يشهد سوق المكملات الغذائية في تونس ازدهارا لافتا، وبدأت هذه التجربة تتخذ بعدا أفريقيا مع انتشار 120 مختبرا لتصنيع هذه المنتجات؛ مما يوفر نحو 60 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وتجذب المكملات الغذائية جمهورًا واسعا، لا سيما من فئة الشباب، ويقول بيرم فقيه، مدير الترويج الطبي بشركة "كونكت" إن "سوق المكملات الغذائية أصبح أكثر تطورا في تونس وأصبح مرجعا في أفريقيا".
وأوضح في تصريحات نقلتها صحيفة "لابريس" اليومية التونسية بأنّه "منذ عام 2010، ازدهر قطاع المكملات الغذائية وبات يدرّ 600 مليون دينار (حوالي 200 مليون دولار) للدولة التونسية".
ويقول مختصون إنّ "هذه المكملات يمكن أن تكون فعالة للرياضيين، وهي تساعد على منع بعض أوجه القصور في الأداء البدني، ولذلك أصبحت ترافق الرياضيين والباحثين عن اللياقة البدنية".
وساعدت هذه القناعة والعادة الجديدة في خلق اقتصاد ناجح، حيث تقول إحدى الشابات اللاتي يمارسن الرياضة إنّ "جائحة كوفيد-19 كان لها تأثير إيجابي على مبيعات المكملات الغذائية، وترجع هذه الزيادة إلى حقيقة أن العديد من الأشخاص يستهلكون المكملات الغذائية لتحسين تغذيتهم".
ويهتم المستهلكون بشكل متزايد بنظامهم الغذائي ويبحثون عن طرق لتحسين صحتهم بشكل عام، وفي تونس يتم تنظيم سوق المكملات الغذائية عن طريق وزارة الصحة.
ورغم أن القطاع يخضع لرقابة قانونية يمكن أن نلاحظ انتشار ما يسمى بمساحيق البروتين، وغالبًا ما تكون غير قانونية، خصوصا في القاعات الرياضية والمخصصة للأشخاص الذين يمارسون كمال الأجسام، فيما يتم استخدام مسحوق البروتين والكرياتين لتحسين الأداء وتسريع عملية الاستشفاء ودعم نمو العضلات.
ومن بين المكملات الغذائية الأكثر استخدامًا، المغنيسيوم وفيتامين (د) النباتي والكولاجين، وهذه المنتجات ذات جودة عالية ولها قيمة بيولوجية كبيرة، ويتم تصنيعها بأشكال مختلفة: أقراص، مسحوق، أو شاي الأعشاب.
ويحذر المختصون من مخاطر تناول المكملات الغذائية كبديل للوجبات، إذ يجب تناولها، كمكملات تمد الجسم بالفيتامينات والأحماض الأمينية.
وتسمح هذه المكملات للرياضيين بالحفاظ على مستوى جيد من الطاقة والتعافي بشكل أكثر فعالية، وقبل كل شيء، تزويد الأنسجة بالعناصر الغذائية التي تحتاجها للتجديد بعد القيام بالتمارين الرياضية.
وبالرغم من أن "هذه المنتجات مفيدة للرياضيين لكنها لا تخلو من آثار ضارة على الصحة، لا سيما في حال عدم التقيد بضوابط استعمالها".
كما يحذّر المختصون من الجرعة الزائدة والإفراط في استهلاك المكملات الغذائية، حيث يُنصح بعدم تناول عدة مكملات غذائية في نفس الوقت، إذ من المحتمل أن تحتوي هذه المنتجات على مكونات غير نشطة يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والصداع والغثيان، وغيرها من الأعراض.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أعلنت في مارس/آذار 2023 عن سحب أربعة أنواع من المكملات الغذائية التي يجري تداولها؛ بسبب عدم تطابقها مع المواصفات.