تونسي يدلي بصوته في الانتخابات المحلية
تونسي يدلي بصوته في الانتخابات المحليةأ ف ب

ما أسباب ضعف الإقبال في الانتخابات المحلية التونسية؟

يطرح ضعف المشاركة في انتخابات المجالس المحلية التي جرت أمس الأحد في تونس، تساؤلات حول الأسباب والتداعيات على المسار السياسي الذي بدأه رئيس الجمهورية قيس سعيّد منذ 25 تموز/ يوليو 2021.

وشهدت انتخابات المجالس المحلية في تونس إقبال مليون و59 ألف مقترع من أصل نحو 9 ملايين و81 ألف ناخب، لتبلغ بذلك نسبة الإقبال 11.66%، وفق الأرقام التي قدمتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد غلق مراكز الاقتراع.

مصلحة التونسيين

حول ذلك، قال المحلل السياسي هشام الحاجي، إنّ "تلك النسبة كانت منتظرة لعدة اعتبارات منها المواعيد الانتخابية السابقة، وآخرها الانتخابات التشريعية التي جرت قبل سنة ولم تبلغ نسبة المشاركة فيها 10%، وكذلك الاستفتاء على الدستور، الذي جرى في 25 تموز/ يوليو من العام الماضي، وهذه الانتخابات هي امتداد لمسار كامل بدأه سعيّد قبل أكثر من سنتين".

وأضاف الحاجي لـ"إرم نيوز"، أنّ هناك خصوصية في انتخابات المجالس المحلية من حيث ضيق الدوائر الانتخابية وضعف أساليب المترشحين التواصلية أثناء حملاتهم الانتخابية، وكلها عوامل ساهمت في ضعف الإقبال.

لكنّه نبّه إلى أنّ ذلك "لا يُضعف من مصداقية هذا الاستحقاق الانتخابي الذي يعبّر عن توجه كامل وعن مشروع بدأه سعيد ومن مصلحة التونسيين أن يكتمل بإرساء الغرفة الثانية للبرلمان (مجلس الجهات والأقاليم)".

أخبار ذات صلة
سعيّد عقب الإدلاء بصوته في أول انتخابات للمجالس المحلية: مستمرون في تطهير تونس

المزاج العام في البلاد

من جانبه، علّق الكاتب الصحفي محمد علي خليفة بأنّ المزاج العام في البلاد لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مثل هذه النتائج، حيث إنّ هناك عزوفاً عن الانخراط في الحياة السياسية بشكل عام، من حيث الترشح للمواعيد الانتخابية، ومن حيث ممارسة واجب وحقّ الانتخاب.

وأضاف خليفة لـ"إرم نيوز"، أنّ نسبة المشاركة وإن كانت ضعيفة قياساً بما كان عليه الحال في الاستحقاقات الانتخابية خلال السنوات التي سبقت 2019، فإنّها تمثل مرجعية لا شك في مصداقيتها لإتمام المسار الذي بدأه الرئيس التونسي قيس سعيّد منذ أن ألغى العمل بالدستور السابق وذهب في اتجاه إقرار دستور جديد وعرضه على الاستفتاء والذهاب نحو إتمام مسار الحكم القاعدي.

واعتبر خليفة، أنّ هذا الضعف في المشاركة يمثل انعكاساً مباشراً لتراجع دور الأحزاب السياسية التي كانت تتولى تأطير وحشد الناخبين، فضلاً عن معطى مهم وهو غياب تمويل الدولة للحملات الانتخابية، الأمر الذي أثّر على مستوى هذه الحملات وكشف ضعف الأساليب الاتصالية للمترشحين.

رفض مسار سعيد

المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، قال لـ"إرم نيوز"، إنّ التونسيين برفضهم التصويت في انتخابات المجالس المحلية يعاقبون النخبة السياسية التي لم تقدم شيئا للتونسيين طيلة سنوات، ولم تتمكن من تقديم خطاب مقنع في الاستحقاقين الانتخابيين الأخيرين (الانتخابات المحلية وقبلها الانتخابات التشريعية)، وبالتالي فإنّ ضعف المشاركة هو نتيجة حتمية لهذا الواقع السياسي الجديد الذي لا يعكس تطلعات التونسيين.  

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com