فريق "ستيريا" شمعة مضيئة في ظلمة الواقع السوري
ينهض من تحت ركام الأزمة الطاحنة منذ نحو 12 عامًا في سوريا، فريق "ستيريا" الكوميدي، كأول فريق "ستاند أب" من نوعه في البلاد.
ويسعى الفريق، المكون من عدد من الشباب وفتاتين، إلى رسم الضحكات على وجوه الناس، في ظلّ ما عاشه السوريون من آلام.
وأخذ صدى النادي الكوميدي، الذي يقوده شريف حمصي، يرتفع شيئًا فشيئًا، مع تزايد عدد الحاضرين وتقبلهم أكثر لهذا النوع من الفنون، الغريب نوعًا ما عن سوريا.
واللافت في الأمر، مشاركة أعضاء آخرين من جنسيات عربية مع الفريق، على رأسها الشاب السوداني أحمد الفاضل، الذي يقدم بدوره عروضًا تجمع بين أحوال وطبائع الناس في سوريا والسودان.
ويقول مؤسس النادي، شريف حمصي، في تقرير إعلامي لـ"بوسطة دراما"، إنهم أقاموا فكرتهم على أسس علمية في تعليم هذا النوع من الكوميديا، وكيفية تحويل التجارب الحياتية لمادة للضحك.
وأضاف أن الفكرة في الأصل من الـ"ستاند أب" هي معالجة الأفكار إلى أقصى حد، وتطعيمها بالخيال؛ لإيصال الرسالة منها.
ويشير أعضاء النادي إلى أن من الصعوبات التي واجهوها، كيفية إيصال القضايا الحساسة إلى الناس من دون إساءات، واعتماد طرق غير مباشرة لذلك.
ويرى الفريق أن حداثة هذا النمط من الفن في سوريا تحديدًا، يجعلهم بحاجة إلى وقت أكبر للترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعلن شريف حمصي أن خطوته القادمة تتمثل في التبادل الثقافي في هذا النوع من الفنون، بدعوة نواد كوميدية من دول أخرى، والتوجه إلى هذه الدول لتقديم عروضهم في المقابل.
وأكد أن حلمهم هو تقديم عروضهم أمام ما لا يقل عن 400 شخص.
ويؤمن "ستيريا" بأهمية الضحك في تجاوز الأزمات ومواجهة الواقع السوري، وسبق أن اعتبر "حمصي" أن "مواجهة الوضع الهستيري في البلد، يلزمه ضحك هستيري".
وقبل نحو عام من الآن، أسّس شريف وأصدقاؤه ناديهم، وأطلقوا عليه تسمية "ستيريا" ليدمجوا بين كلمتي سوريا وهستيريا، ويضم 35 عضوًا على الأقل.
ويؤكد شريف أن الدعابات باتت وسيلة "لمواجهة مخاوف نختزنها".
