الصينيون يشيدون مدينة في ماليزيا بـ 100مليار دولار تتسع لـ700 ألف شخص (صور)
الصينيون يشيدون مدينة في ماليزيا بـ 100مليار دولار تتسع لـ700 ألف شخص (صور)الصينيون يشيدون مدينة في ماليزيا بـ 100مليار دولار تتسع لـ700 ألف شخص (صور)

الصينيون يشيدون مدينة في ماليزيا بـ 100مليار دولار تتسع لـ700 ألف شخص (صور)

شرعت شركة كونتري غادرن المطور الصيني للبناء في جنوب ماليزيا، بتشييد وبناء "مدينة الغابة" على أربع جزر اصطناعية تقدر تكلفتها بنحو 100 مليار دولار، تحيطها المروج الخضراء والشجيرات المزدهرة.

وقالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية المتخصصة بالشأن الاقتصادي، إن "حجم المشاريع مذهل، فمدينة الغابة التابعة لشركة كونتري غاردن، التي تقع على أربع جزر اصطناعية، ستضم 700 ألف شخص على مساحة أربعة أضعاف حجم سنترال بارك في نيويورك".

ووفقا للوكالة، فإنه من المقرر أن تضم المدينة أبراج مكاتب ومتنزهات وفنادق ومراكز تسوق ومدرسة دولية، كلها مكتسية بالخضرة، في حين تعد المدينة أكبر مشروع من مجموع 60 مشروعًا تقريبًا في منطقة إسكندر ماليزيا، حول منطقة جوهور باهرو المعروفة باسم جي بي، التي يمكن أن تضيف أكثر من نصف مليون وحدة سكنية.

أثاث من ذهب

وقد تم عرض الشقق مع أرضيات من الرخام وأثاث ذهبي، وتشجع الحضور على التوقيع على الفور، في حين وصل ثمن غرفتي نوم في شقة إلى 1.25 مليون يوان أي ما يعادل 181400 دولار.

وطبقا للوكالة الأمريكية، فقد تمكنت شركة كونتري غاردن من بيع نحو 8000 شقة سكنية في المدينة، في الوقت الذي قالت فيه الشركة عبر رسالة بالبريد الإلكتروني، إنها "متفائلة بشأن آفاق مدينة الغابة بسبب الاقتصاد المتنامي في المنطقة والموقع المجاور لسنغافورة".

في حين أن مشتري المنازل الصينيين تسببوا في ارتفاع الأسعار من فانكوفر إلى سيدني في هذا الركن من جنوب شرق آسيا، يغرق المطورون الصينيون السوق في ماليزيا ويستغلون انخفاض الأسعار بشراء مئات الآلاف من المنازل الجديدة، حيث يراهنون على أن مدينة جوهور باهرو في ماليزيا على الحدود مع سنغافورة، سوف تصبح في نهاية المطاف مدنية شنجن الثانية.

الصينيون يرعبون الجميع

في هذا الصدد، قال مدير الاستثمارات في شركة أكسيس ريت الماليزية سيفا شانكر إن "هؤلاء اللاعبين الصينيين يبنون بالآلاف دفعة واحدة ويرعبون الجميع، الله وحده يعلم من سيشتري كل هذه الوحدات، وعند اكتمالها سيكون السؤال الأكبر من سيبقى فيها؟".

وحسب وكالة بلومبيرغ فإن "الشركات الصينية جاءت إلى ماليزيا نتيجة تباطؤ النمو في بلادهم، ما اضطر بعض أكبر شركات البناء للبحث في الخارج للحفاظ على إقامة المجمعات السكنية العملاقة التي انتشرت في أنحاء الصين خلال سنوات الازدهار".

وقد ساهم التدفق في انخفاض النمو نحو الثلث في قيمة مبيعات الوحدات السكنية في الدولة العام الماضي، مع تقديم بعض المطورين خصومات تصل إلى 20% أو أكثر.

