"وادي الجمال".. جنة الله المهمشة على أرض مصر
"وادي الجمال".. جنة الله المهمشة على أرض مصر"وادي الجمال".. جنة الله المهمشة على أرض مصر

"وادي الجمال".. جنة الله المهمشة على أرض مصر

تعج مصر من شمالها إلى جنوبها بمناطق خلابة وساحرة، ولكن التغاضي عن استغلالها أو إهمالها كمقصد سياحي، دائما ما يكون العنوان الرئيسي لهذه الأماكن

ويتعلق هذا الإهمال بالدرجة الأولى في إمكانية الترويج الأمثل للأماكن السياحية، الذي تفتقده الأجهزة المعنية بالسياحة والآثار في مصر.

وتعد منطقة "وادي الجمال"، إحدى المناطق الساحرة والخلابة ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم، وذلك بحسب هيئات مهتمة بالتراث الإنساني والبيئي، التي وضعت الوادي بمحمياته في المراتب الأولى في تقارير خاصة بالسياحة البيئية العالمية

ودخلت المنطقة حاليا ضمن مخططات لمشاريع استثمارية سياحية، تعدها الحكومة المصرية للطرح في مجال الاستثمار السياحي، سعيا منها لإقامة منتجعات وفنادق، حيث تقوم السياحة هناك على التحرك الفردي للزوار الأجانب والمصريين للاستمتاع بهذه المناطق من خلال مخيمات.

وفي الجنوب الشرقي لمصر ناحية مدينة "مرسى علم"، التي تعتبر قبلة السياحة للأثرياء في العالم وقت فصل الشتاء، يقع "وادي الجمال" الذي يحتل المرتبة الثالثة من حيث مساحة الوديان في الصحراء الشرقية على مساحة 3 آلاف كم مربع على ساحل البحر الأحمر، وسط منظومة بيئية شديدة الخصوصية وتجل لقدرة الخالق بوجود برك مائية عذبة به.

وفي هذا الوادي، توجد قبيلتان هما "البشارية والعبابدة"، وهما من أقدم القبائل المصرية، كما يضم جبل "مجرس" الذي يرتفع 1504 أمتار عن سطح البحر وجبل "حماطة" ثاني أكبر جبال الصحراء الشرقية في مصر بارتفاع 1977 مترا.

وتلعب الوديان دورا بالغ الأهمية، بتركيز الأمطار الشحيحة في مناطق تنمو على أساسها نباتات نادرة شبه استوائية مثل أشجار "الأكاشيا" التي يخرج منها الصمغ العربي الذي يعالج بعض الأمراض، ونخيل بلح السكر المعالج لمرضى السكري.

وما بين الوادي، يعيش 24 نوعا من الثدييات البرية، حيث يأتي الغزال المصري في المقدمة داخل الوديان فيما تندر الحيوانات المفترسة في "وادي الجمال"، الذي تنتشر فيه الجمال في كل مكان، حيث تعيش بحرية مطلقة في بيئة توفر الغذاء والماء، إضافة إلى أن الوادي هو الموطن الأصلي للحمار النوبي ومنطقة تكاثر أساسية للدرفيل على ساحل الوادي.

وتشهد مناطق بوادي الجمال، صخورا مختلفة التكوين منذ أيام العصور البدائية، وهي المنطقة الوحيدة التي يوجد بها خام "الزمرد" غير المستغل حاليا في مصر.

ويتألف الوادي من بيئة طبيعية سياحية نادرة في العالم، حيث يقع حوضه الذي يعد أحد أكبر وأغنى أودية الصحراء الشرقية بالكائنات الحية، وجبل حماطة الذي يأوي تنوعا أحيائيا كبيرا وأحراش "المانجروف" التي تمتد على طول أجزاء عدد من سواحل المنطقة، فضلا عن الشعاب المرجانية على طول الشاطئ في مواجهة جزر مغمورة في وسط البحر التي لا تزال تحتفظ بطبيعتها البكر، والحشائش البحرية التي لها أهمية خاصة لبعض الكائنات النادرة ولتكاثر الأسماك أيضا، والشواطئ البحرية التي تتميز في عدة جزر تتكاثر بها الطيور والسلاحف البحرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com