دلال مقاري: الغربة والترحال بداية علاقتي مع عالم الكلمات
دلال مقاري: الغربة والترحال بداية علاقتي مع عالم الكلماتدلال مقاري: الغربة والترحال بداية علاقتي مع عالم الكلمات

دلال مقاري: الغربة والترحال بداية علاقتي مع عالم الكلمات

في حوار مع "إرم نيوز" قالت سيدة الأرض، الكاتبة والناقدة الدكتورة الفلسطينية/السورية دلال مقاري: صغيرة أدهشني المسرح وأغراني، أن ألهو بين الظل والنور، وبدأت بدراسة السينوغرافيا، وتابعت وكأن الترحال قدر الحكاية، التي تكتب تفاصيلها منذ أن هاجر أجدادي مع الأمير عبدالقادر الجزائري إلى بلاد الشام، ومجدداً على أسوار الغربة بين هولندا وألمانيا، ومن ينابيع الترحال والغربة، من الحكايا والأصوات التي امتزجت في ذاكرتي، كانت البداية، عالم من الكلمات، والمسرح، والألوان، بحثاً عن ممر جديد لأقول الحكاية.
وتالياً نص الحوار:

عندما نتحدث عن البدايات، إلى أي زمن تعودين بالحكاية

أعود إلى أجدادي الجزائريين الذين هاجروا مع الأمير عبد القادر الجزائري، إلى بلاد الشام، وأحيك معهم محطات الحكاية، بين الجزائر ودمشق وفلسطين، وأتزود من هذه المرحلة بذاكرة المكان، بالأصوات وتراتيل السفر، أعود إلى جدي المتصوف، وأشعاره الفلسفية، إلى جدتي الراوية والقاصة بشغف، إلى عناق تراتيل الكنائس مع أصوات المؤذنين في دمشق القديمة، وكأن الترحال قدر الحكاية، التي تكتب تفاصيلها مجدداً على أسوار غربة بين هولندا وألمانيا، إلى رحيل جديد ينتظرني مستقبلاً! من ينابيع الترحال والغربة، من الحكايا التي امتزجت في ذاكرتي، كانت البداية، عالم من الكلمات، والمسرح، والألوان، بحثاً عن ممر جديد لأقول الحكاية، متنقلة بين الفنون والمقامات، بحثاً عن نهاوند الروح، وحجاز الحكاية، وتراتيل تمردت على الألوان؛ لتحتفي بالأبيض والأسود، لون الظلال التي بدأت مسيرتي بها فعلياً.

ما جنسية دلال مقاري؟
لدي الجنسية الفلسطينية السورية من لاجئي 1948، وجنسية الجذور الجزائرية، إلى جانب الهولندية والألمانية، ولكني أحب الفلسطينية، لأنها تعني لي الهجرة والنضال، والالتزام بقضية ضد عدو معروف، وحكاية وطن اخترناه ولم يفرض علينا، والتزمنا به بإيمان.

المتابع لسيرتك يرى انعكاس السفر حتى في تخصصاتك الأكاديمية كيف تفسرين ذلك؟
درست في كلية الآداب، اللغة العربية، لأدرك ينابيع الكلام، وكصغيرة أدهشني المسرح وأغراني، أن ألهو بين الظل والنور، لكن دراستي الأكاديمية، تأخرت حتى أرضيت شغفي باللغة والتراث، وبين الإخراج وكتابة النص والتمثيل، مجدداً أدهشني خيال الظل، وراهنت بعناد أن أجمعه بصغيرته السينما، التي نضجت في رحم خيال الظل، وتمردت عليه، لتعيش عالمها الخاص، دون أن تنتبه إلى أنها، لم تتخلص بعد من حبل السرة!.

وماذا عن السينوغرافيا؟
احتوت هوايتي للرسم، فبدأت بدراسة سينوغرافيا خيال الظل وسينوغرافيا مسرح العرائس وصولاً إلى سينوغرافيا المشهد بين خيال الظل والسينما، دهشت لهذا العالم الجديد الذي زجتني إليه تجربة مبكرة في الاتحاد السوفييتي، وتعلمت كيف يكون لمفهوم الديكور حاضنة أوسع، اسمها السينوغرافيا، التي تنظم المشهد من حيث الإضاءة ومساحة اللعب والأزياء والديكور والموسيقا، وتجولت في فضاء، أدخلني عوالم أخرى للعلاقة بين عناصر الفرجة في "مساحة اللعب" وما يسمى بالخشبة.