وأفادت "بلومبيرغ" أن شركة كانتري غاردن التي تشاركت مع الذراع الاستثمارية لولاية جوهور، هي الأخرى أطلقت مشروع واجهة بحرية أخرى على الساحل في العام 2013 يدعى خليج دانغا، إذ قامت ببيع جميع الشقق السكنية التي يبلغ عدها 9539 شقة.

في حين تقوم مجموعة غرينلاند المملوكة للدولة ببناء أبراج مكاتب وشقق ومحلات تجارية على 128 فداناً في تبراو على بعد حوالي 20 دقيقة من وسط المدينة، كما بدأت شركة قوانغتشو البناء في المرحلة الأولى من برنسيس كوف مع 3000 منزل تقريبا.

أسعار منخفضة

ومن ناحيتها، قالت رئيس الاستشارات والأبحاث بشركة نايت فرانك لسمسرة العقارات في سنغافورة  أليس تان، إن "الأسعار المنخفضة تجذب الصينيين وكذلك القرب من سنغافورة".

ولفتت تان إلى أنه"يبقى أن نرى ما إذا كان العرض المقبل من المنازل يمكن استيعابه خلال السنوات الخمس المقبلة".

لقد أثر تدفق المنافسة الصينية على المطورين المحليين، مثل شركة UEM صنرايز وصنواي وSP ستيا التي تقوم ببناء مشاريع في مختلف أنحاء جوهور باهرو لسنوات كجزء من خطة الحكومة لتعزيز المنطقة.

وقد تراجعت الأرباح في النصف الأول من العام بنسبة 58 % في شركة UEM، أكبر مالك للأراضي في جوهور باهرو.

ماليزيا تستفيد من سنغافورة

قبل عقد من الزمن، قررت ماليزيا الاستفادة من نجاح سنغافورة عن طريق بناء مشروع منطقة اسكندر عبر جسر يربط بين البلدين، وتم بناء المدينة على غرار مدينة شنجن وجارة هونغ كونغ التي نمت من قرية تعتمد على الصيد إلى مدينة تضم 10 ملايين نسمة في ثلاثة عقود.

وكشف الصندوق السيادي الماليزي النقاب عن خطة لمدة 20 عامًا في عام 2006، تتطلب استثمار يبلغ 383 مليار رينجت (87 مليار دولار).

كما شجعت التكاليف العالية وأسعار الممتلكات في سنغافورة بعض الشركات على الانتقال إلى إسكندر، في حين أن مراكز التسوق جوهور باهرو والمتنزهات أصبحت وجهة مفضلة للسنغافوريين الذين يقومون برحلات اليوم الواحد.

في وسط المدينة القديمة يقضي الماليزيون الشباب أوقاتهم في المقاهي ومحلات الآيس كريم في شارع جالان ذوبي، إذ إن تدفق الأموال الجديدة يرمم المنازل التي تعود للحقبة الاستعمارية.

وبدوره، قال جوناثان لو مدير التقييمات في شركة سي إتش وليامز طالهار، وهو وسيط عقارات في جوهور باهرو "يرى المطورون الصينيون في ذلك فرصة، وهناك الكثير منهم يقول إن إسكندر الآن مثلما كانت شنجن تمامًا قبل 10 أعوام".

وأضاف لو أن "المستثمرين الأجانب القادمون إلى ماليزيا ظاهرة جديدة من الصعب التنبؤ بها".

لكن جوهور باهرو ليست شنجن، فقد تضاءلت المليارات التي انهالت على المنطقة الاقتصادية في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية في الثمانينيات والتسعينيات بواسطة الشركات في هونغ كونغ وتايوان من قبل الاستثمار الصيني، حيث نشأت المصانع بطول ساحل الصين.

في ماليزيا يتباطأ نمو الاستثمار ليتراجع إلى 2% عاما بعد الآخر في الربع الثالث من العام من أكثر من 6% في الربع السابق، كما انخفضت قيمة مبيعات الوحدات السكنية في ماليزيا إلى ما يقرب من 11 % العام الماضي، في حين كان الانخفاض في جوهور 32 %، وذلك وفقًا لبيانات الحكومة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com