شيخة الجابري: النقد يؤمن بالتجديد في حقول الأدب المختلفة

شيخة الجابري: النقد يؤمن بالتجديد في حقول الأدب المختلفة

قدمت الشاعرة والكاتبة الإماراتية شيخة الجابري عدة دواوين وإصدارات طوال مسيرتها الأدبية الحافلة، والتي أسهمت من خلالها في تطور الحركة الثقافية والإبداعية ببلدها الإمارات.

وأشارت شيخة الجابري، التي تلقب بـ"قيثارة الشعر الشعبي" في الإمارات خلال حوارها مع"إرم نيوز"، إلى أن الجانب الإنساني هو الطاغي في كتابتها، فهي تعبير عما يخالج الذات، لذلك تكتب قصائدها للمترفين حزنًا، الغارفين من نهر البوح حكايات كثيرة"، حسب تعبيرها.

ومن أعمال شيخة الجابري "يمرني صوتك"، "للريح"، "يمكن"، "حديث الليل"، "كتاب ألوّن تراثي"، "نساء في مضارب الشعر"، وغيرها.

الشعر في النهاية شغفُ روحٍ تتوق للتحليق بعيدًا عن مواطن الضجيج، وقريبًا جدًا من حارات الصمت/ القلِق.
شيخة الجابري

ركزت في ديوانك الشعري الأخير"الثلث الآخر للغياب" على صور وجدانية مفعمة بالحنين والذكريات.. ما رسالة هذا الديوان وأنت من الشاعرات اللواتي يؤمن بأن كل قصيدة تحمل رسالة؟

رسالة الديوان هي ذاتها رسالة القصيدة بما تحمل من مشاعر وصور وخيالات، وانفتاح ٍعلى الآخر، ذاك الذي من المهم أن يجد نفسه، ووجعه، أو فرحه بين ثنايا السطور، وحواف الكلمات.. ولأن الكثيرين قد أدهشهم أو أعجبهم اسم الديوان فأقول إن ما بداخله هو تعبير عن عنوانه، وعمّا تحمل ذاتي من صهيد الكلمات، ولأن لكل كلمة رسالة فإن رسائلي الإنسانية في الديوان تعني كلّ قلبٍ يحمل من المشاعر ما لا يُشبه غيره، قصائدي للمترفين حزنًا، الغارفين من نهر البوح حكايات كثيرة.

تعدين من رموز الشعر الشعبي في الإمارات رغم تجربتك الإبداعية المتنوعة.. ما سر شغفك بهذا النوع من الشعر؟

هي الموهبة، العلاقة ليست علاقة تعلّق بقدر ما هي نعمةُ من الله عزّ وجل خصّني بها، وعليّ أن أمضي بها في طريق من الوعي، والشعور بالمسؤولية تجاه الكلمة، والشعر في النهاية شغفُ روحٍ تتوق للتحليق بعيدًا عن مواطن الضجيج، وقريبًا جدًا من حارات الصمت/ القلِق، فالقلق محفّزٌ جيد للعبور نحو طريق من الضوء المشجّر بالألق.

نجحت قصائدك المتنوعة المتعددة الأغراض والمواضيع في جذب المتلقي.. أي تحديات واجهتها لفرض موهبتك كامرأة في مجال الشعر الشعبي خاصة؟

عن نفسي لم أواجه تحديات وهذا من فضل ربي، أسرتي وقبيلتي وأهلي ومجتمعي كانوا الداعم الأول لموهبتي، وهذا أيضًا فضل من الله تعالى، ربما التحدّي الوحيد هو أن تصنع نفسك، وترسم بصمتك الخاصة بك وحدك، هذه تأتي مع تجارب السنين والاشتغال على الموهبة كي يصل المسوس بالكلمات إلى المرحلة التي تُقرأ شخصيته من حرفه.

ما رأيك بغزارة الإنتاج الأدبي في السنوات الأخيرة في الإمارات خاصة في عالم الرواية؟

كلّما زاد الإنتاج من وجهة نظري هو أمرٌ صحيِ مع التحفظ على جودة كل ما يكتب، لكن الغزارة في التأليف والنشر تُؤشر إلى أن هناك مواهب وعقولا تعمل، قد تحتاج إلى التدريب أكثر، والقراءة أكثر، وتحتاج كذلك إلى أن تكتب كثيرًا وإن لم تنشر، هذه المرحلة مهمة جدًا لكسب المزيد من الخبرة، وصولًا إلى إبداع مستقبلي يُشار له بالإعجاب.

قلت في تصريح سابق إن المشهد الثقافي في الخليج بحاجة إلى النقد أكثر.. ماذا يعوق تطور هذا الاختصاص برأيك؟

نعم، وما زلت أقول ذلك، وأطالب به، فما دمنا نتحدث عن غزارة إنتاج فإن من الواجب أن يواكب هذا المنتج الأدبي حركة نقدية تُعدّل المسارات، وتضع الأمور في نصابها الصحيح، فيعرف كل مبدع مواطن قوة ما يكتب، أو ضعف مستواه، النقد أداة جيدة لتنقية النصوص الأدبية، على أن يكون واقعيًا وعقلانيًا ويؤمن بحركة التجديد في حقول الأدب المختلفة.

المكان والتراث كان لهما حيز كبير في كتبك وبحوثك وقصائدك.. كيف أثر المكان على نصوصك؟ وكيف بدأت علاقتك بالتراث؟

علاقتي بالتراث تتصل بالطفولة، بالحنين إلى المكان الذي هو داخل النص، ومراتع الصّبا بكل ما تحمل من تراث وأثر إنساني نبيل، التراث هو نحنُ هُويتنا، علاقتنا بالأرض، بالإنسان، من هنا كان تعلقي بكل ما يحمل من أصالة وقوة وإبداع وتفرد في عناصره المختلفةـ التراث بصمة الأجداد كَدّم، تعبهم، فرحهم، أحزانهم، أياديهم التي بنت وأسست وأنشأت، من هنا علينا اليوم أن نحمي كل ما بقيَ من أثرٍ وتاريخ وتراث هو نحنُ بكمل وعينا، وأناقتنا وثراءنا الفكري والإنساني.

أخبار ذات صلة
الناقد حاتم الصكر: لكل قارئ مقياسه.. والحداثة مشروع لم يكتمل

كيف تقيّمين الحراك الشعري في الإمارات خاصة أنك قمت بتأليف العديد من الكتب التي تناولت سيرة أبرز رموز الشعر الإماراتي؟

هي جهود مشكورة دون شك، وتظل الحاجة قائمة إلى المزيد من الجهود في هذا المسار.. هناك شعراء في حاجة للكشف عنهم، وعن تجاربهم الثرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com