تونس.. الفن التشكيلي يئن تحت وطأة التهميش الرسمي

تونس.. الفن التشكيلي يئن تحت وطأة التهميش الرسمي

يواجه الفنانون التشكيليون في تونس وضعا وصفوه بالمأسوي في ظل تهميش هذا النوع من الفنون، وغياب الدعم من وزارة الثقافة، والعقلية السائدة التي تجعل من الفن التشكيلي فنا من درجة ثانية.

ويصنف الفن التشكيلي في تونس في أسفل درجات الفنون، ولا يحظى باهتمام يضاهي الحظ الذي تجده الموسيقى أو المسرح أو السينما، بحسب ما أكده فنانون تشكيليون لـ"إرم نيوز".

ويعتبر الفنان التشكيلي أحمد نصراوي، أن الفن التشكيلي يعيش قمعا بين بقية الفنون رغم أنه فن قائم بذاته، وهو إبداع نابع من روح الفنان ومشاعره وحياته، ويمثل جزءا منه، لكنه مهمش ومنسي، فالدولة لا تكاد تهتم سوى بالموسيقى والمسرح والسينما، وفق تعبيره.

وأشار نصراوي إلى أن هناك عدة قصص لفنانين تشكيليين يعانون وضعا مزريا، وكأن الفنان أصبح متسولا ويعيش وضعا لا يعكس قيمته الفنية، محذرا من أن هذا الوضع أصبح ظاهرة عامة وليس حالات معزولة.

من جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية هيام الخالدي أن الفنان التشكيلي يعيش ظروفا صعبة بسبب غياب التأطير والتشجيع والوسائل اللازمة للمشاركة في المعارض وتسويق العمل والانتشار.

وأشارت الخالدي إلى أمثلة لفنانين تشكيليين يواجهون ظروفا صعبة من بينهم عبدالحميد عمار، الذي قالت إنه يعيش وراء النور، وإن وضعيته فاجأت وصدمت التونسيين، مستنكرة أن يصل الفنان حد التسول.. "هذا أمر موجع ومخجل ويمس كل الفنانين".

والفن التشكيلي من الفنون التي تتطلب كلفة مالية عالية بالنظر إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة للرسم والتزويق، وحتى دراسة الفنون التشكيلية في تونس مكلفة وتكاد تكون حكرا على الطبقات الاجتماعية المرفهة.

وقالت الناقدة التشكيلية فاطمة بن العربي إن على الفنان التشكيلي في تونس أن يكون له مورد رزق آخر غير الفن حتى يتمكن من اقتناء المواد الأولية التي يحتاجها لإنجاز لوحاته، معتبرة أن "الفنان التشكيلي في تونس لا حظ له في غياب المعارض، ومع ضرورة توفر الوساطات والمحاباة للمشاركة بها".

وحمل أحمد نصراوي مسؤولية هذا الوضع المتردي للمسؤولين عن الشأن الثقافي في تونس "لأنهم لم يفتحوا الأبواب ولم يعطوا حظًا للفنان التشكيلي إضافة إلى دور الإعلام الذي لا يخصص مساحات للفنانين التشكيليين، كتلك التي يخصصها للمسرحيين أو النقاد الفنيين في اختصاصات أخرى".

ورأت هيام الخالدي أن "المسؤولية لا يتحملها طرف واحد، بل قد يكون الفنان ذاته مسؤولا، لأنه لم يحارب من أجل ذاته وفنه ولم يحاول، إضافة إلى المحيط الذي يعيش فيه الفنان، حيث إن العقلية السائدة لا تقدر الفن التشكيلي ولا تنظر إليه كقيمة فنية بل مادية".

وحملت فاطمة بن العربي مسؤولية تردي الوضع لوزارة الثقافة التي اتهمتها بتعقيد الإجراءات الإدارية وعرقلة جهود الفنان التشكيلي بدل فتح الأبواب أمامه، وذهبت إلى اعتبار أن الفنان التشكيلي لن يجد حظه في تونس وأن الحل في الهجرة إلى الخارج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com