الكاتب الإماراتي جمعة الليم
الكاتب الإماراتي جمعة الليم

الكاتب الإماراتي جمعة الليم: إحياء التراث مهمة كل مثقف

رغم أنني مزجت في رواية "زرب الدبش" بين الحاضر بتفاصيله والماضي، إلا أن الحضور القوي للتراث يفرضه موضوع الرواية.

يحرص الكاتب الإماراتي جمعة الليم على الغوص في تفاصيل البيئة الإماراتية برواياته ليعكس روح التراث والأصالة في بلاده، فـ"المثقف ابن مكانه وزمانه وبيئته بالأساس"، كما يرى.

ويكشف جمعة الليم، في حوار مع "إرم نيوز"، عن عشقه لعالم الرواية فهي الأقرب للقارئ في تقديره؛ لأنها تدفع للتأمل والاسترخاء، مؤكدا محاولته الاقتراب من النفس البشرية قدر الإمكان في أعماله الأدبية عبر سبر تفاصيل الحكاية والشخصيات واللعب على البُعد النفسي.

ولجمعة الليم عدة إصدارات، منها "زرب الدبش"، و"جراح الياسمين"، و"بين عقل وقلب"، و"الضائعة".

قدمت سردا نثريا لمجموعة من الوقائع والأحداث في روايتك الأخيرة "بين العقل والقلب" وغصت في الذات البشرية.. هل هي أقرب لدراسة نفسية كما وصفها البعض؟

في الواقع، إن الفصل بين الرواية كعمل أدبي والبُعد النفسي لشخصيات الرواية، قد يكون غير ممكن في كثير من الأحيان.. فكما هو معلوم، تعتمد أي رواية على الغوص في التفاصيل، وكلما أمعن الكاتب في سرد التفاصيل كلما كانت الرواية أقرب إلى القارئ..

ومن هنا، قد لا أجافي الواقع إن قلت إنني أحاول الغوص في الجانب النفسي، ولاسيما أن النفس البشرية تبدو واحدة في انفعالاتها وتفاعلاتها، وإن اختلفت حدة هذه التفاعلات والانفعالات بين شخص وآخر.. رواياتي ليست دراسة نفسية بالمعنى الفعلي، ولكنها تحاول أن تقترب من النفس الإنسانية قدر الإمكان.

لماذا اخترت التركيز على الروايات ولم تفكر في خوض تجربة القصة القصيرة؟

صحيح أنني لم أنشر قصصاً قصيرة حتى الآن، لكن ذلك لا يعني أنني لن أكتب القصة القصيرة، وهناك بالفعل مجموعة من القصص القصيرة أعكف على كتابتها، لكن التركيز على الرواية منبعه عشقي الكبير للعمل الروائي..

فالرواية تعتبر أمّ الأدب، وفي اعتقادي أنها الأقرب إلى القارئ، لأنها قد تدفع للتأمل والاسترخاء، في زمن يبدو فيه كل شيء سريعا جداً.

غلاف رواية "زرب الدبش" للكاتب الإماراتي جمعة الليم
غلاف رواية "زرب الدبش" للكاتب الإماراتي جمعة الليم

رواية "زرب الدبش" ركزت فيها على التراث الإماراتي.. لماذا الذاكرة حاضرة بقوة في الأدب الإماراتي؟

على الرغم من أنني مزجت في رواية "زرب الدبش" بين الحاضر بتفاصيله والماضي، إلا أن الحضور القوي للتراث يفرضه موضوع الرواية الذي يظهر حتى من خلال الاسم، لكن لا ننسى في الوقت ذاته أن العودة إلى التراث وإحياءه تبدو مهمة كل مثقف..

بمقدار ما نطمح للمعاصرة وولوج العالمية في الأدب، علينا ألا نهمل الأصالة؛ لأنه جانب مهم من هويتنا الثقافية والوطنية.
جمعة الليم

وهذا لما للتراث من أهمية في حياتنا، ولا سيما أن لدينا من العادات والتقاليد الكثير مما يستحق الاهتمام والتركيز عليه، فهو مليء بالصفحات المشرقة التي تدعو إلى الفخر والاعتزاز، كما أن مَن لا ماضي له لا يملك الحاضر أيضا ولا المستقبل، فالتراث يشكل عماد هويتنا الثقافية والوطنية، والمحافظة عليه يجب أن تكون مهمة كل فرد في المجتمع وليس الكاتب فقط.

