توني بلير
توني بليرأ ف ب

مهمة بلير المعقدة لتهجير الغزّيين.. هل تمضي في مسارها أم وُلدت ميتة؟

برز اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بشكل لافت بعدما كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الإثنين، عن زيارته تل أبيب خلال الأسبوع الماضي، وإجرائه سلسلة من الاجتماعات السرية بشأن ما اصطلح عليه "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، وكذلك دراسة إمكانية قبول اللاجئين من القطاع في دول العالم.

ذلك الأمر، أعطى ملف تهجير الغزيين زخما أكبر، لا سيما أنه تزامن مع تصريحات لوزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أمس الإثنين، أعلنا فيها دعمهما التهجير الطوعي للفلسطينيين من قطاع غزة، وما سبق ذلك من سلسلة تصريحات مماثلة لمسؤولين إسرائيليين.

وقال بن غفير عبر منصة إكس: "يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني.. لدينا شركاء حول العالم يمكننا مساعدتهم باستيعاب المهاجرين"، مضيفا: "تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان غلاف قطاع غزة، وسكان (مستوطنة) غوش قطيف إلى وطنهم".

أما سموتريتش فقال: "الحل الصحيح لقطاع غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية إلى الدول التي توافق على استقبال اللاجئين.. إسرائيل ستحكم بشكل دائم، لضمان الأمن من خلال الوجود الدائم لقوات الجيش على الأرض، وإقامة مستوطنات يهودية".

أخبار ذات صلة
بعد تكديسهم على حدود مصر.. سكان غزة يخشون التهجير للأبد

مخططات التهجير برزت في أعقاب بدء الحرب

وبعد أيام قليلة على اندلاع حرب غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ظهرت إلى السطح مخططات إسرائيل لتهجير الغزيين إلى سيناء المصرية، عندما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال القطاع التوجه جنوبا صوب الحدود مع مصر.

إلا أن تلك المخططات قوبلت برفض عربي حاسم، لا سيما من قبل مصر والأردن التي تخشى امتداد سيناريو التهجير إن حدث، إلى الضفة الغربية بدفع سكانها إلى حدود المملكة.

ولم تنتظر الرئاسة الفلسطينية طويلا للرد على ما تسرب بشأن بلير، إذ أعلنت أمس، "رفضها لأي محاولات مشبوهة لتكليف توني بلير أو غيره بالعمل من أجل تهجير المواطنين من غزة"، وقالت إن ذلك "استكمالًا لإعلان بلفور الذي أصدرته بريطانيا بمشاركة أمريكية".

كما اعتبرت أن "الحديث عن تكليف توني بلير مدان ومرفوض"، مضيفة أنها "ستطالب حكومة بريطانيا بعدم السماح بهذا العبث في مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله"، مثلما ستطالب الأمين العام للأمم المتحدة بعمل ما يمكن، من أجل "عدم السماح بمثل هذه الأعمال المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية، والتي تمثل تدخلاً وعملاً لا يخدم سوى مصالح إسرائيل والإساءة إلى الشعب الفلسطيني وإلى حقوقه، ودفعه إلى التخلي عن أرضه".

وأضافت الرئاسة الفلسطينية: "يبدو أن توني بلير يقوم باستكمال إعلان بلفور الذي أصدرته حكومة بريطانيا بمشاركة أمريكية، والذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني، وإشعال عشرات الحروب في المنطقة"، فيما اعتبرت أن بلير شخصًا غير مرغوب فيه في الأراضي الفلسطينية.

أخبار ذات صلة
الرئاسة الفلسطينية: توني بلير يقوم باستكمال وعد بلفور

الاستفادة من مهارات وخبرات بلير

حول ذلك، يرى دكتور العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اليرموك الأردنية، محمد خير الجروان، أن "إسرائيل تحاول الاستفادة من شخصية جدلية مثل بلير الذي لديه المهارات والخبرات والعلاقات اللازمة لمحاولة تنفيذ مخطط التهجير وإقناع الدول الغربية بتبنيه، خاصة في ظل علاقاته القوية مع بعض دوائر صنع القرار في المنطقة العربية، إلا أنه اعتبر أن "المهمة معقدة أمام بلير، ومن الصعب تحقيقها".

وأضاف الجروان لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل تراجعت ظاهريا عن مخطط التهجير القسري في غزة في أعقاب المواقف العربية والدولية الرافضة، إلا أنها على الأرض، واصلت حجم العمليات ونوعيتها واستهدافها الشامل لمرافق البنية التحتية ومراكز الإيواء وإجبار الغزيين على النزوح من الشمال للجنوب دون أي ضمانات لعودتهم لمنازلهم وتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للسكن.

وقال: "إن إسرائيل تتخذ من سياسة التهجير حلا نهائيا لمشكلة قطاع غزة، وحلا نهائيا للقضية الفلسطينية، بعيدا عن اتفاقات السلام والحل العادل القائم على أساس الدولتين الذي تدعمه الدول العربية، فالسلام من وجهة نظرها هو ما يحقق أمنها ومصالحها على حساب الفلسطينيين وضمان عدم وجود دولة أو قيادة فلسطينية موحدة لأن هذا أكبر تهديد لأمن إسرائيل وبقائها".

وتابع الجروان: إن "فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة سواء سياسيا أو عسكريا دفعها للتفكير والحديث عن تهجير طوعي وهو مفهوم موجه بالدرجة الأولى للدول الغربية ليحثها على التراجع عن مواقفها الرافضة حتى لو ظاهريا كمواقف إدارة بايدن لتهجير سكان القطاع والضغط على دول الجوار خاصة مصر والأردن للقبول بهذه المعادلة".

نازحون فلسطينيون يتوجهون إلى رفح
نازحون فلسطينيون يتوجهون إلى رفحأرشيفية - رويترز

إصرار إسرائيلي على تنفيذ مخططات التهجير

أما دكتور العلوم السياسية بدر عارف الحديد، فيرى أن جميع المؤشرات تصب باتجاه وجود إصرار إسرائيلي على تنفيذ مخططات التهجير في غزة واستغلال اللحظة الراهنة تحت التدمير الهائل للمنازل والبنى التحتية بالقصف العنيف، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة في محاولة لإجبار السكان على الرضوخ للتهجير.

وأضاف الحديد لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل بكل الأحوال، ستصطدم برفض سكان غزة التهجير سواء كان إلى مصر أو أي دول أخرى عربية أو أجنبية، مثلما ستصطدم بمواقف رافضة لتنفيذ المخطط عربيا وإقليميا ودوليا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com