"تقدمة الربيع" لجهاد أبو سليمان.. روحانية الشرق الممتزجة بالمشهد الأوروبي
"تقدمة الربيع" عنوان معرض الفنان التشكيلي اللبناني جهاد أبو سليمان في العاصمة بيروت، والذي يسلط الضوء على 22 لوحة من أعماله، التي نفذت بتقنيات متنوعة.
وتعكس اللوحات ارتباطها بما أنتجته الفنون الشرقية على مر الزمن، وعملت على تطويره خطوطًا وهندسة وألوانًا.
وبحسب صحيفة "المدن"، تمكَّن أبو سليمان من تجيير روح الزخرفة الشرقية في تجاه يجمع ما بين الرمز والانطباع الشعوري والروحانية. إذ يمكن رصد ذلك في لوحاته، ذات الوجه الفني المعاصر.
يسعى الفنان التشكيلي اللبناني إلى التوفيق بين هذا كله، على النحو الذي يجعله في متناول المشاهد، دون الذهاب بعيدًا في التعقيد، معتمدًا على نهج متسلسل في لوحاته، يسمح له باستكشاف المفهوم قدر المستطاع، وإنشاء مجموعة تعمل على رؤيته الفنية، وتؤدي إلى إنتاج لوحة بصرية ذات بعد جمالي خاص في الوقت ذاته.
الألوان التعبيرية متعددة الطبقات أبرز سمات لوحات الفنان جهاد، وذلك من أجل خلق بنية شعورية تخاطب حواس المتلقي، وتثير انفعالاته.
لقد انطلق أبو سليمان من مفاهيم جمالية ليس هدفها تمثيل العالم الموضوعي أو محاكاته، بل التعبير عنه بأشكال تعتمد التجريد في الشكل العام للوحة، لكنها لا تخلو من عناصر تمثيلية تحضر، حسب الحاجة، في بعض الأعمال، وإن كانت لا تُطابق حرفيًّا أساسها الواقعي: قامات إنسانية أو حيوانية، أشجار، نباتات، وأشكال هندسية بطبيعة الحال.
الملاحظ في لوحات الفنان اللبناني تلك العلاقة بينه وبين الفنان بول كلي، إذ يجمعهما أسلوب واحد، فيما يخص اللون، وكذلك القدرة على نشر أشكال نقية على لوحة قماشية وإقامة العلاقات التي توجدها.
ويحضر النقاء اللوني، في لوحات جهاد أبو سليمان. فيما تمتزج لوحاته مع ذكريات أمكنة الطفولة والصبا في بلدته مجدلونا، وما رأته عيناه من مشهد أوروبي، ليخرج من هذا المزيج نتاج يحمل روحانية الشرق وألوانه من جهة، وما عملت على بلورته الثقافة الأوروبية، متعددة الاتجاهات، من جهة أخرى.
