تلقي عودة المزارعين الإسبان للاحتجاج ضد ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي، والقيود الأوروبية، وكذلك الالتزامات البيئية، بظلالها على الصادرات المغربية التي تضررت كثيرًا بفعل هذه الاحتجاجات.
وبعد توقف الهجوم على شاحنات التصدير المغربية خلال الشهر المنصرم، مع تعليق المزارعين تظاهراتهم، تُبدي أصوات نقابية مغربية مخاوفها من عرقلة المنتجات الزراعية المغربية الموجهة إلى الدول الأوروبية، وتخريبها بفعل تجدد احتجاجات المزارعين الإسبان.
وتتم تصدير المنتجات الزراعية المغربية في إطار اتفاقية الشراكة بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي، وتستجيب بشكل دقيق وصارم للمعايير القانونية المطلوبة في الأسواق الأوروبية.
وأكد النقابي المغربي المهدي زيزي، عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل – إقليم بوعرفة، أن اعتراض الصادرات المغربية "أمر غير مقبول وندينه بأشد العبارات".
وأضاف زيزي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هناك اتفاقيات بين المغرب والاتحاد الأوروبي تؤطر دخول المنتجات الزراعية إلى هذه الدول.
ورأى أن تجدد احتجاجات المزارعين في إسبانيا قد يُعرض المنتجات المغربية للضرر، ما يعني خرق الاتفاقيات المذكورة.
وأكد أن على السلطات الأوروبية تقديم تعويضات للشركات المغربية والسائقين المتضررين.
من جهته، قال الخبير في تدبير الأزمات، سعد ناصر، إن السلطات الإسبانية مطالبة في ظل تجدد "حراك المزارعين" بتوفير ضمانات بعدم التعرض لشاحنات التصدير المغربية.
وأضاف ناصر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الاعتداءات التي طالت السائقين المغاربة والمنتجات الزراعية الموجهة للتصدير اتخذت في السابق أبعادًا مقلقة.
وأشار إلى أنه من غير المقبول أن يتكرر السيناريو نفسه بعد إعلان الجهات المغربية رفع شكاوى أمام المحاكم الإسبانية.
شكاوى
وأعلنت "الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية"، قبل أيام، رفع شكاوى أمام المحاكم الإسبانية، ضد المزارعين الإسبان الذين يعترضون سبل شاحنات التصدير المغربية ويقومون بتخريبها.
وقالت الكونفدرالية، في بيان آنذاك، إنها "ترفض التعامل بالمثل والانتقام من الصادرات الفلاحية الإسبانية إلى المغرب".
وأكدت عزمها "مواصلة العمل مع شركائها الأوروبيين للحفاظ على العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل لتسهيل تدفق المنتجات الفلاحية بين الطرفين، في إطار اتفاقية الشراكة المغربية الأوروبية، من دون السماح بأي تصرف غير مقبول".
وأشار ناصر إلى أن المنتجات المغربية تتسم بجودة عالية وثمن مناسب، ما يجعلها مُفضلة لدى سكان أوروبا.
حل وسط
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون الفرنسية، عبدالرحمن مكاوي، إن "الحكومة الإسبانية في مفاوضات دائمة وهادئة مع النقابات الزراعية للوصول إلى حل وسط يُنهي الاحتقان الحاصل، والسماح للشاحنات المغربية بالعبور إلى الدول الأوروبية".
وأضاف مكاوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مدريد تريد الحفاظ على علاقاتها مع الرباط، التي "تعيش أزهى فتراتها".
وزاد الخبير في العلاقات الدولية: "لا يوجد أي مسوغ قانوني يسمح للمزارعين باعتراض شاحنات التصدير المغربية".
وأشار إلى أن الاقتراحات الأخيرة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل بعض التغييرات التشريعية لتخفيف القواعد البيئية للسياسات الزراعية، "مهمة ومناسبة في الوقت الراهن"، مستدركا بالقول: "أعتقد أن الأمور ستتجه نحو إيجاد الحل".