ما تداعيات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران على أسواق النفط؟‎
ما تداعيات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران على أسواق النفط؟‎ما تداعيات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران على أسواق النفط؟‎

ما تداعيات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران على أسواق النفط؟‎

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية نووية دولية مع إيران، وهو ما يثير مخاطر بإذكاء الصراعات في الشرق الأوسط، ويهدد بعرقلة إمدادات النفط العالمية.

وبموجب الاتفاقية التي وُقّعت في 2015 بمشاركة الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى وإيران، تم رفع العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي. وتهدف الاتفاقية إلى منع إيران، العضو في منظمة أوبك، من تطوير قنبلة نووية.

وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 في أعقاب الإعلان الأمريكي يوم الثلاثاء.

وفيما يلي آراء خبراء ومحللين حول التأثير المحتمل لانسحاب واشنطن من الاتفاقية على أسواق النفط:

ويقول ستيفن إينز رئيس التعاملات التجارية لآسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا للوساطة في العقود الآجلة في سنغافورة:"شهدت أسواق النفط جلسة من التقلبات الحادة، وارتفعت أحجام التداولات بشكل كبير كما كان متوقعًا، وهو ما تسبب في تأخير التسويات. لذا، ما الذي سيحدث لاحقًا؟ المزيد من التقلبات، بالطبع".

وتابع إينز قائلًا:"نظرًا لأن الولايات المتحدة تحركت من جانب واحد، فإن جزءًا كبيرًا من تحركات أسعار النفط تم أخذه في الاعتبار. لكننا الآن عدنا إلى قصة التوازن الدقيق للإمدادات، وهو جزء لا يتجزأ من الاتفاق بين أوبك ومنتجين آخرين، ومتانة القوى المحركة للطلب العالمي ومحنة فنزويلا، حيث من المعقول القول إن وسادة الإمدادات تنكمش للضعف".

 هبوط حاد في مشتريات الخام الإيراني

تقول "جيه.بي.سي إنرجي": "نتوقع أن نرى هبوطًا حادًا في مشتريات النفط الخام الإيراني من جميع الأطراف على مدى الشهرين القادمين، بمجرد أن تصل أسواق الخام إلى ذروة النقص الموسمي للمعروض، وتتباين التقديرات من 200 ألف برميل يوميًا تشكل في الأساس امتثالًا رمزيًا من بعض حلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا، إلى خفض ملحوظ لوارداتهم من الخام الإيراني إلى أكثر من مليون برميل يوميًا".

وترى "جيه.بي.سي إنرجي" أنه من المرجح أن تفقد السوق إمدادات إيرانية بحوالي 500-700 ألف برميل يوميًا على مدى الأشهر المقبلة.

 الأسعار تميل إلى الصعود

يقول بنك جولدمان ساكس إن الإعلان بشأن إيران، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية في دول أخرى رئيسة منتجة للنفط، مثل: السعودية، وفنزويلا، يهدّدان بفقدان المزيد من الإنتاج في الوقت الذي تستنزف فيه المخزونات".

ويرى جولدمان ساكس أن توقعاته أن يصل سعر البرميل من خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 82.5 دولار في فصل الصيف "تتخذ منحنى صعوديًا".

ويقدّر جولدمان أن فقدان 500 ألف برميل يوميًا من الإمدادات الإيرانية حتى نهاية العام سيدعم الأسعار بنحو 6.2 دولار للبرميل.

  تأثير محدود على إنتاج إيران

يقول بنك باركليز:"نتوقع تأثيرًا محدودًا على إنتاج النفط الخام الإيراني في 2018، رغم ما تبيّن في 8 مايو من أن الإعفاء (من العقوبات) لن يتم تجديده، ونتيجة لهذا القرار، نخفّض توقعاتنا لإنتاج إيران بنحو 150 ألف برميل يوميًا في 2019  من 3.91 مليون برميل يوميًا إلى 3.74 مليون برميل يوميًا، وهي كمية نتوقع أن تعوضها السعودية وحدها بزيادة إنتاجها مجددًا إلى مستوى حصتها البالغ 10.1 مليون برميل يوميًا على حساب طاقتها الفائضة للبلاد، أو من خلال إعادة صياغة إعلان التعاون المشترك بين أوبك والمنتجين الآخرين.

ويرى "بنجامين لو" محلل السلع الأولية لدى فيليب للوساطة في العقود الآجلة في سنغافورة أنه لن يحدث خفض فوري في إنتاج إيران.

وقال لو:"لا نتوقع خفضًا فوريًا للإنتاج الإيراني، حيث تبدو إيران مستعدة لزيادة الإنتاج للاستفادة من الإطار الزمني المفروض.

  أقل سوءًا من المرة السابقة

يقول كومرتس بنك:"خلال الفترة التي سبقت بداية العام 2016، فقدت السوق نحو مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني بفعل العقوبات في ذلك الوقت، وكانت نصف تلك الكمية بسبب حظر كامل من الاتحاد الأوروبي، وهذا من غير المرجح أن يحدث هذه المرة، حيث ألغت الولايات المتحدة الاتفاقية من جانب واحد وضد رغبة معظم الدول الأخرى، ومن ناحية أخرى فإن السعودية أشارت إلى استعدادها لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات من إيران بسبب عقوبات".

  شدة العقوبات تعتمد على التحرك الإيراني

تقول كابيتال إيكونومكس:"من المستبعد أن يكون لإعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران تأثير كبير على إمدادات النفط العالمية، ومجمل التأثير على إمدادات النفط والأسعار سيعتمد على ما إذا كانت إيران ستبقى في الاتفاقية، ومدى شدة العقوبات الثانوية، وعلى أقل تقدير، من المرجح أن تكون هناك علاوة مخاطر مرتفعة في أسعار النفط على مدى الأشهر القليلة المقبلة".

وأضافت قائلة:"رغم ذلك، وفي الوقت الحاضر، نتوقع أن يكون التأثير على الإمدادات محدودًا نسبيًا، ولذا نتمسك بتوقعاتنا لأسعار النفط في نهاية 2018 عند 65 دولارًا للبرميل، انخفاضًا من نحو 77 دولارًا اليوم".

 تأثير أكبر في 2019

يقول كريدي سويس "نتوقع تأثيرًا محدودًا على مدى الأشهر القليلة المقبلة، لكن التأثير الأكبر سيكون في 2019، مع حصول المشترين على فترة من الوقت لإظهار جهود في خفض واردات النفط الإيراني، إضافة إلى أن تأثير المزيد من عقوبات أشد صرامة تستهدف البنوك التي تتعامل في صفقات النفط الإيرانية سيبدأ في الظهور".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com