تقرير: انتعاش اقتصاد الصين يزيد معاناة أوروبا من نقص الغاز

تقرير: انتعاش اقتصاد الصين يزيد معاناة أوروبا من نقص الغاز

أفاد تقرير إخباري، أن معاناة الدول الأوروبية بسبب نقص الغاز ستزداد بشكل كبير في حال انتعاش اقتصاد الصين، ما سيؤدي بدوره الى تزايد الطلب على الطاقة.

وقال التقرير الذي نشرته مجلة "فورتشين" الأمريكية أمس السبت، إن تراجع الطلب على الغاز في الصين يعني أنها ستقلص وارداتها وتقوم بتصدير الفائض الى أوروبا ودول أخرى.

وأضافت المجلة: "لكن مع احتمال استمرار أزمة الطاقة فيها لفترة أطول من شتاء واحد فقط، بدأت أوروبا في القلق بشأن ما ستفعله الصين بعد الإغلاقات بسبب جائحة كورونا".

وبينت أنه "قد يتسبب الشتاء القاسي في الصين أو تحسن الاقتصاد العام المقبل في ارتفاع الطلب على الطاقة مرة أخرى وزيادة معاناة أوروبا في برد الشتاء".

وأشارت إلى أن "المخاطر كبيرة بالنسبة لأوروبا التي أصبح اقتصادها ومواطنوها معلقين في الميزان بسبب نقص الطاقة".

ولفتت إلى أن "أي تغيير طفيف في إمدادات الطاقة، بشكل أو بآخر، يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأسعار، والسياسات المحلية المتصدعة بشكل متزايد للدول الأعضاء بمفردها وعلى مستقبل القارة".

ووفق المجلة، فإنه من المتوقع بالفعل أن يزيد استهلاك الصين من الغاز الطبيعي بنسبة 5٪ في عام 2023، مضيفة أنه "بينما يعتمد الكثير من ذلك على اتجاه الاقتصاد الصيني وسياسات عدم انتشار فيروس كورونا بدأت أوروبا في التخطيط للمستقبل".

ونقلت عن سايمون تاجليابيترا من مركز "بروجيل للأبحاث" في بروكسل قوله: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان هناك إدراك بأن الشتاء الحالي قد يكون على ما يرام بالنسبة لأوروبا".

واستشهد تاجليابيترا بانخفاض الطلب على الطاقة في القارة بسبب ارتفاع الأسعار والشتاء المتوقع أن يكون أكثر دفئا من المعتاد.

تداعيات كبيرة

وأضاف: "لكن العام المقبل قد يكون قصة مختلفة بالنسبة لأوروبا إذا أعيد تشغيل المحرك الصناعي الصيني.. أعتقد أن التداعيات ستكون كبيرة للغاية".

وفي عام 2021، تفوقت الصين على اليابان لتصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم اذ استوردت 79.5 مليون طن منه خلال العام.

لكن العام الجاري، تباطأت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير إذ إنها خلال الصيف، تراجعت بنسبة 14 ٪ بسبب عمليات الإغلاق وتباطؤ النشاط الاقتصادي، وهو أكبر انخفاض منذ أن بدأت الصين في استيراد الغاز الطبيعي المسال في عام 2006.

وتشير التقارير إلى أنه من المتوقع أن تنخفض واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال إلى 65.6 مليون طن بنهاية عام 2022.

وأوضحت المجلة أن "انخفاض الطلب في الصين فتح الباب أمام الدول الأوروبية "للانقضاض على بقايا الغاز الطبيعي المسال العالمي".

ولفتت إلى أن تلك الدول وقعت صفقات كبيرة أخيرا مع موردين آخرين بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر.

وبينت أن "أوروبا تمكنت أيضًا من الاستفادة من الصين للحصول على بعض فائض الغاز الطبيعي المسال المستورد".

وذكر التقرير أنه "بالنظر إلى ارتفاع أسعار السوق الفورية للغاز تمكنت شركات الطاقة الصينية في كثير من الأحيان من إعادة بيع إمداداتها بأرباح ضخمة".

وتابع: "في الأشهر الثماني الأولى من عام 2022، عرضت شركات الطاقة الصينية حوالي 30٪ من الغاز الطبيعي المسال لإعادة بيعه في السوق العالمية مما اشترته خلال نفس الفترة".

وأردفت: "توقعًا للنمو الاقتصادي والاستعداد لموسم التدفئة الشتوي طلبت الحكومة الصينية من شركات الطاقة التوقف عن إعادة بيع الغاز الطبيعي المسال في الخارج والاحتفاظ به للاستخدام المحلي".

تحد على المدى الطويل

ورأت مجلة "فورتشين" أنه "بالنسبة لهذا الشتاء، فإن أي زيادة في استهلاك الطاقة في الصين - حتى الشتاء البارد الذي يؤدي إلى ارتفاع الطلب - من غير المرجح أن تلحق الضرر بأوروبا كثيرًا، نظرًا لأن احتياطيات الغاز الطبيعي في القارة تصل بالفعل إلى أكثر من 90٪ من طاقتها وهو ما يكفي لعدة أشهر شتاء".

ونقلت عن إيريكا داونز من "مركز سياسة الطاقة العالمية" بجامعة كولومبيا قوله إن هناك جانبا إيجابيا آخر محتملا لأوروبا وهو أنه في حين أن مستقبل النمو الاقتصادي في الصين غير مؤكد، فإن فرص الرئيس الصيني شي جين بينغ في إنهاء سياسة الإغلاق لمنع انتشار فيروس "كورونا" في البلاد صغيرة للغاية.

وأضافت داونز: "أرى أن هذا هو العامل الرئيسي.. لكي يرتفع الطلب على الطاقة، يجب أن نرى تراجعًا في معدل انتشار فيروس كورونا وهذا لن يحدث بين عشية وضحاها".

واعتبرت أنه "مع تأكيد القادة الأوروبيين أخيرا على أمن الطاقة، فمن المرجح أن تكون شهية الصين للطاقة قضية تنافسية أكبر وطويلة الأجل بالنسبة لأوروبا".

واستطردت: "سيتعين على أوروبا إعادة ملء احتياطياتها من الطاقة في الصيف المقبل مرة أخرى، ولكن مع توقف الصين عن إعادة بيع الغاز الطبيعي المسال الفائض، ستكون الدول الأوروبية تحت ضغط أكبر مقارنة مع هذا العام".

وأوضحت المجلة في تقريرها بأن السلطات الأوروبية أصبحت تدرك خطر الاعتماد على ضعف الطلب في الصين.

وقالت: "بعد تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، قد تصبح أوروبا معتمدة تماما على ضعف الطلب على الطاقة في الصين بدلاً من ذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com