تونس.. اتهام مسؤولين كبار بعرقلة عودة بلحسن الطرابلسي
اتهم رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس، شوقي الطبيب، مساء الثلاثاء، مسؤولين كبارًا في الدولة التونسية بعرقلة عودة بلحسن الطرابلسي، صهر الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي.
وقال شوقي الطبيب في تصريح لتلفزيون التاسعة الخاص، إنه لا يوجد حرص كبير وحقيقي من جانب الدولة التونسية من أجل جلب بلحسن الطرابلسي، مضيفًا:"الدولة لم تقم بأبسط الأشياء بتعيين محام يمثلها والقيام بالمساعي الدبلوماسية من أجل جلب الطرابلسي".
وأضاف الطبيب:"الطرابلسي كان متحصنًا بالفرار في كندا، ويبدو أن السلطات هناك ضيقت عليه الخناق فهرب إلى فرنسا بجواز سفر مزوّر وهو محل ملاحقة قضائية في هذا الشأن، إضافة إلى بطاقة الجلب التي تقدمت بها السلطات التونسية ".
وتابع:"المعطيات المتوافرة لدي تشير إلى أن هناك أطرافًا داخل الدولة لا تريد عودة بلحسن الطرابلسي، ولو عاد إلى تونس لخلق مشاكل لعدة أطراف موجودة في السلطة أو في مواقع كبرى داخل البلاد ".
واستطرد قائلًا:" الطرابلسي يشكّل صندوق معلومات... وهو أكثر الأطراف التي تتعلق بها قضايا أموال منهوبة والصادرة ضده عدة أحكام وقضايا ".
وأكدت وزارة العدل التونسية، في وقت سابق، أن الوزارة بصدد تجهيز ملف قضائي لتقديمه للسلطات الفرنسية، يتضمن جميع أحكام الإدانة ضد الطرابلسي، معربًا عن أمله بتفاعل الجانب الفرنسي بشكل إيجابي في إطار الاتفاقية بين الدولتين.
وفرَّ الطرابلسي برفقة عائلته على متن يخت باتجاه إيطاليا يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011، ثم منها إلى كندا حيث استقر هناك لسنوات.
ورفض القضاء الكندي في 16 آذار/مارس 2015 منح اللجوء لصهر الرئيس التونسي الأسبق بعد أن فقد العام 2012 وضعية المقيم الدائم على أراضيها، وبررت المحكمة الرفض بوجود شبهات في ارتكابه جرائم حق عام خطيرة في تونس.
واختفى الطرابلسي من كندا في ظروف غامضة بعد صدور قرار بطرده، ليظهر على التونسيين لأول مرة في برنامج تلفزيوني عبر مداخلة هاتفية على قناة "التاسعة"التونسية في 9 كانون الثاني/يناير 2017، ما أثار حفيظة التونسيين.
وبعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، طلبت تونس من كندا تسليمها الطرابلسي، لكن البلدين لا يرتبطان باتفاق ثنائي في المجال.
وفي تونس يعتبر الطرابلسي، مسؤولًا عن مجموعة استولت على أموال عامة طائلة، وهو شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي الذي حكم تونس من 1987 إلى 2011 وكان من رجال الأعمال المقربين في عهد صهره، وهو متهم بتهريب قطع أثرية.
