"يخاف الأفراس".. رواية تونسية تغوص في رحلة الصراع بين الهامش والمركز

"يخاف الأفراس".. رواية تونسية تغوص في رحلة الصراع بين الهامش والمركز

تطرح رواية "يخاف الأفراس" للكاتب التونسي صلاح البرقاوي مسألة قديمة متجددة، وهي علاقة المركز بالهامش، لكن لغة الرواية وعذوبة السرد وطرافة الطرح جعلت منها عملًا أدبيًا مميزًا، وفق نقاد.

وصدرت الرواية مؤخرًا عن دار "أركاديا" للنشر في تونس، وفيها خليط من الواقع والخيال، والحنين إلى الماضي والكبت والحرمان والعنف والجنس البارد والحب الهارب.

تدور أحداث الرواية حول سيرة بطلها "الهادي بازينة" منذ مغادرته إحدى مدن الشمال التونسي ليستقر طالبًا ثم موظفًا في العاصمة

وتدور أحداث الرواية حول سيرة بطلها الذي سماه المؤلف "الهادي بازينة"، الذي مثل الشخصية المحورية للرواية، إذ يتولى الراوي تعقب مجرى حياته منذ مغادرته إحدى مدن الشمال التونسي ليستقر طالبًا ثم موظفًا في العاصمة.

وانطلاقًا من هذه الشخصية المحورية يعرج الكاتب على جملة من المواضيع الاجتماعية والعاطفية، مثل العلاقات الجنسية والحب والزواج ومجالس الملوك ومطاعم العاصمة تونس والفروق بين الريف والمدينة، ورغم أن الموضوع يبدو في ظاهره مستهلكًا، إلا أن الأسلوب الناعم والنابض بالحياة هو الذي صنع الفارق في هذه الرواية وجعل منها قطعة أدبية جاذبة.

ويتقصى صلاح البرقاوي على امتداد صفحات الرواية سيرة "الهادي بازينة"، الذي يصفه بأنه "رجل بلا وجه وبلا ملامح، قد يعترضك هنا أو هناك فلا تعيره بالًا، رجل من الهامش البعيد، ذلك الهامش الذي يتأفف المركز من وجوده، بل يتعامل مع سيرته تعامله مع ملخصات الحوادث".

ومن خلال هذه الشخصية يضع صلاح البرقاوي أمثال "الهادي بازينة" من الهاربين من ذاكرتهم الريفية المعطوبة، أمام حقيقتهم عارية كما هي، دون تجميل أو تنميق، فينكأ بذلك جروحًا كثيرة عن الفوارق الاجتماعية، لا تزال الذاكرة الجماعية تنكرها، فيما تتولى الأعمال الفنية والأدبية نفض الغبار عنها وتعريتها.

يذهب بعض النقاد لاعتبار الكتاب مناسبًا ليكون وثيقة مرجعية للدراسات الاجتماعية للطبقات الوسطى وعلاقتها بالمدينة.

ويذهب بعض النقاد إلى اعتبار الكتاب "مناسبًا ليكون وثيقة مرجعية للدراسات الاجتماعية للطبقات الوسطى أو الريفية وعلاقتها بالمدينة".

ويعلق الروائي التونسي، الأسعد بن حسين، بقوله إن "لغة الرواية هي لغة عربية صلبة، وحوار أهلها الذي يريده الكاتب أتى بلهجتنا التونسية، في نص لا ينقصه ذوق الأدب، بل الإعجاب به"، مضيفًا أن "المضحك في هذه الرواية أنها تقحم نفسها في مواضيع تعتبر "محرمات" في المجتمع التونسي، وحتى في الأدب العربي بشكل عام".

لغة الرواية هي لغة عربية صلبة، وحوار أهلها الذي يريده الكاتب أتى بلهجتنا التونسية، في نص لا ينقصه ذوق الأدب، بل الإعجاب به.
الروائي التونسي الأسعد بن حسين
أخبار ذات صلة
حصدت "جائزة الأدب العربي".. "الهاوية الجميلة" رواية تونسية عن العنف الأسري

وفي قراءته للرواية يقول الإعلامي، أيمن الزمالي، إن السرد البسيط العميق، وعمل القاص صلاح البرقاوي على بث بصمة تجربته يحيلان مباشرة إلى جيل من المثقفين طبعت روايات نجيب محفوظ في وعيه، حتى أن "الهادي بازينة"، الشخصية المحورية في الرواية، يبدو كأنه "الشحاذ"، تونسيًا قحًا، بكل معاني التفرد والطرافة وتكوين الشخصية بمختلف تجلياتها، وإن أوهمنا البرقاوي بتأثره بـ "كارلوس زفون".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com