من احتجاجات المزارعين الفرنسيين
من احتجاجات المزارعين الفرنسيينرويترز

المزارعون يمثلون الطبقة الأكثر فقرا في فرنسا

كشف المعهد الوطني الفرنسي للإحصاءات الزراعية، أن فئة المزارعين في فرنسا هي الأكثر فقراً في البلاد؛ ما دفع المزارعين إلى العزوف عن الزراعة، والتوجه إلى وظائف القوى العاملة في فرنسا، الأمر الذي يفسر موجة غضب المزارعين منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال المعهد في تقريره السنوي، عن الزراعة الفرنسية، إن المزارعين الفرنسيين يواجهون أوضاعًا اقتصادية متنوعة جدًّا، اعتمادًا على حجم مزرعتهم، أو توجههم الإنتاجي، أو انتقالهم إلى الزراعة العضوية، أو عدمها.

وعلى الرغم من أن فرنسا هي المنتج الزراعي الأوروبي الرائد، بقيمة إجمالية تبلغ 88.2 مليار يورو، إذ يمثل الإنتاج الزراعي الفرنسي 18% من إجمالي الاتحاد الأوروبي في عام 2022، فإن الصورة ليست كلها وردية بالنسبة للمنتجين الفرنسيين، الغاضبين منذ يناير/كانون الثاني من أجل الحصول على أجور أكثر عدالة مقابل عملهم.

وخلال عشرين عامًا، انخفض عدد العمليات الزراعية في فرنسا بنسبة 41%، من 664 ألفًا في عام 2000، إلى 390 ألفًا في عام 2020، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.

وبين عامي 2000 و2020، ارتفع متوسط ​​المساحة الزراعية المفيدة (أي القابلة للاستخدام فعليًّا) في المزرعة بنسبة 64%، من 42 هكتاراً إلى 69 هكتاراً.

وفي عام 1970، كان متوسط ​​حجم المزرعة 19 هكتارًا فقط. اليوم، 38% فقط من المزارع لديها مساحة زراعية مفيدة تقل عن 20 هكتارًا، وفقًا لما يحدده المعهد الوطني للإحصاءات الزراعية، و26% منها تتجاوز الـ 100 هكتار.

وينبغي أن يستمر هذا الاتجاه الآخذ بالتوسع، ويتركز ربع إجمالي المساحة الزراعية المستخدمة في فرنسا بالفعل في 5% من المزارع.

ونتيجة لذلك؛ ارتفعت نسبة عزوف المزارعين عن الزراعة واتجهوا إلى الوظائف الحكومية، إذ يعمل 25% من المزارعين في فرنسا في وظائف القوى العاملة.

وأصبحت المزارع الفرنسية أيضًا أكثر تخصصًا، في حين أنه في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت معظم ممارسات الزراعة المختلطة أو التربية المختلطة، هناك 10% فقط في عام 2020.

المزارعون أكثر عرضة لخطر الفقر

يبلغ معدل الفقر بين المزارعين في الواقع 16%، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، مقارنة بـ 14% بين عامة السكان، و7.4% فقط بين العمال العاملين.

ومن بين المزارعين، فإن البستانيين ومربي الماعز أو الأغنام هم الأكثر تضرراً من الفقر، إذ يعيش ما يقرب من ربع البستانيين تحت خط الفقر (1158 يورو شهريًّا للشخص الواحد، و1737 يورو للزوجين).

ومزارعو النبيذ، ومشغلو محاصيل الحبوب أو البذور الزيتية الكبيرة هم الأقل تأثراً، ولكن إذا كان 11.5% فقط من مزارعي النبيذ يعيشون تحت خط الفقر، فإن هذا المعدل يظل أعلى من معدل العمال.

ويرتبط فقر المزارعين أيضًا بحجم مزرعتهم. يعيش ما يقرب من 23% من المزارعين الذين لديهم مزارع صغيرة، أي ذات إمكانات إنتاجية تتراوح بين 25000 و100000 يورو سنويًّا، تحت خط الفقر.

وهذا هو الحال بالنسبة لـ 9.8% فقط من المزارعين على رأس مزرعة كبيرة تتجاوز إمكانات إنتاجها 250 ألف يورو سنويًّا.

ويشكل المزارعون الصغار، الذين تقل إمكاناتهم الإنتاجية عن 25 ألف يورو، استثناءً لهذه القاعدة، حيث يبلغ معدل الفقر 15.4%.

أخبار ذات صلة
أزمة المزارعين في فرنسا.. "السعر الأدنى" يشعل خلافا داخل الحكومة

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com