تسوية بمليار يورو ترفع أسهم شركة "فيليبس" 41%
توصلت شركة "فيليبس" الهولندية إلى تسوية مالية بنحو مليار يورو مع مدعين أمريكيين استخدموا أجهزة التنفس أثناء النوم؛ إذ اتهموها بأنها معيبة أو حتى خطيرة، وقوبلت التسوية بالبهجة في بورصة أمستردام، لا سيما بعد ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 41%، وهي أكبر زيادة على الإطلاق سجلتها الشركة المصنعة التي يقع مقرها في أيندهوفن.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن هذه التسوية، التي بلغت تكلفتها 1.1 مليار دولار (1.03 مليار يورو)، أسهمت بارتياح المساهمين.
وأعلنت الشركة، أمس الاثنين، نيتها حل النزاعات مع المستخدمين الأمريكيين لأجهزة التنفس الصناعي الخاصة بتوقف التنفس أثناء النوم.
وأوضحت الصحيفة، أن قرار التسوية قوبل بالبهجة في بورصة أمستردام، كما يتضح من ارتفاع أسهم شركة فيليبس بنسبة 41%، وهي أكبر زيادة على الإطلاق سجلتها الشركة المصنعة التي يقع مقرها في أيندهوفن.
وكان المساهمون يتوقعون تكلفة أكبر بكثير، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يقرب من 60 ألف مريض، بمن في ذلك 2000 مريض بالسرطان، رفعوا دعاوى قضائية ضد شركة الإلكترونيات العملاقة السابقة التي تركز الآن على المعدات الطبية.
وبدأت القضية التي جذبت العديد من المحامين الأمريكيين في عام 2021، عندما استدعت الشركة 15 مليون جهاز Respironics في جميع أنحاء العالم؛ بسبب الاشتباه في انبعاث رغوة سامة؛ ما قد يسبب الصداع والتهيج.
وبحسب الصحيفة، اعترفت الشركة نفسها آنذاك بوجود "خطر محتمل" للإصابة بالسرطان، لكن الاختبارات اللاحقة أظهرت أن استخدام الآلات لا يشكل "ضررًا صحيًا ملحوظًا"، وفق الرئيس التنفيذي للشركة روي جاكوبس.
لذلك، لا تعترف شركة فيليبس بأي خطأ أو مسؤولية، ومع ذلك، قررت العلامة التجارية وقف مبيعات أجهزتها في الولايات المتحدة في أوائل العام الجاري.
تحرك للأمام
ويغطي مبلغ التعويض المطالبات المقدمة في المحاكم الأمريكية، والمطالبات المحتملة المقدمة إلى مكتب التعداد، وفقًا لإدارة الشركة.
ومع ذلك، تقر إدارة الشركة بأنه لم يتم حل جميع القضايا، لا سيما مع إجراء وزارة العدل الأمريكية تحقيقا جنائيا، مع إجراءات قانونية مماثلة في كل من فرنسا وهولندا.
ورغم هذه التحديات، يعتقد جاكوبس أن فيليبس يمكنها الآن "المضي قدمًا" مدعومة بأدائها القوي الحالي؛ إذ حققت إيرادات قياسية بلغت 4.1 مليار يورو في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يعوّض تقريبًا إجمالي الخسائر التي تكبدتها بسبب إصدار أجهزة التنفس الصناعي منذ عام 2021.
وأشارت "لوموند" إلى أن نحو ألف موظف من أصل 11000 عامل في شركة فيليبس فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة؛ ما دفع الشركة إلى طلب المساعدة الخارجية للمرة الأولى.
ولفتت إلى أنه في عام 2023 استثمرت شركة إكسور، الشركة القابضة المملوكة في الغالب لعائلة أنييلي، 2.6 مليار يورو، واستحوذت على حصة 15% في فيليبس؛ ما أدى إلى حماية الشركة الهولندية من عملية استحواذ عدائية.
وختمت الصحيفة بالقول، إن مشاكل فيليبس ليست وراء ذلك بالكامل، موضحة أن الشركة اضطرت إلى تنبيه المستشفيات والمرضى من أن مجموعة أخرى من أجهزة التنفس الصناعي الخاصة فيها خلل قد يؤدي إلى إنذارات كاذبة وإغلاق أجهزة، وذلك في أوائل أبريل/نيسان الجاري.
وفي يونيو/حزيران عام2021، نبهت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية شركة فيليبس إلى المخاطر الصحية المحتملة التي تشكلها أنواع معينة من أجهزة التنفس الصناعي المستخدمة في حالات انقطاع التنفس أثناء النوم، ما شمل 15 مليون قطعة من المعدات في جميع أنحاء العالم.
وكان المستخدمون قد واجهوا خطر استنشاق أو ابتلاع أجزاء من رغوة سامة، قد تسبب تهيجًا وصداعًا؛ ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
