"رحلة في عوالم الإبل والإنسان".. الغوص إلى أعماق الذات

"رحلة في عوالم الإبل والإنسان".. الغوص إلى أعماق الذات

 للإبل عالمها الخاص الذي يفيض بمشاعر الحزن والفرح، أو السخط والخوف وغيرها، ويمتلئ بالسلوكيات المتنوعة مثل الإنسان، كما أن هناك علاقة تأثير وتأثر بين البشر والمخلوقات التي شاركته بيئته على مرّ العصور، وهو ما يسعى الكاتب السوري، عبدالله ميزر، تسليط الضوء عليه في كتابه "رحلة في عوالم الإبل والإنسان" الصادر حديثاً عن دار "المحيط" في الفجيرة.

يطوف الكاتب بقرَّائه إلى بقاع متنوعة حول العالم، ليعرفهم على سلوكات الإبل ومشاعرها، وليستقرئ سلوكيات الإنسان تجاه "المواقف الإبلية" المتنوعة، حيث يتشارك البشر والمخلوقات الأليفة أشكال المشاعر التي رسمت تاريخنا البشري في حقبة معينة، ولا يزال ذلك قائماً في بقاع جغرافية نائية إلى يومنا هذا.

ويقول مؤلف الكتاب، عبدالله ميزر، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن هذا العمل الذي يسلط الضوء على المشاعر والعواطف التي يمكن أن تطفو من خلال علاقتنا مع محيطنا بكل ما يحتويه، يأتي "ليعمق فهمنا لذواتنا، ويعزز إنسانيتنا، في عوالم ربما يجدها البعض بعيدة عمّا اعتدنا على إدراجه في خانة الإنسانية".

نحن أمام شخصيات تتبادل الأدوار التفاعلية، فتكشف عن عوالم نفسية جديدة نحتاج إلى فهمها في كوكب يزداد عزلة واضطراباً وتعقيداً يوماً بعد يوم
عبدالله ميزر

تبادل الأدوار التفاعلية

سارا، آسكو، بوتوك، إنجن تيمي، كلها "شخصيات إبلية" هي أبطال هذا العمل، لكن الكتاب لا يقف عندها فقط، حيث يضيف الكاتب أنه "يتخذ من تلك الشخصيات أداة يضيء من خلالها جوانب إنسانية قاتمة في دواخلنا، ولا تظهر إلا في ظروف بعينها".

ويمضي مؤلف الكتاب قائلاً: "نحن أمام شخصيات تتبادل الأدوار التفاعلية، فتكشف عن عوالم نفسية جديدة نحتاج إلى فهمها في كوكب يزداد عزلة واضطراباً وتعقيداً يوماً بعد يوم".

ويضم الكتاب بين طيّاته 4 أجزاء فيها حوارات ومراجعات ومواضيع عامة، إلى جانب قراءات في كتب متخصصة في عوالم الإبل وسلوكياتها، حيث يسلط الجزء الأول منه الضوء على هذه المخلوقات والعلاقة التي تربطها برعاتها في السينما الوثائقية.

أخبار ذات صلة
كتابان يوثقان ملحمة الملك غيسار التبتية

تغيير المجتمعات

ويسرد الجزء الثاني من الكتاب بعض الحوارات التي أجراها المؤلف مع مدربي ورعاة الإبل الذين أدركوا قيمة هذه المخلوقات وأهميتها في حياة البشر، وكذلك الإمكانات الاستثنائية التي يمكن أن تقدمها على مختلف الأصعدة.

أما الجزء الثالث، فيستعرض فيه عبدالله ميزر نماذج عن كيفية تغيير الإبل لمجتمعات مهمشة في قارتي آسيا وأفريقيا، واستطاعت تحسين أوضاعها الاقتصادية، وفي الوقت ذاته، يسلط الضوء على ما عانت منه الإبل من انتهاكات.

وفي الجزء الرابع والأخير، يقدم مؤلف الكتاب قراءات موجزة في كتب متخصصة ونادرة عن الإبل، لعل أبرزها ما يصنف بأنه أقدم كتاب عن الإبل في الولايات المتحدة الأمريكية للكاتب والدبلوماسي الأمريكي الراحل جورج مارش، الذي أنجزه في العام 1856. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com