العراق يعلن الاتفاق مع تركيا على ترتيبات مصرفية

كشف البنك المركزي العراقي، مساء اليوم السبت، عن نتائج حواراته مع تركيا بشأن تنظيم العلاقات التجارية بين البلدين، وفتح حسابات مصرفية للمصارف العراقية بهدف تعزيز التحويل الخارجي بعملة اليورو، من أجل ما تُعرف بـ"الحوالات السوداء" في السوق العراقي، التي سببت أزمة الدولار منذ أشهر.

ووفق الخبير في الشأن المصرفي ناصر الكناني، "فإن معظم الحوالات السوداء تخرج من العراق نحو إيران؛ بهدف تسديد أموال الاستيرادات بصور غير قانونية وخارج المنصة التي وضعها البنك المركزي العراقي".

وذكر بيان للبنك المركزي أنه "استكملت المباحثات التي أجراها وفد عراقي مشترك (الحكومة، البنك المركزي، رابطة المصارف العراقية الخاصة، والقطاع المصرفي متمثلا بعدد من المصارف الخاصة) في إسطنبول وعاد إلى بغداد صباح أمس، وقد تكللت المباحثات بالاتفاق على إجراء ترتيبات مصرفية بين المصارف العراقية ونظيراتها التركية من خلال مصارف وسيطة، بما يضمن التبادل التجاري لكبار التجار والمستوردين، وإجراء الحوالات وتسديدها بعملتي اليورو والليرة التركية".

وأضاف أنه "تم الاتفاق على تنظيم التبادل التجاري لصغار التجار والتجزئة (دينار مقابل يورو أو ليرة تركية) بموجب ترتيبات بحوالات مجمعة وفق تنظيم تجاري يضمن الدورة المتكاملة للعملية التجارية (الإيداع بالدينار داخل العراق، الدفع باليورو أو الليرة في تركيا، شحن البضائع من تركيا إلى العراق)".

تجنب العمل بوسائل غير أصولية

وأكد بيان البنك أن "هذا يهدف إلى تسهيل التحويل الخارجي لآلاف التجار العراقيين، وتجنبهم العمل بوسائل غير أصولية، كما أن ذلك يأتي في سياق تنظيم التجارة والتحويل الخارجي وفق الممارسات والمعايير السليمة، وفي إطار الخطة الشاملة التي ينتهجها البنك المركزي لفتح قنوات ومنافذ وعملات متعددة؛ بهدف الحفاظ على استقرار النظام المالي وحمايته من المخاطر، وتحقيق الاستقرار العام في الأسعار، من خلال تغطية المستوردات بالسعر الرسمي الذي يؤكد السيطرة على معدلات التضخم".

وضم الوفد العراقي كلًّا من المستشار المالي لرئيس الوزراء وثلاثة من مسؤولي البنك المركزي العراقي و12 مديرًا من المصارف العراقية، وهذه هي الجولة التفاوضية الثانية بين بغداد وأنقرة، إذ أجرى محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلاق، في منتصف الشهر الماضي، مفاوضات مع السفير التركي ورئيس مجلس الأعمال التركي ومديري فروع المصارف التركية في العراق في العاصمة بغداد.

وكان البنك المركزي العراقي اتفق مع الجانب الأمريكي، خلال اجتماع جرى في أبو ظبي بالإمارات مطلع الشهر الماضي، على تعزيز رصيد مسبق لخمسة مصارف عراقية بالدولار، إذ سيتم تعزيز رصيد هذه المصارف عن طريق مصرف جي بي مورغان الأمريكي، كما تمّ حلّ المشاكل المتعلقة بالحوالات المرفوضة، وتمّ الاتفاق على أن يكون رفض الحوالات مستندًا لأسباب قوية، فضلًا عن تعزيز بعض المصارف بعملة اليوان الصيني والروبية الهندية والدرهم الإماراتي لتمويل التجارة.