"مكان هادئ 2".. إخراج متقن ينقذ حبكة الفيلم من مطب التكرار
"مكان هادئ 2".. إخراج متقن ينقذ حبكة الفيلم من مطب التكرار"مكان هادئ 2".. إخراج متقن ينقذ حبكة الفيلم من مطب التكرار

"مكان هادئ 2".. إخراج متقن ينقذ حبكة الفيلم من مطب التكرار

يقدم الفيلم الأمريكي "مكان هادئ 2" (A Quiet Place Part II) الصادر أواخر مايو/أيار الماضي، حبكة تشويقية مرعبة تحت شعار "اهرب اختبئ التزم الصمت".

وتدور أحداث العمل حول كائنات فاقدة للبصر تغزو العالم وتصطاد البشر، من خلال قدرتها العالية على التقاط الموجات الصوتية، فتقضي على كل ما يصدر صوتا.

ويأخذنا الفيلم في رحلة مشوقة تحبس الأنفاس لعائلة تخوض معركة دموية في المجهول للحفاظ على الحياة والعيش بأمان.

ويتوجب على العائلة الناجية التعامل بذكاء شديد والحذر من إصدار أي صوت من خلال التركيز الكامل والتحلي بالصبر والهدوء والتنفس ببطء.



خطوات مدروسة

ويصور المخرج آلية التحرك بخطوات مدروسة وتفاصيل صغيرة تعرض الدماء التي تغطي الأقدام دون انتعال أحذية، تجنبا للاحتكاك بالأرض وانعكاس صوتها.

وتستكمل أولى المشاهد أحداث الجزء الأول بالاستمرار في الهرب بعد معركة مرعبة لهجوم الكائنات على منزل العائلة ووفاة الأب وأحد الأطفال.

وفي أحد أكثر مشاهد الفيلم تشويقا، نشهد طقوس ولادة الأم دون إصدار صوت، ولكن تحدث مفاجآت غير متوقعة تستدعي هجوم الكائنات المفترسة، لنعيش أجواء مرعبة تلعب على وتيرة الخوف وتزيد القلق والتشنج.

ونتعرف في العمل على طفلة موهوبة تعاني من ضعف في السمع وترتدي سماعات في أذنيها، لتثبت جدارتها باكتشاف نقطة ضعف الكائنات الغريبة، من خلال استخدام مذياع وتشغيل صوت مشتت يدمر حواسها ويمنعها من استهداف الضحية.



تشويق

ويركز العمل في جزئه الثاني على قوة الإخراج، من خلال تشتيت أبطال القصة وتوزيعهم في أماكن مختلفة، مع حدوث قصة مرعبة تجعل الجميع في خطر في الوقت ذاته.

ويتصاعد التشويق بتوحيد الحبكة الرئيسة بين جميع الأطراف ليتنقل المخرج بين كل فرد من أفراد العائلة، عارضا المأزق مع التركيز على ردود الأفعال وتفاصيل الخطر المحدق بطريقة تصوير احترافية مشوقة.

ومع تصاعد الأحداث، تلجأ العائلة إلى صديق مقرب للاحتماء في منزله الأشبه بمعمل قديم يحتوي على مداخل سرية وأنفاق تحت الأرض عازلة للصوت، ولكن نسبة الأكسجين فيها قليلة جدا وتنفد على الفور، ما يضع العائلة أمام تحد جديد.



خيال جامح

وفي ظل صعوبة كتم الأصوات في اللحظات العصيبة، وسط ظروف يعاني خلالها الأبطال من الألم الشديد والحاجة للصراخ اللاإرادي، يدخل الأطفال على خط التحدي، لنشهد تحليهم بحس المسؤولية.

ونوّع المخرج من أساليب الرعب في العمل، لننتقل بسلاسة من مشاهد العنف الدموي إلى مشاهد أخرى لا تخلو من خيال جامح، حيث الأشباح والكائنات الغرائبية.

وعمد المخرج إلى إيصال شعور الاختناق، من خلال التركيز على عنصر الغرق، ثم مشاهد الاختناق ونفاد الأكسجين من الحجرة العازلة للصوت.

ويلامس الفيلم نقاطا مهمة في حياتنا اليومية، من خلال التركيز على أهمية إدراكنا للصوت ومعرفة كيفية استخدامه كنعمة حميدة، مع المحافظة على الهدوء التام والتصرف السريع بحذر شديد، فالغضب والصراخ والبكاء والانفعال ممنوعة في عالم الفيلم الخيالي.

كاميرا بارعة

ويبدو أن الإخراج المتقن والتركيز على الشكل وحركة الكاميرا والموسيقى التصويرية، أنقذت مضمون العمل وحبكته الرئيسة التي لا تخلو من تكرار واضح لقصة كائنات غريبة شرسة تتبع الأصوات.

والعمل من إخراج وسيناريو جون كراسينسكي، وشارك في بطولته إيميلي بلانت، ونوح جيب، وميلسنت سيموندز، وكايد وودوارد، ودوريس مكارثى.

يذكر أن الجزء الثاني من فيلم "مكان هادئ" حقق أكثر من 192 مليون دولار في شباك التذاكر عالميا، على الرغم من تأجيل إصداره مرات عدة بسبب تبعات كورونا وانخفاض عائدات السينما العالمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com