طريق جديد إلى الشمال.. بديل مُجدٍ للطرق البحرية الموجودة حاليا

يمكن زيادة وتسريع نقل البضائع في أوراسيا، عبر ممر "شمال - جنوب" الدولي (INSTC)، وطريق بحر الشمال؛ إذ يشكلان بديلًا مُجديًا للطرق البحرية الموجودة، وفق خبراء منتدى قازان.

وبحسب بيان المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان"، حصلت "إرم نيوز" على نسخة منه، فإنه سيتم تطوير ممر "شمال - جنوب"، في عام 2024. وتتوقع شركات نقل البضائع من الدول الأوراسية افتتاح السكة الحديدية السريعة الجديدة من المحيط الهندي والخليج العربي إلى منطقة بحر قزوين، وإلى الموانئ الروسية التي تقع على بحر البلطيق والبحور الشمالية.

تمت مناقشة هذا المشروع على هوامش المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023".

ووفق توقعات خبراء المنتدى، سيضمن الممر بين الشمال والجنوب عبورًا سريعًا للبضائع إلى أوروبا، بالإضافة إلى نقلها من روسيا إلى دول الخليج. ويمكن تقليل وقت تسليم الحاويات بأكثر من ضعفين مقارنةً بطرق التجارة التقليدية.

على سبيل المثال، سيستغرق النقل من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية إلى مومباي الهندية عبر الممر الشمالي الجنوبي حوالي 10-20 يومًا بدلًا من 30-45 يومًا يحتاجها النقل البحري عبر قناة السويس، وفق بيان المنتدى.

وحسب تقديرات الخبراء، يمكن تخفيض متوسط ​​تكلفة النقل إلى 30-40٪؛ ما سيؤدي إلى ازدياد حجم تدفق البضائع بشكل ملحوظ، وتعزيز قدرة العبور وزيادة فرص الوصول إلى الأسواق الخارجية للبلدان المشاركة في المشروع.

وتخطط روسيا لاستثمار 280 مليار روبل في تطوير ممر "شمال - الجنوب" حتى عام 2030.

بحلول العام المقبل، وفقًا لتوقعات النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد الروسي مارات خوسولين، التي أُعلن عنها في منتدى قازان 2023، فإن معدل تبادل البضائع بين روسيا ودول منطقة بحر قزوين وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والخليج العربي "يجب أن يرتفع بضعفين ويصل إلى ما لا يقل عن 30 مليون طن. وبحلول عام 2030 – إلى 35 مليون طن، وهذا يشكل زيادةً بنسبة 155% مقارنة بعام 2021".

ومن المتوقع أن مواصلة تطوير الممر ستفضي إلى زيادة قدرته الاستيعابية بأكثر من 100 مليون طن من البضائع سنويًّا، كما أن الاستثمارات في المشروع تتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة.

وفق بيان قازان، فإن ممر النقل عالي السرعة  بين الشمال والجنوب متعدد الوسائط، تربطه الطرق البحرية والبرية وشبكة السكك الحديدية، ويبلغ طوله الإجمالي من بحر البلطيق إلى المحيط الهندي 7200 كيلومتر.

كما أن تطوير البنية التحتية وحل المهام اللوجستية المشتركة في إطار المشروع يوحد عددًا من البلدان التي تمر عبرها وسائل نقل مختلفة، بما في ذلك أذربيجان، وكازاخستان، وتركمانستان، وإيران، والهند والعراق، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

ووفق البيان، تولي الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًّا بالاستثمار وتطوير الجانب التقني لممر "شمال - جنوب" أيضًا، كما أفاد وزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني بن أحمد الزيودي على هوامش منتدى قازان 2023.

ويعتقد نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسولين أن بناء الممر الشمالي الجنوبي أصبح أحد المواضيع الرئيسة في منتدى قازان؛ لأنه متعلق باهتمام الدول الإسلامية بتصدير السلع الزراعية الروسية والمنتجات الحلال.

ومن المفترض أن الطريق السريع الجديد سيتيح فرصةً لنقل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية الأخرى للمستهلكين في آسيا الوسطى والخليج العربي وأفريقيا. وبالتالي، فإن ممر النقل هذا سيقدم مساهمة ملحوظة في ضمان الأمن الغذائي العالمي.

وستتم مناقشة فرصًا جديدة لضمان تسليم البضائع السريع والموثوق، بما في ذلك عبر طريق بحر الشمال، على منصة منتدى قازان المقبل الذي سيجري في مايو 2024 بمشاركة دول منظمة التعاون الإسلامي، بحسب البيان الرسمي للمنتدى.