الليرة السورية تتهاوى أمام "القيصر الأمريكي"..ودمشق تعتبر العقوبات فرصة لـ"صناعة الأمجاد"
الليرة السورية تتهاوى أمام "القيصر الأمريكي"..ودمشق تعتبر العقوبات فرصة لـ"صناعة الأمجاد"الليرة السورية تتهاوى أمام "القيصر الأمريكي"..ودمشق تعتبر العقوبات فرصة لـ"صناعة الأمجاد"

الليرة السورية تتهاوى أمام "القيصر الأمريكي"..ودمشق تعتبر العقوبات فرصة لـ"صناعة الأمجاد"

تهاوت قيمة الليرة السورية خلال الساعات القليلة الماضية، لتهبط إلى مستويات تاريخية قياسية أمام الدولار، بفعل مخاوف من تأثير تشديد العقوبات الأمريكية ضد دمشق، من خلال "قانون قيصر" الذي يدخل حيز التنفيذ منتصف الشهر الجاري.

ووفقًا لصفحات متخصصة بأسعار الصرف، فقد وصل سعر صرف الليرة السورية، الإثنين، إلى ثلاثة آلاف ليرة للدولار الواحد، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، علمًا أن سعر الليرة مقابل الدولار كان نحو 900 ليرة مطلع العام الجاري، و47 ليرة، قبل انطلاق الاحتجاجات في البلاد العام 2011.

ويقول تجار وصرافون، إن الذعر الذي سبق تطبيق "قانون قيصر" أدى إلى إقبال شديد على بيع الليرة السورية، وهو ما تسبب في هبوط قيمة الليرة.

ولعب الخلاف بين الرئيس السوري، بشار الأسد، وابن خاله رجل الأعمال، رامي مخلوف، دورًا في مفاقمة أزمة الليرة السورية، إذ تضررت المعنويات بعد فرض الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمخلوف، والتي شملت فنادق وبنوك ومشغل خدمات الهاتف المحمول (سيريتل).

ووفقًا لتقارير، فإن هبوط الليرة أصاب نشاط الأعمال بالشلل، والمتضرر أصلًا من الحرب المتواصلة منذ أكثر من تسع سنوات. كما آثر اصحاب المحلات التجارية إغلاق محالهم، والتوقف عن البيع، لحين استقرار سعر الصرف.

في غضون ذلك، توعدت وزارة التجارة الحكومية بمحاسبة أصحاب المحلات، الذين توقفوا عن البيع.

وقال معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال الدين شعيب، إنه "لن يتم التساهل مع أي فعالية، تغلق من قبل صاحبها لأي سبب من الأسباب، وستكون العقوبة إحالة المخالف إلى القضاء".

ووسط هذه اللوحة الاقتصادية القاتمة، تفاقمت معاناة شرائح واسعة من السوريين، الذين باتوا يعجزون، في ظل انهيار القيمة الشرائية لليرة، عن شراء المستلزمات والحاجات اليومية الأساسية، وهو ما أدى إلى خروج مظاهرات في بعض المدن، بينها السويداء (جنوب البلاد) احتجاجًا على الوضع المعيشي الصعب.

ويتسارع هبوط الليرة السورية منذ منتصف تشرين الأول/ (أكتوبر) الماضي، عندما جففت أزمة مالية في لبنان المجاورة، منبعًا رئيسيًا لتدفقات النقد الأجنبي، لكن انهيار الساعات الأخيرة لليرة تُعد "الأكثر دراماتيكية" في تاريخ سوريا.

وعزا المبعوث الأمريكي لسوريا، جيمس جيفري، انهيار قيمة العملة السورية إلى الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد دمشق وحلفائها، في إشارة إلى "قانون قيصر"، وإلى عقوبات أمريكية سابقة.

وقال جيفري، إن انهيار الليرة السورية دليل على أن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تعويم النظام. مضيفًا أن النظام لم يعد بدوره قادرًا على تبييض الأموال في المصارف اللبنانية، التي تعاني هي أيضًا من أزمة.

وأوضح المسؤول الأمريكي، أن بلاده قدمت للأسد طريقة للخروج من هذه الأزمة، وأنه إذا كان مهتمًا بشعبه، فسيقبل العرض. مشيرًا إلى أن واشنطن تريد أن ترى عملية سياسية، ومن الممكن ألا تقود إلى تغيير للنظام، فهي تطالب بتغيير سلوكه، وعدم تأمينه مأوى "للمنظمات الإرهابية"، وعدم تأمينه قاعدة لإيران لبسط هيمنتها على المنطقة.

وبات معروفًا، أن "قانون قيصر" يتضمن جملة عقوبات أمريكية جديدة ضد سوريا، كان قد أقره الكونغرس الأمريكي في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ثم وقع عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد سجالات طويلة، نهاية العام 2019.

وتعود تسمية هذا القانون إلى العسكري السوري، الذي سمى نفسه "قيصر" لإخفاء هويته الحقيقة، وهو كان يتولى مهمة التصوير في الأفرع الأمنية والمعتقلات السورية، ثم انشق عن النظام، وسرّب 55 ألف صورة لنحو 11 ألف معتقل عام 2014، قتلوا تحت التعذيب.

ومن المتوقع أن يؤدي القانون إلى شلّ اقتصاد الحكومة السورية، بدءًا بالمصرف المركزي والشبكات المرتبطة به، إضافة إلى وضع قيود على حركة التبادل الاقتصادي بين دمشق وحلفائها، وهو ما سيؤدي في الوقت نفسه، إلى المزيد من تدهور الوضع المعيشي للسكان، حيث يعيش أغلب السوريين تحت خط الفقر.

في المقابل، اعتبرت صحيفة "الثورة" الحكومية، أن الولايات المتحدة فرضت "قانون قيصر" لمعاقبة سوريا، بسبب شعورها بالهزيمة، مؤكدة أن العقوبات ستمنح فرصة لـ"صناعة الأمجاد".

وأكدت الصحيفة، في مقال لرئيس تحريرها، علي نصر الله، الإثنين، أن الولايات المتحدة تشعر بمرارة الهزيمة في سوريا، وتشارك في الحرب على البلاد، بعد هزيمة أذرعها الإرهابية من "الدواعش".

وشددت الصحيفة السورية الرسمية، على أن الإدارة الأمريكية التي وصفتها بـ"الحمقاء"، تعتقد بأن العقوبات وسياسات التضييق والحصار، ستكون مجدية لتحصيل ما تخطط له، مؤكدة أن جميع حسابات واشنطن ستكون "مخطئة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com