تعبيرية
تعبيريةرويترز

دراسة ألمانية تكشف أسرار التقلبات الاقتصادية.. وهكذا يجب الاستعداد لها

سلطت دراسة شاملة أصدرها البنك الألماني الضوء على الطبيعة الدورية للركود الاقتصادي خلال القرن الماضي، مبينة وجود نمط متكرّر؛ إذ يحدث الركود كل 12 عامًا تقريبًا، ويستمر لمدة 7.5 ربع سنة في المتوسط، ويؤدي إلى انكماش بنسبة 5.5% تقريبًا في الناتج المحلي الإجمالي.

وتحدثت الدراسة، التي نشرها موقع "إنفيستورس كرونيكل"، عن شدة الانتكاسات ومدتها خلال القرن الماضي، مبينة أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تشي بمشهد اقتصادي مليء بالتحديات يتسم بارتفاع معدلات التضخم، وتباطؤ النمو، ومحدودية الخيارات السياسية لمكافحة فترات الانكماش المحتملة. وتثير هذه الإحصائيات مخاوف من أن النمط التاريخي من "الازدهار والكساد" قد يكون في الأفق مرة أخرى.

أخبار ذات صلة
البنك المركزي الألماني يتوقع استمرار ركود الاقتصاد "الباهت"

صدمات اقتصادية

وخلال العقود الأربعة الماضية، شهد العالم فترة من الهدوء النسبي، مع ندرة الصدمات الاقتصادية الكبيرة. ويحذّر محللو البنك الألماني من أن هذه الفترة من الاستقرار النسبي ربما تقترب من نهايتها، نظرا للاحتمال الإحصائي لحدوث صدمات غير متوقعة تؤثر على الاقتصادات العالمية.

والجدير بالذكر أن ظهور جائحة كوفيد 19 كشف أن مثل هذه الأحداث، على الرغم من ندرتها، يمكن أن تؤدي بسرعة إلى التعجيل بالركود الاقتصادي؛ ما يؤدي إلى اضطرابات عميقة في غضون أسابيع.

وقد اشتدت التداعيات الاقتصادية لمثل هذه الصدمات في السنوات الأخيرة؛ إذ تشير التقارير الصادرة عن مكتب مسؤولية الميزانية في المملكة المتحدة إلى أن الصدمات منذ عام 2000 كان لها تأثير مضاعف، وتكبّدت ضعف تكلفة القطاع العام مقارنة بتلك التي شهدتها بريطانيا في النصف الأخير من القرن العشرين.

الانكماش الاقتصادي

وبحسب الدراسة، تشير البيانات التاريخية إلى وجود علاقة قوية بين ارتفاع أسعار الفائدة والانكماش الاقتصادي؛ ما يعني ضِمنًا أن التضخم الذي لا يمكن التنبؤ به قد يساهم بشكل أكبر في دورات اقتصادية غير منتظمة.

كما يؤدي انخفاض معدل النمو إلى تفاقم التحدي المتمثل في تجنب الانكماش الاقتصادي عند حدوث الصدمات؛ ما يشكل آفاقا مثيرة للقلق فيما يتعلق بالمرونة الاقتصادية للدول.

أخبار ذات صلة
بريطانيا تتجه إلى ركود اقتصادي وسط قلق متزايد من الغلاء

وعلى الرغم من المخاوف المحيطة بالدورات الاقتصادية المتكررة، يشير التحليل التاريخي الذي أجراه البنك الألماني إلى وجود بصيص أمل محتمل؛ إذ أظهرت الولايات المتحدة، المعروفة بفترات الركود المتكررة، نمواً اقتصادياً قوياً. ويعزو المحللون هذه الظاهرة إلى التدمير الخلاق، والذي يعني أن حدوث الانهيارات الاقتصادية الدورية يمكن أن يُفضي في النهاية إلى تحسين الأداء الاقتصادي، وتعزيز تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة، وإرساء الأساس للنمو المستدام على المدى الطويل.

نصائح للمستثمرين

ونصحت الدراسة المستثمرين بالانتباه إلى هذه التحذيرات والاستعداد للتقلبات الاقتصادية المحتملة، مع الأخذ في الاعتبار إستراتيجيات الاستثمار المتنوّعة للتنقل في المشهد الاقتصادي غير المستقر.

وبينما تستعدّ الاقتصادات العالمية لعودة محتملة لدورات "الازدهار والكساد"، فإن التدابير الاستباقية يمكن أن تخفف من تأثير فترات الانكماش الاقتصادي المستقبلية.

المصدر: موقع "إنفيستورس كرونيكل"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com