يضم 100 ألف قطعة أثرية.. مصر تسابق الزمن لافتتاح "المتحف الكبير"

تستعد مصر على قدم وساق من أجل افتتاح جميع أقسام المتحف الكبير، الذي يُعد أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا عالميًا متكاملًا، ووِجهة أولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، بوصفه أكبر متحف في العالم وجد ليروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

ومؤخرًا، أعلنت إدارة المتحف المصري الكبير افتتاح الدرج العظيم بالمتحف وإضافته للزيارة، في إطار التشغيل التجريبي للمتحف منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وذلك بعد فتح منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم، والبهو الزجاجي للجمهور، وكذلك المعرض التفاعلي للفرعون الذهبي توت عنخ آمون.

ويضم الدرج العظيم مجموعة من التماثيل الضخمة، ويركز سيناريو العرض المتحفي المتعلق به على الملوك والآلهة، وينقسم لأربعة أقسام؛ الأول يركز على كيفية تصوير "الملك" ونحته في الأعمال الفنية، ويشمل هذا القسم تماثيل تعود للملك سيتي الأول من الغرانيت الوردي، وتمثالًا للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوعًا من الكوارتزيت، وتمثالًا للملك أمنحتب الثالث، وتمثالًا للملكة حتشبسوت، وتمثالًا للإمبراطور الروماني كاراكالا من الغرانيت الأحمر.

100 ألف قطعة أثرية ومركز ترفيهي متكامل

يقول رئيس قسم الإرشاد السياحي البيئي في جامعة الفيوم، الدكتور تامر مجدي، إن المتحف يضم كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، كما يحتوي 6 معارض رئيسية، فيها أكثر من 100 ألف قطعة أثرية مصرية قديمة.

ولا يتوقف ما يحتويه المتحف على الآثار فقط، فوفقًا للدكتور تامر مجدي، فإن هذا الصرح يضم قاعتين للعرض المؤقت، ومتحفًا للأطفال، ومكتبة، وسينما، وقاعة احتفالات، ومركز مؤتمرات، ومكاتب إدارية، ومطاعم ومقاهي، ومحلات تجارية، وأكثر من 110 آلاف متر مربع من الحدائق والمساحات المفتوحة.

وأشار، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إلى أنه من بين آثار المتحف التي لا مثيل لها، المجموعة الجنائزية ليويا وتويا وبسوسينيس الأول وكنوز تانيس، ولوحة نارمر التي تخلد توحيد مصر العليا والسفلى تحت حكم ملك واحد، وهي من بين القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن في المتحف، وأيضًا يضم تماثيل رائعة للملوك العظماء؛ خوفو وخفرع ومنكاورع، بناة الأهرام في هضبة الجيزة (جنوب مصر).

وأثنى مجدي على اهتمام الدولة بالآثار التاريخية على مدى كل العصور بدءًا من العصور المصرية القديمة ثم الآثار اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، كما لم تغفل المحميات الطبيعية والأماكن التراثية عن الهوية المصرية التي حافظت عليها وعملت على تأريخها بكل حقباتها التاريخية.

استعادة دور مصر الحضاري والتنموي

وتُعول مصر على "المتحف الكبير" في تنشيط الحركة السياحية، لا سيما أنه سيشهد للمرة الأولى عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية.

ورأى الخبير الأثري، الدكتور مجدي شاكر، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعدُّ خطوة على طريق استعادة دور مصر الحضاري والتنموي، لكونه أكبر متحف من حيث المساحة، بالإضافة إلى عدد القطع الأثرية الموجودة فيه .

أما بخصوص الدور المجتمعي والتنموي، يقول شاكر، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، إن هذا الدور سيظهر حتمًا من خلال تنظيم بعض الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية وورش العمل، موضحًا أن المتحف صديق للبيئة وحصد مجموعة من الجوائز من جهات عدة، من بينها موسوعة غينيس.

واعتبر خبير الآثار، الدكتور محمد علي نصار، أن المتحف المصري الكبير يمثل طفرة كبيرة في مجال المتاحف الأثرية، إذ يضم آثارًا نادرة، تعد كنزًا كبيرًا لا يقدر بثمن.

وأوضح نصار، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن المتحف يراعي أبعاداً أخرى؛ منها الجانب البيئي، الذي يمثل أهمية كبيرة في إطار الاستدامة التي وضعتها الدولة أولوية لها خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى وجود قاعات مجهزة، يمكنها أن تكون بمثابة منتديات ثقافية على قدر كبير من الأهمية، بالإضافة إلى الجانب الترفيهي للأطفال وقاعات للاحتفالات وغير ذلك.

وفي العام الماضي، أعلن المجلس العربي للمياه فوز "المتحف المصري الكبير" بجائزة أفضل مشروع في مجال "البناء الأخضر"، وذلك على هامش أعمال منتدى "الطريق إلى شرم الشيخ - مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27".