هاريس: هناك حاجة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط
تسعى روسيا، التي تعتمد تقليديًّا على التجارة الأوروبية، نحو إعادة ضبط إستراتيجيتها الاقتصادية بالتوجه جنوبًا وشرقًا في ظل العقوبات والقيود الغربية التي تعزلها بشكل متزايد عن الأسواق الأوروبية.
وبالانتقال إلى الشرق والجنوب، تعمل روسيا على تعزيز الشراكات مع دول، مثل: الصين، والهند، بينما تتطلع إلى طرق التجارة المحتملة عبر إيران ودول أخرى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن التحول في التركيز نحو الجنوب أصبح أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لصناع السياسات الروس الذين يهدفون إلى تنويع التجارة وتقليل الاعتماد على الأسواق الغربية.
وأوضح تقرير الصحيفة، أنه من الأمور المركزية في هذه الإستراتيجية تطوير مشروع للسكك الحديدية بقيمة 1.7 مليار دولار عبر إيران، والذي سيكون بمثابة حلقة وصل حاسمة بين روسيا والموانئ الإيرانية على الخليج العربي؛ ما يوفر الوصول المباشر إلى المراكز التجارية الرئيسة، مثل: مومباي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومن خلال التحايل على القيود الغربية، تمكنت روسيا من تأمين اتفاقيات تجارية مع دول، مثل: الهند، وإيران، إذ استوردت الآلات والأسلحة بينما حافظت أيضًا على إمدادات السلع الاستهلاكية عبر دول الخليج العربي وتركيا.
وبينت أن هذه الشبكة التجارية البديلة تهدف إلى الحفاظ على مستويات المعيشة داخل روسيا وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة.
وينظر الرئيس فلاديمير بوتين إلى مشروع السكك الحديدية عبر إيران باعتباره عامل تغيير لقواعد اللعبة، حيث يقلل بشكل كبير من أوقات عبور البضائع ويعزز القدرة التنافسية لروسيا في التجارة العالمية، إضافة إلى أنه يكمل طرق التجارة الحالية مع الصين، والتي شهدت طفرة كبيرة في حجم التجارة منذ عام 2021.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن مشروع السكك الحديدية يمثل خطوة مهمة في جهود روسيا لتنويع طرقها التجارية وتقليل اعتمادها على الأسواق الأوروبية، إلا أن التعقيدات الجيوسياسية، بما في ذلك النزاعات الإقليمية والتحالفات السياسية في منطقة القوقاز، تشكل تحديات أمام تحقيق المشروع.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من العقبات الجيوسياسية، فإن التقدم الذي أحرزته أذربيجان في تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية يوفر آفاقًا واعدة لتعزيز التواصل والتجارة الإقليميين، متوقعة أن يستفيد ميناء باكو من زيادة حركة البضائع؛ ما يضع أذربيجان كمركز محوري للتجارة بين روسيا وآسيا وأوروبا.
وفي حين يشيد المسؤولون الروس بهذه الطرق التجارية الجديدة باعتبارها انتصارات إستراتيجية، فإن الشكوك لا تزال قائمة بين بعض قادة الأعمال، الذين ينظرون إلى التحول باعتباره نتيجة للضغوط الجيوسياسية وليس خيارًا إستراتيجيًّا.
وختمت الصحيفة بالقول إن تحول روسيا نحو الجنوب يسلط الضوء على تصميمها على التكيف مع ديناميكيات التجارة العالمية.