شح الأمطار يهدد الموسم الزراعي ويضع اقتصاد المغرب على "المحك"

أثار غياب الأمطار عن المغرب هذا العام، مخاوف المزارعين من موسم جاف تكون تداعياته سلبية على اقتصاد في المغرب، خاصة أن القطاع الزراعي، أحد أعمدة الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، ويتأثر النمو العام سلبيًا وإيجابيًا بمعدل تساقط الأمطار سنويا.

ويوفر القطاع الزراعي نحو 4 ملايين فرصة عمل، ويمثل نسبة مهمة من الاقتصاد الوطني بحوالي 74 مليار درهم.

وأثرت قلة تساقط الأمطار الموسم الحالي على أنواع مختلفة من الزراعات، وارتفعت أسعار أعلاف المواشي، كما تراجعت نسبة ملء السدود من 63.5% السنة الماضية إلى 48% هذه السنة.

تحذيرات

ورأى عاملون في القطاع الزراعي في الدار البيضاء، أن شبح الجفاف يحوم حول المغرب هذا الموسم، في ظل انحباس المطر وتراجع "الفرشة المائية".

وقالوا لـ"إرم نيوز"، إن نقص الأمطار يهدد بالدرجة الأولى الفلاحين الصغار الذين يعتمدون في زراعتهم المعاشية على الأمطار بنسبة كبيرة.

وطالبت أحزاب سياسية من حكومة سعد الدين العثماني، بوضع ترتيبات لتدارك التأثيرات السلبية لهذه الأزمة، حيث قال حزب "التقدم والاشتراكية" في بيان، إن الوضع "يتطلب من الحكومة اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تضمن توفير علف الماشية في ظروف شفافة ومتكافئة، والتصدي لكل أشكال المضاربة والاحتكار".

وطالب الحزب، الحكومة، باتخاذ ما يلزم من تدابير من أجل دعم المواطنين المتضررين، والمتوقع تضررهم من وضعية موسم الجفاف المحتمل.

كما دعا حزب "الاستقلال" الحكومة إلى الإسراع باتخاذ كافة التدابير الاستباقية الضرورية لمواجهة الانعكاسات المحتملة للتأخر الملحوظ لهطول الأمطار.

أفق غامض

من جانبها، أكدت مديرية الأرصاد الجوية في المغرب لـ"إرم نيوز" أن الأجواء ستظل مستقرة، كما سيظل الطقس مشمسا في باقي جهات المملكة، بدرجات حرارة مرتفعة نسبيا في كل جنوب ووسط البلاد وكذلك في السهول الداخلية.

ورأى الخبير الاقتصادي المغربي المهدي لحلو، أن غياب الأمطار منذ 3 أشهر عن سماء المملكة، أثر بشكل كبير على القطاع الزراعي، وبدأت تداعياته تظهر.

وأكد في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الوضعية خطيرة على الاقتصاد المغربي بحكم أن جل القطاعات الاقتصادية في البلاد مرتبطة بالزراعة باستثناء قطاع صناعة السيارات.

وشدد على أن القطاع الزراعي يوفر العديد من فرص العمل، وبالتالي شح المطر يعني تدهور الوضع الاجتماعي لعدد من الأسر المغربية.

ويعتقد أن البرامج الضخمة التي أطلقت لتطوير الزراعة في المملكة وهي "مخطط المغرب الأخضر" و"الجيل الأخضر"، لا فائدة لها في ظل انحباس الأمطار، وفق تعبيره.

وشدد الخبير الاقتصادي على أن استمرار المغرب في نهج اقتصاد بدائي مرتبط بشكل كلي بالزراعة والأمطار، قد بات "أمرا متجاوزا".