في فيلم "The car".. كيف يعود الإنسان من الموت لينتقم؟
في فيلم "The car".. كيف يعود الإنسان من الموت لينتقم؟في فيلم "The car".. كيف يعود الإنسان من الموت لينتقم؟

في فيلم "The car".. كيف يعود الإنسان من الموت لينتقم؟

تتعدد أساليب إبراز الفعل الخفي للكائنات الفوقية الشريرة في العالم، في فيلم "The car, road to revenge" للمخرج جي اشتيرن كامب، والذي أنتج عام 2019. ويسيطر جو من الإثارة والتشويق، على مجريات أحداث الفيلم، بعدما تظهر آثار الجريمة، بقتل الإنسان الآدمي من أجل تحقيق مصالح خاصة بذلك العالم المغاير.

وتسير الأحداث  لتصنع الحبكة الدرامية التي تلتف حول مقتل رجل حقوقي سيئ السمعة، كان قد تورط في تشابكات مع كائنات شريرة، في مدينة شهدت العديد من حالات القتل، بالإضافة إلى الفساد الأخلاقي، والتجارة في أعضاء الإنسان.

 تلك الشريحة الإلكترونية التي كانت بحوزة ذلك الرجل، كانت تحمل ملفات ومعلومات تدين أولئك الفئة، وتثبت انسياقه في العديد من الجرائم معهم. وبعد مقتله يحاول شرطي أن يصل إلى الحقيقة، بتتبعه صديقة ذلك الحقوقي، التي كانت تعاني من ملاحقته لها. ويتأجج الصراع الدرامي، بظهور سيارة مجهولة الأمر، تقوم بملاحقة تلك الكائنات، وكذلك الشرطي، الذي تقرّب من المرأة، وتسيطر على الأحداث حالة من الغموض حول تلك السيارة، التي يتضح أخيرًا بأنها تتبع إلكترونيًا الحقوقي المقتول، وقد سخرها للعودة والانتقام من كل أعدائه، وأيضًا من أجل استمراره  في ملاحقة عشيقته، والدفاع عنها.

سيارة كالشبح

منذ اللحظة الأولى في الفيلم تبرز الجريمة، وتتداخل شخصيات الفيلم في حركة دورانية حول جسم حديدي متحرك بعنف، يهدد حياة الجميع، ما منح المركزية لتلك السيارة الغامضة، ذات اللون الأسود، وبعينين  من مصباحي  الضوء منحتها صفة أقرب ما تكون إلى الأشباح.

وشخصية المرأة التي قامت بأدائها كاثلين مونرو، بدأت دورها بصفة المرأة الناعمة، الجذابة، التي تتصف بالنقاء، والرومانسية، لكن سرعان ما جذبتها  الجرائم من حولها، لدائرة العنف، فتحولت لامرأة عنيفة، تدافع عن نفسها، وتقتل كل من يعترضها، ولقد كانت أخيرًا سببًا في التخلص من السيارة بعدما أغرقتها  في المحيط، قبل أن تحاول مسبقًا تفجيرها بالديناميت.

كما أن شخصية الشرطي التي قام بها جيمي بامبر، شهدت صراعًا بين حياته القديمة، التي فقد فيها الأمان في الحياة، وبين تعلقه بالمرأة الملاحقة من الحقوقي من خلال السيارة الغامضة، ومن الكائنات الشريرة أيضًا، كما شهدت تداخلات  بين وظيفته كمحقق، وبين عاطفته مع امرأة تقع في محيط الاشتباه. تلك التناقضات التوظيفية  في شخصيتي الفيلم الرئيسيتين، أمكنت من دحر  حالة الملل، عن نطاق مجريات الأحداث، بقصدية التقلب من المخرج، لمسار بناء الشخصيات في الفيلم، فكانت لحظات الأكشن في قمتها، كما كانت لحظات التأمل في الحياة غاية في التأثير.

تعرجات في الذهن

يصاحب المسار الدرامي للفيلم مؤثرات صوتية، غاية في العنف، والتأثير، فقد تنوعت  تلك المؤثرات، بين أصوات الرصاص، والتفجيرات، والزجاج المتكسر، والماء، والموسيقى الهادئة وقتما يتطلب الميل إلى التأمل الإنساني، وكذلك مؤثرات احتكاك عجلات السيارات بالطريق، والتصادمات بين الحديد، وما يتضمنه من الصرخات الإنسانية، كل ذلك أعطى للفيلم قوة وتأثيرًا. كما أن الصورة في الفيلم تنوعت بين الظلمة والنور، والمشاهد الدموية بعيدة الأثر، وكأنها تصنع تعرجات في الذهن، و ظهر التنوع في بيئة العمل، بين الكراجات، والمكاتب، والبيوت، والطبيعة، كل ذلك ساعد في خلق جو من المتعة والإثارة.

من هو الإنسان

وحاول السيناريو أن يقدم تعريفًا تأويليًا للإنسان فقال: جسم الإنسان كيس إسفنجي، من الجلد الورقي، مليء بالغضاريف الناعمة، عضلات طرية، أجهزة مرتعشة، يا له من مثير للشفقة". كما قدم استغرابًا من طبيعة الإنسان بالقول: "كل هذا، وكل هذه الحواسيب، كان يجب أن يكون العصر الذهبي للإنسان، وما زلنا شريرين، حيوانات بغيضة!"

لم يكن موفقًا أن تُظهر المرأة  للمحقق جنونها، باعتقادها بأن سائق السيارة هو "كادوك" الميت. وذلك، في ثلثي أحداث الفيلم، خاصة بأن محور الأحداث كان يدور حول مجهولية صفة تلك السوداء، فلو بقيت الفكرة مؤجلة لآخر الفيلم لزادت  من حدة الإثارة للمتلقي.

مكان غريب للإعدام

وكان طريفًا، أن تظهر طريقة جديدة لإعدام المجرمين في بداية الفيلم، فبعدما يقوم القاضي بالحكم على المجرم بالإعدام، يقوم هو نفسه بتحقيق ذلك في المحكمة، بالضغط على زر إلكتروني، يحرك كأسًا زجاجيًا ضخمًا، يمنع الهواء عن المجرم ويسبب اختناقه.

تطور فكر السينيما

وتشهد الدراما السينمائية الحديثة تطورًا لفكرة السينيما، وأثرها بما فيها هذا الفيلم، وتنتقل بنا السينيما إلى أسئلة مفتوحة، حول هدف السينيما، وأثر الرسالة التي تقدمها للإنسان، وهل فعلًا يجب أن تكون هناك رسالة؟ وهل يجب أن تكون الشخصيات واقعية؟ مثل الكبسولة النمطية، المنتخبة من الواقع؟ مثلما كان يقدم في السينيما الكلاسيكية. في اعتقادي هناك وعي أصبح، بأهمية بناء شخصية غير مألوفة، وعلى الرغم من أنها مقتنعة من الفكر الإنساني، بتحولاته، إلا أنها تمتلك صفات، فيها من التجريبية ما يجعلها، تساعد المتلقي في اختراق روتينية وعيه، المحفوفة بالنمط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com