لا تزال قصة إختفاء الشاب الجزائري "عميرة" التي هزَّت أركان العالم، حديث الساعة، ولم تكن تلك الكتابات على جدار جاره ذات معنى لكثيرين قبل أسبوع.
وقد أزاحت الكتابات التي دوَّنها الجيران على بيت الخاطف "كانصو" كثيرًا من الشكوك التي كانت ترواد أهالي الجلفة بأن ابنهم قابع وراء جدران الإخفاء القسري.
ومن تلك العبارات التي أفصحت عن تلك الشكوك، واحدة تقول: "الحرية ولو بعد 27 عامًا، وأنت يا كانصو تبقى في سجن الشعوذة إلى الأبد".
عبارة دوّنت بالحبر الأسود على حائط بيت في بلدة القديد بولاية الجلفة الجزائرية، لم تكن تثير كثير اهتمام قبل أيام من فك لغزها. لكنها اليوم تحمل ألف دلالة بعد الوصول إلى الجاني الذي أخفى "عميرة" كل هذه السنين، وأن حبل الظلم مهما طال فإنه قصير، وعلى الباغي تدور الدوائر.
عبارة كتبها جيران الشاب على بيت الخمسيني المعروف بـ"كانصو"، المتهم بخطف وإخفاء جاره لمدة 27 سنة، في زريبته، التي لا تبعد سوى 200 متر عن بيت الضحية، لتصبح قصة "كانصو" وضحيته واحدة من أغرب القصص التي لم يكن ليصدقها أحد لولا شهادات الجيران وتحقيقات الأمن الجزائري.
والأشد غرابة أن نهاية الملقب بـ "كانصو"، أتت على يد أخته؛ فبعد خلاف عائلي بسيط نشرت على موقع التواصل الاجتماعي منشورًا أكدت فيه أن "بن عمران" لا يزال على قيد الحياة، ليستنفر أهله بحثًا عنه، بعد أن أبلغوا الشرطة.
ورغم تراجعها عن أقوالها بعد ذلك بساعات، فإن الشك كان انتشر بين سكان المنطقة الذين طلبوا بالتحقيق، ليتبين لاحقًا أن الشاب لا يزال فعلًا على قيد الحياة، محتجزًا في إسطبل منذ أن كان بعمر الـ16 عامًا، أي منذ 27 سنة.
ولعل ما زاد في بشاعة الجرم، أن التحقيقات أفضت إلى توقيف 6 أشخاص كانوا على علم بالقضية، ولم يتدخلوا لإنقاذ "بن عمران" أو يكشفوا الأمر.
وكانت السلطات الأمنية في الجزائر، حررت قبل أيام رجلًا اختطف قبل أكثر من 25 عامًا في ولاية الجلفة جنوب العاصمة الجزائر، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وقالت صحيفة "اللقاء" المحلية إن "ب . عمر" من بلدية القدير غربي الجلفة، عاد إلى أحضان عائلته بعد أن تم تحريره من مختطفيه، بعد ربع قرن على فقدان أثره بظروف غامضة، حيث ظنت عائلته أنه توفي أو قتل بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد، آنذاك.