وكيف كانت حكايتك مع الشعر؟
بدأت الكتابة مبكراً، والشعر تحديداً، في المرحلة الابتدائية، كنت أحاول كتابته وإلقائه في المناسبات أمام الطلاب، وبعدها جربت القصة القصيرة، والنقد الأدبي، وصولاً إلى النصوص المسرحية وسيناريو الأفلام القصيرة.

المتتبع لجولاتك في الوطن العربي يرصد حالة جديدة من العمل المجتمعي والتطوعي كيف تعرفينها؟
أعمل منذ عام 2003 في رابطة "فاو ها إس" الألمانية التي تحتضن مقترحاتي لمشاريع تطوعية في التنمية البشرية، خلال سنوات تنقلت في البلدان العربية ضمن ورشات متعددة الاختصاصات، للتشجيع على تنمية الموارد البشرية وإنعاش الحركة التطوعية، التي تحرض على الإحساس بالمسؤولية تجاه بلادنا ومجتمعاتنا، ومؤخراً ركزت أنشطتي التطوعية في مصر لما تعانيه من ظروف بشرية متدهورة، بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتنموية، فقدمت مجموعة من الورشات للمتشردين في الشوارع، ودور الأيتام، والمؤسسات المجتمعية، كان آخرها مجموعة ورشات بعنوان "رحلة حكاية من الفكرة إلى المتلقي".

حصلتِ مؤخراً على لقب "سيدة الأرض" أو شخصية العام ماذا تخبرينا حول ذلك؟
من خلال مؤسسة عربية فلسطينية وعالمية، لاختيار شخصية العام من العالم العربي والعالم الغربي، تم اختياري كمغتربة عربية في ألمانيا، لنيل اللقب، وذلك تقديراً لمسيرتي النضالية والإبداعية في الوطن وفي الاغتراب، وكان التكريم مفاجأة لي، لإيماني بأني سيدة الظلال، وخروجي إلى الضوء، سيكون بإنتاجي، وليس بشخصي، فالتكريم أكد لي أن هناك من يتابع إنتاجي، في ترحالي، ويحاول أن ينفض عني غبار الطريق.

ما مشاريعك الجديدة؟
في الأفق ورشات تطوعية، بعنوان السايكودراما تقنيات في التأهيل والعلاج، وستكون في بغداد وأربيل، وورشات في مصر أهمها ورشتي القادمة مع مشفى الأطفال المصابين بالسرطان، وورشات في إعداد الممثل، والسينوغرافيا في تونس، وكتاب في "السايكو دراما والمسرح"، ومعرض فن تشكيلي"وجوه"، أهديه لروح أبي، والكثير من الأحلام والأمنيات التي ستتحول مستقبلاً إلى مشاريع تعبد الطريق.

يذكر أن دلال مقاري، فلسطينية، سورية، من أصل جزائري تقيم بألمانيا، حاصلة على الدكتوراه الدولية، بعنوان "سينوغرافيا المشهد بين خيال الظل والسينما، ألمانيا، هولندا، وأوكرانيا2013، أستاذة المسرح الشرقي، خيال الظل، ألمانيا، شاعرة أصدرت ديوانين "صوت مسام، حدقة دمشقية"، لها مجموعة قصص للأطفال، وفنانة تشكيلية، لها معارض في سوريا وألمانيا، ناقدة في المسرح والفن التشكيلي، وهي سينمائية ، لها فيلماً وثائقياً وآخر تعليمياً، كتبت وأخرجت عدة أعمال مسرحية. وكُرمت، وحملت لقب "سيدة الأرض وشخصية العام 2015"، ألمانيا، وفلسطين، من مؤسسة تكريم شخصية العام في الوطن العربي والعالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com