فيلم "جزائرهم".. نبش في 60 عاما من الذاكرة الجزائرية المنسية
فيلم "جزائرهم".. نبش في 60 عاما من الذاكرة الجزائرية المنسيةفيلم "جزائرهم".. نبش في 60 عاما من الذاكرة الجزائرية المنسية

فيلم "جزائرهم".. نبش في 60 عاما من الذاكرة الجزائرية المنسية

تفتح المخرجة الجزائرية الفلسطينية الشابة لينا سويلم صفحات من تاريخ غامض عاشته الجزائر، أواسط القرن الماضي وتستكشف التاريخ النفسي المنسي لجمع من المنفيين والمقموعين الجزائريين من خلال ذكريات أسلافها التي ضمنتها في فيلم "جزائرهم".

هذا الفيلم الذي أعيد طرحه يوم الـ13 من تشرين الأول أكتوبر الجاري للعرض في القاعات الجزائرية تشدّ إليه الأنظار نظرا لثرائه وطرافة طرحه.

وقد سبق أن فاز الفيلم بجائزة "السوسنة السوداء" لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل في الدورة الثانية لمهرجان عمان السينمائي الدولي الشهر الماضي، ليعود اليوم إلى القاعات الجزائرية في سياق فيه كثير من الجدل بشأن الذاكرة ومخلفات حرب التحرير والعلاقات مع فرنسا.



وفي هذا الفيلم، ذاكرة ستين عاما من الهجرة الجزائرية، تحاول المخرجة استنطاقها انطلاقا من تجربة عائلية، من قصة جدها وجدتها من الحبّ إلى النفي والانفصال بعد 62 عاما من الزواج.

وتقول المخرجة البالغة من العمر 31 عاما والتي تحمل _أيضا_ الجنسية الفرنسية "عن طريق الفيلم حاولت أن أستقرئ قصة جدي وجدتي اللذين وصلا في الخمسينيات من القرن الماضي إلى فرنسا، كنت أحسّ أن هويتي الجزائرية غامضة وأنا أتساءل منذ الصغر ما قصة جدي وجدتي ولم أكن أعرف تحديدا ما الذي جرى في الجزائر في تلك السنوات..."

ومن خلال هذه القصة الشخصية ـ العائلية، قصة جدّيها مبروك وعائشة، تغوص المخرجة في ذاكرة المهاجرين الجزائريين الأوائل إلى فرنسا في هذا العمل وهو من إنتاج مشترك جزائري فرنسي.

وقبل عام تحديدا، حصل فيلم "جزائرهم" على جائزة أحسن فيلم عربي وثائقي طويل في مهرجان الجونة السينمائي بمصر.

كما حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام الطويلة لمهرجان "مالمو" في دورته الـ11 للسينما العربية بالسويد، في نيسان/ أبريل الماضي، ويبدو الفيلم مرشحا لمزيد من الجوائز في ظل ما يحققه من نجاحات متواصلة.

وتعلّق لينا سويلم على فكرة إنتاج الفيلم قائلة في تصريح لمجلة جون أفريك" "أخبرني والدي أن جدي وجدتي انفصلا بعد 62 عاما من الزواج، لقد كانت صدمة وأدركت حينها أنني لا أعرف شيئا عن تاريخهما ولا شيئا عن علاقتهما الحميمة كزوجين، كنت أخشى أن تتلاشى ذاكرتهما وهذا ما جعلني أقرر التصوير".

وتحدثت لينا سويلم عن قصة جدّيها قائلة "كانت تبلغ من العمر 15 عاما وكان عمره 19 عاما، وانتهى بهما المطاف في الغرفة ذاتها دون معرفة بعضهما بعضا، هكذا كان الأمر في الخمسينيات من القرن الماضي في الريف الجزائري، لقد صدمتني قصتهما بشكل كبير، نظرا لأن عمر كل منهما يزيد عن 80 عاما كانا لا يزالان يشعران بألم حاد عندما فكرا في الانفصال .. هذه صدمات تطاردك مدى الحياة ولا نتحدث عنها في فرنسا، كانت هذه الأرواح غير مرئية أو ذابت في كتلة موحدة، نحن نتحدث عن المغتربين والمنفيين .. أردت أن أسلط الضوء على التعقيد الذي يحفّ هذه القصص والمسارات الفردية".



وتشير لينا سويلم إلى الوضع الذي عاشه هؤلاء المنفيون وقالت "ظل جدي محبوسا في مساحة وسيطة، لم يعد جزائريا ولم يكن فرنسيا حقا، كان من الصعب عليه أن يتجذر مرة أخرى، هذه هي مأساة المنفى. هناك دائما خيال العودة إلى الوطن، ولكن في النهاية تم دفنه في منطقة تيير بالقرب من شقيقه الأصغر وحتى والدي نشأ على فكرة العودة هذه، فقد تقدم بطلب للحصول على الجنسية الفرنسية فقط عندما كان يبلغ من العمر 28 عاما" وفق تأكيدها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com