استعنت في الرواية أيضا بمفردات شعبية.. هل تعتقد أن المتلقي، خاصة الإماراتي، ينجذب أكثر لكل ما هو شعبي من أدب وشعر؟

بالتأكيد إن المفردات الشعبية قد تلعب دورا في خلق علاقة حميمية بين العمل الأدبي والقارئ.. فكما نعلم، المفردة الشعبية، سواء في الشعر أو الأدب، قد تخلق علاقة عاطفية بين العمل الأدبي والقارئ، الذي قد يرى نفسه أحيانا من شخصيات هذه الرواية أو تلك عندما يقرأ هذه المفردات التي غالباً ما تلامس عواطفه ومشاعره.

قلت في تصريح سابق إن رواية "جراح الياسمين "امتداد لرواية "زرب الدبش".. كيف راوحت بين الحاضر والماضي والواقع والخيال للربط بين الروايتين؟

كما في رواية "زرب الدبش" كان البطل في رواية "جراح الياسمين" إماراتياً، ورغم احتواء "جراح الياسمين" على جزء كبير من الخيال، إلا أنني حرصت أن أغوص في البيئة الإماراتية قدر الإمكان بما سمحت به تفاصيل الرواية..

ولا أجافي الواقع إن قلت إن الروايتين حفلتا بهذا المزج المقصود بين الماضي والحاضر، من خلال خيط زمني واحد، فيه شيء من المقارنة المقصودة بين ماضينا ومستقبلنا وخاصة في ظل الاتحاد.

غلاف رواية "جراح الياسمين" للكاتب الإماراتي جمعة الليم
غلاف رواية "جراح الياسمين" للكاتب الإماراتي جمعة الليم

هل تعتقد أن الأدب الإماراتي وصل إلى مرحلة النضج الفني أم لا يزال يخوض تحدي الأصالة والمعاصرة؟

علينا ألا ننسى أن الأديب ابن مكانه وزمانه وبيئته، فهو أحاسيسه ومشاعره، وينقلها أو يعبر عنها عن طريق أدبه، فمن الطبيعي أن التطور الذي شهدته بلادنا انعكس بشكل كبير على كل مناحي الحياة ومنها الثقافية..

وباعتقادي، الأدب الإماراتي بات أدبا ناضجا، لكن نحتاج للمزيد من الأقلام ولاسيما الشابة التي تستطيع أن تنقل التجربة الإماراتية الحضارية بالشكل الذي تستحقه من الإبداع.

والأديب، شاعرا كان أم روائيا أم قاصا أم مسرحيا، يلعب دورا واضحا في نقل ما يعيشه مجتمعه، أو يسهم في التأثير بما يحيط به بطريقة أدبية يتقنها دون سواه وتميّزه بها دون غيره، وأنا أعتقد أننا بمقدار ما نطمح للمعاصرة وولوج العالمية في الأدب، علينا ألا نهمل جانب الأصالة؛ لأنه جانب مهم من هويتنا الثقافية والوطنية.

أخبار ذات صلة
ما هي مزايا الكتابة اليدوية للدماغ؟

أين موقع الأدب الإماراتي من العالمية؟

الأعمال الأدبية المحلية قد تبدو قليلة إذا ما قورنت مع غيرها من النتاجات العربية والأجنبية، لكن علينا ألا ننسى أن هناك الكثير من التجارب الإماراتية المهمة في مجال الأدب، وبدأت الساحة الأدبية تزخر بالشباب والشابات المبدعين في مجال الكتابة..

ولا بد من الإشارة إلى أهمية معارض الكتاب التي تُقام في الدولة، ناهيك عن تشجيع القيادة الإماراتية للإبداع، ووجود قوانين حماية حقوق المؤلف، والترقيم الدولي، والكثير من المبادرات، مثل "عام القراءة"، و"عائلتي تقرأ"، وهناك أمثلة كثيرة على دعم الدولة للإبداع.

ولا نغفل أيضا أن نقر بوجود أعمال أدبية إماراتية تمت ترجمتها لعده لغات، كما أن رئاسة الشيخة بدور القاسمي لجمعية الناشرين العالمية تُعد مؤشرا قويا على قدرة الكاتب والمثقف الإماراتي وإمكاناته الكبيرة وقدرته على العطاء.

أخبار ذات صلة
دينمو الثقافة السورية.. رحيل الأديب رفعت عطفة

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com