احذر .. الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تضعف التركيز

أشارت دراسة جديدة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية العلاجية إلى أن تناول وجبة واحدة فقط غنية بالدهون المشبعة يمكن أن يعوق قدرتنا على التركيز.

وهذه الدراسة ليس خبرًا جيدًا للأشخاص الذين ذهبت وجباتهم الغذائية إلى الأطعمة الدهنية أثناء عملهم في المنزل خلال جائحة "كورونا"، وفقًا لموقع "wallowa".

وقارنت الدراسة أداء 51 امرأة في اختبار لقياس انتباههن بعد أن تناولن وجبة غنية بالدهون المشبعة أو نفس الوجبة لكنها مصنوعة من زيت عباد الشمس، وتحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة.

وكان أداؤهن في الاختبار بعد تناول الوجبة الغنية بالدهون المشبعة أكثر سوءًا من بعد تناولهن الوجبة التي تحتوي على دهون أكثر صحة، ما يشير إلى وجود صلة بين الطعام الدهني والدماغ.

وكان الباحثون ينظرون أيضًا فيما إذا كانت حالة تسمى الأمعاء المتسربة، والتي تسمح للبكتيريا المعوية بدخول مجرى الدم، لها أي تأثير على التركيز، ولاحظوا أن أداء المشاركات ممن لديهن أمعاء متسربة أسوأ في اختبار الانتباه بغض النظر عن الوجبة التي تناولنها.

وقالت أنيليس ماديسون، المؤلفة الرئيسة للدراسة من جامعة أوهايو إن الوجبة المصنوعة من زيت عباد الشمس، على الرغم من انخفاض نسبة الدهون المشبعة بها، إلا أنها لا تزال تحتوي على الكثير من الدهون الغذائية.

وأضافت:"لأن كلا الوجبتين كانتا تحتويان على نسبة عالية من الدهون ومن المحتمل أن تكون إشكالية، فإن التأثير المعرفي للوجبة الغنية بالدهون المشبعة يمكن أن يكون أكبر إذا تمت مقارنتها مع وجبة قليلة الدهون".

وقد تبع تلك الوجبة الغنية بالدهون، تناولهن للبيض، والبسكويت، وسجق الديك الرومي والمرق الذي يحتوي على 60 غرامًا من الدهون، أو تناولهن لزيت يحتوي على حمض البالمتيك والذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة أو لزيت عباد الشمس قليل الدهون.

وقد بلغ إجمالي الوجبتين 930 سعرة حرارية وتم تصميمهما لتقليد محتويات مختلف الوجبات السريعة.

وبعد تناول الوجبة الغنية بالدهون المشبعة كانت جميع النساء المشاركات في المتوسط أقل قدرة بنسبة 11% على اكتشاف المنبهات المستهدفة في اختبار الانتباه.

ووفقًا للدراسة، فقد كانت ثغرات التركيز واضحة أيضًا لدى النساء مع وجود علامات على الأمعاء المتسربة؛ إذ كانت أوقات استجابتهن أكثر انتظامًا، وكن أقل قدرة على الحفاظ على انتباههن خلال اختبار 10 دقائق.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تحدد ما يحدث في الدماغ، لكن ماديسون قالت إن بحثًا سابقًا قد ذكر أن الطعام الغني بالدهون المشبعة يمكن أن يؤدي إلى التهاب في جميع أنحاء الجسم، وربما في الدماغ، إذ يمكن للأحماض الدهنية أيضًا عبور الحاجز الدموي الدماغي.

بدورها، قالت كيكولت جلاسر المشاركة في الدراسة إن"النتائج تشير إلى أن التركيز يمكن أن يكون أكثر ضعفًا في الأشخاص الذين يعانون خلال الجائحة فيتجهون لتناول الأطعمة الدهنية من أجل الراحة".

وأضافت:"ما نعرفه هو أنه عندما يكون الناس أكثر قلقًا، فإن مجموعة فرعية منا ستجد الطعام عالي الدهون المشبعة أكثر إغراء من البروكلي"، مشيرة إلى أن "الاكتئاب والقلق يمكن أن يتعارضا مع التركيز أيضًا، لكن عندما نضيف ذلك إلى جانب الوجبة الغنية بالدهون، يمكننا أن نتوقع أن تكون التأثيرات أكبر".