غزة بين غبار القصف وضبابية المصير
غزة بين غبار القصف وضبابية المصيررويترز

"واشنطن بوست": من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب؟

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه "مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة شهرها الثاني، تبقى التساؤلات حول من سيتولى السيطرة على القطاع الذي مزقته الحرب، بمجرد توقف الأعمال القتالية، دون إجابات واضحة".   

وتطرقت الصحيفة، في تقرير لها، إلى تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إن إسرائيل ستشرف على الأمن العام في غزة لفترة غير محددة في أعقاب الحرب، وأشارت إلى أن تلك التصريحات دفعت كثيرين إلى التساؤل عن احتمال عودة الاحتلال البري للقطاع، على عكس التحذيرات الصادرة عن واشنطن وشركاء غربيين آخرين.

ووصفت الصحيفة تلك التصريحات بأنها "غير متوقعة وتتعارض بشكل صارخ مع تأكيد وزير الدفاع يوآف غالانت، سابقاً، أن الهدف الأساسي للحملة هو إزالة مسؤولية حماس عن حياة سكان قطاع غزة"، لافتة في الوقت نفسه إلى إشارة واشنطن لدور محتمل للسلطة الفلسطينية في تشكيل مشهد ما بعد الحرب في غزة.

وبعد شهر من الحرب، تقول الصحيفة إن مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة، ومحاصرة القطاع بالدبابات والمدفعية والقوات الإسرائيلية، يمثل المراحل الأولى لما قد يكون حرب مدن موسعة ضد حركة حماس.

غزة بين غبار القصف وضبابية المصير
الناجون من الموت.. روايات مؤلمة لمآسٍ عاشها فلسطينيون في غزة

من أكبر المشاريع في التاريخ

وعن الوضع الإنساني في غزة، ترى "واشنطن بوست" أنه "تصاعد إلى مستوى كارثي، إذ أصبح القطاع "مكباً ساما للأسلحة والأنقاض، كما نزح أكثر من مليون شخص من منازلهم، ولجأ عشرات الآلاف إلى باحات المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة المغلقة، بينما دمرت معظم مباني المدينة، ما يجعل مشروع إعادة الإعمار الوشيك واحداً من أكبر المشاريع في التاريخ".

ومع ذلك، لا توجد رؤية واضحة وثابتة من جانب إسرائيل وحلفائها بخصوص كيفية إدارة غزة بعد الحرب، بحسب الصحيفة التي تطرقت إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى رام الله في الضفة الغربية مؤخراً، حيث ناقش المسألة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي أكد أن إدارته لن تعود إلى غزة إلا كجزء من "الحل الشامل" الذي يتضمن تحقيق تقدم في مجال الحقوق الفلسطينية وتحقيق إقامة دولة فلسطينية.

غزة بين غبار القصف وضبابية المصير
عباس يربط عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بـ "حل سياسي شامل"

من سيحكم غزة؟

وتابعت: "إن الفكرة التي تتضمن سيطرة عباس وحزبه على غزة أثارت ردود فعل فورية، إذ يرى الخبراء أن عباس يفتقر إلى القدرة والشعبية اللازمة للحكم، مؤكدين أنه يكافح من أجل حكم الضفة الغربية، ناهيك عن غزة"، فيما لفتت الصحيفة إلى أن "الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت تجاه مسألة دور السلطة الفلسطينية في غزة، إذ إن الانقسام المستمر بين الفلسطينيين يخدم مصالحها، لكن السؤال المركزي يظل قائماً: من سيحكم غزة الممزقة والمصابة بالصدمة إن لم تكن السلطة الفلسطينية؟".

واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها بالقول: "لا تزال حماس، الجماعة التي تستهدفها إسرائيل، تفكر في المستقبل، إذ أصدر قادتها السياسيون تحذيرات من الاعتماد على الوعود الإسرائيلية فيما يتصل بحكم غزة، ويؤكدون أن الشعب الفلسطيني في غزة، بعد أن تحمل تضحيات لا حصر لها، لن يقبل بحكم أو إدارة الاحتلال".

المصدر: صحيفة "واشنطن بوست"

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com