شهد مهرجان محلي للقهوة، يقام كل عام في محافظة الداير السعودية، إقبالًا كبيرًا من الزوار، من بينهم ضيوف من خارج المملكة ومنظمات دولية، في تحوّل نحو العالمية.
وفد ألماني ضم 18 بروفيسورًا وعضوًا في منظمة "اليونسكو"، زاروا مقر المهرجان في نسخته العاشرة، وشاهدوا ما يعرضه المشاركون من محصول البن الفاخر الذي تنتجه مزارع منطقة جازان.
على مدار 10 أيام، توافد عشرات آلاف الزوار على مقر مهرجان القهوة المقام في محافظة الداير، معقل زراعة القهوة في جنوب السعودية، حيث تقام أكثر من 50 فعالية فنية وثقافية ورياضية بطابع تراثي بارز.
وزار وفد ألماني يضم 18 بروفيسورًا وعضوًا في منظمة "اليونسكو"، مقر المهرجان في نسخته العاشرة، وشاهدوا ما يعرضه المشاركون من محصول البن الفاخر الذي تنتجه مزارع منطقة جازان، إضافة إلى أركان الفن التشكيلي، والحِرَف اليدوية، والصناعات التقليدية، والأزياء الريفية.
كما استقطبت أمسيات المهرجان زوارًا من بضع مناطق سعودية، إلى جانب عشرات آلاف الزوار من جازان، حيث كانت تقام كل يوم عروض مسرحية فنية تراثية تقدمها فرق محلية وسط تفاعل لافت من الجمهور.
وفي ساحات المهرجان، شوهدت العائلات السعودية التي حضرت بكثرة، في سوق لصناعة وبيع الحِرَف والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية والأزياء الريفية التي تجسد تاريخًا من الإرث والثقافة، وجمال الطبيعة، والعادات والتقاليد.
وحرص كثير من الزوار على اقتناء المعروضات من الخزف والجلود والخرز واللبس الشعبي وصناعة الأبواب وأدوات الحراثة وتصميم الإكسسوارات والنباتات العطرية والهدايا وأدوات القهوة والزراعة وصناعة المفاتيح القديمة.
كما شهد المهرجان الذي نظمته وزارة البيئة والزراعة والمياه، حضورًا وتفاعلًا كبيرين من قبل الأطفال الذين جاؤوا لمشاهدة عروض عديدة مخصصة لهم، ويقدمها أطفال أيضًا من خلال مسرح الطفل، والمسابقات المتنوعة وألعاب الخفة وتحدي المخاطر، والمسابقات الشعبية والثقافية، والعروض الترفيهية.
ويزرع البن السعودي في 7 محافظات من المحافظات الجبلية في منطقة جازان، وتعتبر محافظة الدائر الأولى على مستوى المملكة في زراعته قبل محافظات فيفا والعبدابي وهروب والعارضة والريث، حيث يمتهن أكثر من ألفي مزارع سعودي، زراعة أشجار البن.
ويأمل القائمون على المهرجان، أن يسهم في التسويق لمحاصيل المزارعين من البن الخولاني، وهو صنف فاخر عالميًّا، بجانب التعريف بالمحافظات الجبلية في جازان وتحويلها لوجهة سياحية نشطة.
وتتركز زراعة البن في السعودية في منطقة جازان جنوب غرب المملكة، ويوجد بها نحو 400 ألف شجرة بُن، تنتج سنويًّا نحو ألف طن، بجانب عدد أقل من المَزارع في مناطق الجنوب الأخرى، فيما تستورد السعودية سنويًّا من البُن ما قيمته مليار ريال، إذ لا يغطي الإنتاج المحلي أكثر من 6% من الاحتياج.
لكن زارعي البن السعوديين يعتقدون أن بالإمكان رفع الإنتاج والتحوّل لتصدير البن، بعد أن بدأت السعودية في السنوات القليلة الماضية تكثيف اهتمامها بزراعة البن، من خلال تدريب المزارعين على زراعته وأساليبها العلمية، وتقديم آلاف الشتلات لهم مع شبكات ري وخزانات لجمع المياه.
وبجانب الاهتمام بزراعة البن وزارعيه، تحتفي السعودية بالقهوة بوصفها تراثًا ثقافيًّا غير مادي، وقد توجت توجهها بخصوص ذلك العام المنصرم، الذي شهد عدة أنشطة وبرامج لمبادرة وزارة الثقافة "عام القهوة السعودية 2022"، إذ شهدت المملكة العام الحالي العديد من المهرجانات والفعاليات والمعارض التي تحتفي بالقهوة.
ووفقًا لدليل أصدرته شركة علاقات عامة سعودية هذا العام حول القهوة، وتضمن معلومات وافية عن البن، فإن العرب في جنوب شبه الجزيرة العربية أول من تذوق البن بعد أن لاحظ راعي أغنام النشاط على قطيعه عقب تناول ثمار تشبه الكرز، قبل أن يجربها بدافع الفضول وتبدأ علاقته مع البن.