أصبحت "العولمة المحلية" تحل محل "العولمة"، التي أصبحت تتلاشى شيئاً فشيئاً، وفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبينت أن المصطلح الجديد لا يمثل السوق العالمية الحرة، ولا يعبر عن الاكتفاء الذاتي للدولة، لكنه يتضمن سلاسل توريد أقصر، والتركيز على إعادة بناء القدرة التصنيعية المحلية، ودور أكثر استراتيجية للحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جلسة ختامية عقدت في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أخيرًا، لخصت حالة الاقتصاد العالمي، حيث فاق أداء معظم الدول التوقعات.
ولفتت إلى أنه لم يدفع الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة أمريكا ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة إلى الركود، كما أن الحرب بين إسرائيل وحماس لم ترفع أسعار النفط العالمي فوق 100 دولار للبرميل الواحد.
وأجمع المشاركون في الجلسة، أن البنوك المركزية تواجه عملية موازنة بين خفض أسعار الفائدة بسرعة أكبر مما ينبغي وإعادة إشعال التضخم، وإبقائها مرتفعة للغاية وإغراق اقتصاداتها في الركود.
وأضافت الصحيفة أن الأسابيع الأولى من عام 2024 أدت إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، مع ما يترتب على ذلك من آثار على أحد طرق التجارة الرئيسة في العالم، موضحة "وجود انقسام شديد في الاقتصاد العالمي".
ونوهت الصحيفة أن هناك مبالغة في القول إن "العولمة" تموت، حيث كان وصول الشركات المتعددة الجنسيات والبنوك للمنتدى الاقتصادي العالمي دليلاً على ذلك، فضلاً عن النمو السريع للذكاء الاصطناعي، كجزء من ثورة تكنولوجية عابرة للحدود وتترك الهيئات التنظيمية الوطنية في تخبط.
واعتبرت أن العولمة ما زالت حية، حتى وإن كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وذلك بدليل أن الذكاء الاصطناعي أثبت قدرته على المساعدة في حل المشكلات الملحة مثل أزمة المناخ مقابل أولئك الذين حذروا من مخاطره.
وزعمت الصحيفة البريطانية أن ما غير ديناميكية العولمة هو دخول جائحة كورونا عام 2020 وتداعياتها، التي أوجدت مفهوم "العولمة المحلية"، لافتة أن التحول نحو الإنتاج تسارع بسبب أبرز الأحداث خلال السنوات الأربعة الماضية (الوباء، اختناقات سلسلة التوريد، ارتفاع التضخم، والحرب في أوكرانيا).
وقالت الصحيفة إنه تكمن الأسباب طويلة المدى "للعولمة المحلية" في علاقة أمريكا والصين المليئة بالتوترات، والتي تدهورت منذ أن انتبهت واشنطن إلى التهديد الذي يشكله النمو السريع لبكين وخطتها الواضحة لاستخدام قوتها الاقتصادية لتحدي الهيمنة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية.