انحباس الأمطار يهدد موسم الزراعات الكبرى في تونس
انحباس الأمطار يهدد موسم الزراعات الكبرى في تونسانحباس الأمطار يهدد موسم الزراعات الكبرى في تونس

انحباس الأمطار يهدد موسم الزراعات الكبرى في تونس

تواجه تونس منذ نحو شهرين موجة من الجفاف والانحباس الكلي للأمطار، ما بات يهدد احتياطي المياه في السدود والزراعات الكبرى التي سجلت العام الماضي محاصيل قياسية.

وخلافا للمواسم السابقة، تشهد تونس ارتفاعا لافتا لدرجات الحرارة وانحباسا للأمطار بما أثر سلبا على إيرادات المياه في السدود. وتقول وزارة الزراعة إن النقص الحاد في الأمطار بلغ 90 % في بعض مناطق الشمال، التي تُعدّ موطن زراعة الحبوب.

ووفق بيانات المرصد الوطني للزراعة في تونس، فقد تراجعت إيرادات المياه في السدود إلى مليون متر مكعب، متوقعا تواصل نقص الأمطار إلى مارس / آذار المقبل، ما يجعل الزراعات الكبرى مهددة بالجفاف الحاد.

واعتبر الخبير في الزراعات الكبرى صالح الخميسي أن الفترة الممتدة على شهري فبراير / شباط ومارس / آذار هي الأبرز والأهم والأخطر في مسار نمو الحبوب وتحتاج كميات من الأمطار لبلوغ مرحلة ما قبل ظهور السنبلة وبداية تشكل حبات القمح أو الشعير، وهي مرحلة تؤثر على جودة الحبوب ونوعها، وفق قوله.

وأضاف الخميسي لـ "إرم نيوز" أن وزارة الزراعة لا يمكنها حتى الساعة اتخاذ إجراءات عملية لإنقاذ الزراعات الكبرى التي تمتد على مساحات شاسعة ولا تتوفر في معظمها معدات الري، وبالتالي فهي تعتمد بالدرجة الأولى على مياه الأمطار.

وحذر الخميسي من أن استمرار انحباس الأمطار لأربعة أو خمسة أسابيع مقبلة قد يؤدي إلى القضاء على المحاصيل الزراعية من الحبوب.

وكانت تونس قد سجلت العام الماضي محاصيل قياسية من الحبوب لم تشهدها منذ 20 سنة، وصلت إلى 24 مليون قنطار نصفها من القمح الصلب، والنصف الآخر من القمح اللين والشعير.

وتعد محافظات الشمال الغربي (سليانة، الكاف، جندوبة وباجة) من أكثر المحافظات التي تسهم بالنصيب الأكبر من كميات الحبوب المنتجة، بينما تسهم محافظات الجنوب والوسط بنصيب متوسط.

وتُبدي السلطات التونسية مخاوفها من استمرار انحباس الأمطار خصوصا في هذه المناطق، وقالت وزارة الزراعة إنها قررت التنسيق مع المعهد الوطني للرصد الجوي لضبط خطة تدخلاتها وفقا للتوقعات الجوية.

وتمس تداعيات هذا "الشتاء الاستثنائي" في تونس أيضا الغطاء النباتي الذي بات شبه غائب تماما، ما يهدد قطعان المواشي والأبقار بغياب المراعي، بحسب خبراء.

وقال المهندس في البيئة وعلوم البحار المختص في الشأن المناخي حمدي حشاد إن هذه التغيرات المناخية ليست حكرا على تونس بل تشمل جل دول العالم، مشيرا إلى ارتفاع درجات الحرارة في الدول الاسكندنافية بمعدلات تصل إلى 20 درجة أكثر من المعدلات العادية، بينما تتراوح نسبة الارتفاع في تونس بين 6 و8 درجات قياسا بالمعدلات العادية.

وأوضح حشاد أن هناك ضرورة اليوم للتدخل والتصدي لأسباب هذه الظاهرة، ومنها النشاط الصناعي الإنساني المفرط والانبعاثات الغازية، ما يؤثر بشكل لافت على درجات الحرارة ويؤدي إلى انحباس الأمطار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com