"من قتل أيضا نهلة كامل؟".. صرخة شِعر في وجه الفساد والغدر

في مجموعة الشاعرة السورية نهلة كامل "من قتل أيضا نهلة كامل؟" رؤى فكرية مختلفة وانعكاسات اجتماعية ومؤثرات البيئة وتجلياتها بشكل غلبت عليه العاطفة والدلالة والرمز السهل الممتنع.

واتسمت قصائد الشاعرة كامل بفلسفة شعرية مبتكرة تقدم دلالات حقيقية بأسلوب نثري يرقى إلى مستوى الشعر.

تقول نهلة كامل في قصيدتها "فصام":

تقف أمام قوي جائر.. ثمة أنت.. مؤمن بحقك.. ملاك رحمة..

على كتف بريء.. نظيف لم يتلوث بعد.. يغسل عندك وحل النهار..

ووفق الكاتب محمد الخضر، تعبر الشاعرة السورية عن غضبها من فساد هذا العالم، فتترك رؤية رمزية لتعبر من خلالها إلى كل الأجيال التي ستدرك الزيف والخذلان فتقول في قصيدة "وجهه":

وجهه الطيب علم زمن ممزق.. ينزل عن السارية.. منكسا..

عائداً إلى سرابه.. عملة ورقية.. لدولة منهوبة.

وفي قصيدتها "هابيل" تشير نهلة كامل إلى الغدر الدائم المستمر الذي لا ينتبه إليه الإنسان، فيظل نهب طعنات الخيانة في كل وقت وزمان:

ظهرك متاح لطعنة غدر.. وقلبك مكشوف لخيانة.. وكل جسدك كعب أخيل..

في اقتسام هذي الأرض.. لا تصلح إلا هابيل.

وحسب الخضر، ترى الشاعرة كامل في مجموعتها ضرورة مضي الإنسان إلى الأمام في حياته دون النظر إلى الخلف وأن يكون حرا أبيا كريما حتى لو ضحى بحياته.

تقول قصيدة "ما قبل الحرية":

لا أندم على طريق إذا لم أصل.. الشوق ظل العاشق لأنه لا ينتهي..

تأخذني الرغاب أمامًا فقط.. وبلا رجوع لأن الشوق حرية.

يذكر أن مجموعة "من قتل أيضا نهلة كامل؟" من منشورات دار التكوين للتأليف والترجمة والنشر تقع في 166 صفحة من القطع المتوسط.