"قلوب على جسور الموت".. سرد واقعي عن تفاصيل المجتمع الجزائري
"قلوب على جسور الموت".. سرد واقعي عن تفاصيل المجتمع الجزائري"قلوب على جسور الموت".. سرد واقعي عن تفاصيل المجتمع الجزائري

"قلوب على جسور الموت".. سرد واقعي عن تفاصيل المجتمع الجزائري

تقدم المجموعة القصصية "قلوب على جسور الموت" الصادرة حديثًا للكاتب الجزائري "عبد الحليم نغبال"، سردًا واقعيًا عن تفاصيل الحياة اليومية في الجزائر.

ويرصد الكتاب مقتطفات إنسانية تتعلق بالمجتمع الجزائري والمغاربي والعربي عمومًا، وتضمن الكتاب ثلاث قصص متباينة تعالج قضايا اجتماعية مختلفة من حيث الأهداف والرسائل التي تحملها بأسلوب أدبي قصصي.

ويعيد الكاتب النظر في مسائل وتفاصيل عدة، موظفًا آليات سردية ولغة من شأنهما التعامل بمرونة فائقة مع الحدث بشكل يتيح نقد وإعادة ترتيب الواقع أدبيًا.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال الكاتب: "في رحلة الحياة وفي خضم غمراتها تمر بك مواقف وتعايش أخرى، هذه المواقف تجعلك تسجل حروفها وتنقش كلماتها في جدار الذكرى لتبقى دروسًا راسخة وتجارب متأصلة في نفسك تسرجها وتمتطيها وتنطلق بها في غمار هذه الحياة وتخوض خطوبها. وليس بالضرورة ما تكتبه دائمًا يعبر عن تجارب حياتية عشتها أو عايشتها، أو أحاسيس مررت بها ومواقف وقفت فيها، وإنما قد تكون وليدة خيال و سيرورة قلم".

وأضاف: "وجدت في العمل القصصي غايتي التي كنت أصبو إليها، وأردت أن أعالج قضايا بمنظور قصصي أراه الأنسب في ذلك، كونه يحمل القارئ على القراءة واستنباط العبر والدروس منها بأسلوب شيق جذاب، وتسجيل التاريخ بأسلوب قصصي يروي معاناة الشعب الجزائري وكل شعب مضطهد بسبب سلب الأرض والوطن".

وتابع: "اتبعت في نسجي لقصص المجموعة المنهج الوصفي، لأنه الأنسب للإبداع القصصي ويخدم سرد الأحداث والوقائع وفق تسلسل وقوعها؛ سبكا وحكاية، بأسلوب بعيد عن الرتابة يجعل القارئ يسبح في جوه ويعيش أحداثه. وأصبو من خلال كتابي هذا مس جميع شرائح المجتمع؛ وبالدرجة الأولى القارئ المحترف والفئة المثقفة، كونها الفئة الأكثر مطالعة وقراءة وهي الفئة المُعوَّل عليها".

ويركز الكاتب في القصة الأولى التي تحمل عنوان "ومضات حب زائفة"، على تشابك العلاقات الإنسانية، والصراع الداخلي ما بين الرغبان وقيم المجتمع؛ يقول نغبال في القصة بلسان الراوي العليم: "ينظر إليها فيراها تغازله بنظرات تبحر في عالم من الأحاديث الرومنسية التي تحكي معاني الألفة والمحبة وتروي قصائد الود وقصص العشق؛ فيقول في غير تردد: -نعم هلا شحنت لي رصيد الهاتف.

تجيبه: -بكل فرح وسرور. يشرع يسجل لها رقم هاتفه على قصاصة علبة دواء كانت بجانبه أما القلم فاستعاره من زميلتها التي كانت تضعه بين أطراف أصابعها  تقلبه على جوانبه وتارة أخرى تمسكه من طرفه الأعلى وتدليه، طلب منها أن تشحن له الرصيد رغم علمه أنه ليس في حاجة إلى هذا الرصيد ثم راح يبادلها تلك النظرات الحميمية".

ويضيف: "يطأطئ علي رأسه خجلًا، لا يدري من أين يبدأ ولا أين ينتهي، خانته الشجاعة وانكمشت عنده الجرأة وسقطت من جعبة فنون الرد عنده كل الألفاظ والعبارات وهو الذي بات يلقن نفسه ويمرنها على كلمات تفصح عما في كنانته وتبوح بما يسكن قلبه ويستوطن فؤاده؛ تسأله وهي متيقنة أن في نفسه حاجة من صبوة كامنة في جنانه يريد أن يجهر بها يفجر فيها مشاعره ويطلق فيها العنان لخلجات وجدانه ولكن حياؤه وحشمته كانتا تمنعانه من فعل ذلك، كل من ينظر إليه يقرأ ذلك في عينيه ونظراته".

الكاتب في سطور

"عبد الحليم نغبال".. قاص جزائري يبلغ من العمر 38 عامًا، يحمل شهادة جامعية باللغة العربية وآدابها من جامعة محمد بوضياف الجزائرية.

سبق أن صدرت له المجموعة القصصية "سعادة عابرة" عام 2019. وينشر نتاجه الأدبي في دوريات عربية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com