تقرير: فرنسا تبتعد اقتصاديا عن مستعمراتها الأفريقية السابقة 

كشفت إحصائيات فرنسية رسمية عن ارتفاع المبادلات التجارية مع الدول الأفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية لتغيّر فكرة استغلال مستعمراتها السابقة اقتصاديا.

وبحسب موقع "أفريك ماغ" الأفريقي، أقامت باريس منذ عدة سنوات تقاربا دبلوماسيا واقتصاديا مع البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية في أفريقيا على رأسها نيجيريا وأنغولا وجنوب أفريقيا.

وتظهر إحصائيات نشرت في مذكرة للمديرية العامة للخزينة بوزارة المالية الفرنسية، أن نيجيريا الشريك التجاري الأول لفرنسا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تستحوذ على 20% من التبادل التجاري بين فرنسا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء في عام 2022، كما ارتفع حجم التجارة بنحو 5.9 مليار دولار في العام الماضي، بنسبة 47% في عام 2022، بعد نمو قوي بالفعل بنسبة 14.5% في العام السابق.

ويرجع الموقع الأفريقي ذلك بشكل رئيس إلى رفع نيجيريا حجم صادراتها من النفط الخام إلى فرنسا.

 وتشير الأرقام الفرنسية إلى أن واردات الموارد الطاقوية ومنتجات الصناعات الاستخراجية الأخرى "تمثل وحدها 85.5% من قيمة التجارة بين نيجيريا وفرنسا".

العلاقة مع أقوى اقتصاد أفريقي

من جهتها، استوردت نيجيريا بضائع بقيمة 641 مليون دولار من فرنسا في عام 2022. ولا يزال الميزان التجاري الثنائي لصالحها إلى حد كبير مع وجود فائض يزيد على 4.5 مليار دولار.

وفيما يخص أنغولا استوردت فرنسا أيضا كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. وتمثل المواد الطاقوية 99% من الواردات الفرنسية من لواندا، في تجارة تقدر بنحو 4.2 مليار دولار في عام 2022.

ووفقا لأرقام الهيئة، فقد ارتفعت واردات المحروقات من أنغولا "منذ شهر شباط/ فبراير 2022، نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا"، بعد أن توقفت باريس عن  استيراد النفط من روسيا.

وتظهر هذه البيانات تخلي فرنسا عن فكرة التبادل التجاري والاقتصادي مع مستعمراتها السابقة، حيث حققت باريس لعدة سنوات تقاربا دبلوماسيا واقتصاديا مع الدول الناطقة باللغة الإنجليزية في القارة، وعلى رأسها نيجيريا، التي تعتبر أقوى اقتصاد أفريقي من حيث الناتج المحلي الإجمالي.

المصدر: موقع "أفريك ماغ" الأفريقي