN0Y0kNcQRvtlSKF2uD9FM5a5uqfZ6dsB9E-bfavhL55dUn57Vq3mY

وقال شكري، الذي دأب على جمع المواد البلاستيكية واتخاذها مورد رزق له، إنه يبدأ عمله من السادسة مساء تقريبًا إلى الساعة التاسعة أو العاشرة ليلًا، ويحصل على مقابل مالي يومي، يتراوح بين 10 و15 دينارًا (بين 3.5 و 5 دولارات تقريبًا) موضحًا أن هذا المبلغ يمثل أساس مصروفه اليومي. بينما أكد مختار نصر، أن هذا العمل لا يتجاوز فيه الدخل اليومي ستة دنانير(حوالي دولارين).
ويتم تجميع القوارير البلاستيكية المستعملة، والتي يُلقي بها العامة في الأماكن المخصصة لتجميع القمامة، وتوضع في أكياس كبيرة، بينما تتولى مصانع متخصصة في إعادة رسكلة البلاستيك اقتناءها، اعتمادًا على وزنها لا على عددها. ومن ثم تختلف العوائد المالية من "برباش" إلى آخر، بحجم كمية القوارير التي جمعها.
وعلق عبد الكريم، الذي يعمل في جمع البلاستيك: "هذه مهنة لمن لا مهنة له، تسد حاجة العاطلين عن العمل والمشردين في الشوارع ، هذه مهنة تقتات منها عائلات بأكملها، المرأة والرجل والأخت والأخ..."


وذكر عزالدين طرابلسي، وهو صاحب مصنع لصنع البلاستيك لـ "إرم نيوز" أن "هذا القطاع منظم، وفيه مصانع تدفع الضرائب للدولة وتشتغل بصفة قانونية، وتصدّر البلاستيك المستخرج من هذه المواد إلى تركيا وإلى فرنسا وغيرهما، والعمال الذين يشتغلون هنا، يعملون ويعيشون بكرامة" وفق تعبيره.
وبخصوص الأخطار المُحتملة جراء النبش في القمامة مع حساسية الوضع الصحي في البلاد، اعتبر شكري أن هناك مخاطر من روائح كريهة وزجاج وحقن، يتم إلقاؤها في مصبات القمامة التي تُعد وجهة "البرباشة". بينما نفى عبدالكريم، وجود أي خطر صحي، وذهب إلى حد نفي وجود فيروس "كورونا"، الأمر الذي ذهب إليه -أيضًا- مختار نصر، إذ قال "كورونا غير موجودة، ونحن نملأ أكياسها يوميًا، ونفرغ شحنتها ثم نغسل أيدينا ولا نرى أي خطر في ذلك".


واعتبر طرابلسي، أنه لا خطر على العاملين في هذا المجال، وقال: "ألتقي يوميا 300 شخص تقريبًا، ولا وجود لعدوى ولا إصابة لأي شخص" مضيفًا أن "الإصابات التي نسمع بها طالت الأشخاص الذين يسكنون القصور، مثل ترامب (الرئيس الأمريكي) والفخفاخ (رئيس الحكومة التونسي السابق)" وفق قوله.
ورغم اختلاف وجهات النظر بشأن المخاطر المُحتملة لهذه المهنة، يبقى "البرباشة" في تونس معرضين لشتى أنواع المخاطر، لا سيما أنهم اضطروا اضطرارًا لسلوك هذا الطريق الوعر، بحثًا عن رغيف مُر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com