أحد محال الألبسة في غزة
أحد محال الألبسة في غزةإرم نيوز

ملابس الشتاء شحيحة وثمنها باهظ.. البرْد يزيد الغزّيين إنهاكا

يواجه سكان قطاع غزة، تحديداً فئة النازحين منهم أزمة جديدة تتمثل في عدم توفر ملابس الشتاء، خاصة في ظل إغلاق المعابر التجارية، ونزوح السكان من منازلهم نهاية فصل الصيف، وعدم مقدرتهم على جلب أمتعة الشتاء. 

ويبلغ عدد النازحين في مراكز الإيواء بالقطاع نحو مليون و900 ألف فلسطيني، معظمهم من غزة وشمالها، ويتواجد العدد الأكبر منهم في مدينة رفح جنوب القطاع، والتي لا يمكنها توفير الاحتياجات اللازمة لهذا العدد الكبير.

كما لا تتوفر لدى النازحين القدرة على شراء ملابس الشتاء نظراً للارتفاع الباهظ في ثمنها، وعدم توفر الأموال لديهم بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، علاوة على عدم توفر كميات تكفي لهم بالمحال التجارية.

معاناة كبيرة بسبب البرْد

بشأن ذلك، يقول محسن أبو حجر، وهو أحد النازحين من شمال غزة إلى مدينة رفح: "أنا وعائلتي نعاني الأمرين بسبب البرد القارس ودخول فصل الشتاء"، مشيراً إلى أنهم خرجوا من منزلهم بدون حمل الأمتعة الشتوية ظناً منهم أن الحرب لن تطول.

وأضاف أبو حجر لـ"إرم نيوز"، أن "العائلات النازحة لم تكن تتخيل أن الحرب ستمتد حتى فصل الشتاء، ونحن الآن نبيت في العراء ولا يوجد لدينا أغطية أو ألبسة تقينا من البرد"، مبيناً أن وضع النازحين صعب للغاية.

وقال: "بذلت جهداً في البحث عن ألبسة لأطفالي الخمسة يمكن أن تجلب لهم الدفء؛ إلا أنني لم أجد الملابس المناسبة لفصل الشتاء بالمحال التجارية"، مبيناً أن المعروض بالمحال قليل ولا يتناسب مع الأجواء الباردة.

وتابع أبو حجر: "كل ما يعرض بالمحال ملابس خفيفة لا تقي من البرد وباهظة الثمن، وبسبب النزوح توقفت أعمالنا وبتنا ننتظر المساعدات من المنظمات الإغاثية"، مشيراً إلى أن جميع أطفاله أصيبوا بنزلات البرد بسبب قلة التدفئة.

العائلات النازحة هي الأكثر حاجة لملابس الشتاء
العائلات النازحة هي الأكثر حاجة لملابس الشتاءإرم نيوز

الأسواق خالية من ملابس الشتاء 

ولا يختلف الحال بالنسبة للنازح خالد أبو رجيلة الذي أكد أن "الحصول على ملابس شتوية للأطفال والنساء والرجال أصبح أمراً صعباً للغاية في ظل الحرب الإسرائيلية"، لافتا إلى أنه سعى بشتى الطرق لتوفير الملابس الشتوية له ولعائلته لكن محاولاته باءت بالفشل.

وقال أبو رجيلة لـ"إرم نيوز"، إن "البرد القارس يمثل معاناة جديدة للنازحين، وإن معظمهم ليس لديه ما يكفيه من أغطية أو ملابس شتاء"، مضيفا: "خرجنا بملابس خفيفة، والأسواق في الوقت الحالي خالية من ملابس الشتاء".

وأشار إلى أنه "طالب المنظمات الإغاثية العاملة في قطاع غزة بتوفير ملابس لعائلته؛ إلا أن الكميات التي وصلت للنازحين قليلة جداً ولم تكن كافية للجميع"، متابعاً: "الحرب دمرت منازلنا والنزوح والبرد دمرا أجسامنا".

ولفت أبو رجيلة، إلى أنه "في بعض الحالات توفرت ملابس بالمحال التجارية؛ لكنها كانت باهظة الثمن وبثلاثة أو أربعة أضعاف ثمنها الأصلي"، مشيراً إلى أن ذلك صعّب مهمة النازحين في الحصول على ملابس الشتاء لعائلاتهم.

أخبار ذات صلة
"نغرق في الوحل والأمراض".. الشتاء يعمّق جراح النازحين في غزة

طلب كبير والبضائع نفدت

بدوره، قال التاجر يحيى العزازي، إن "ملابس الشتاء شحيحة جداً في الأسواق ولا يتوفر لأصحاب المحال إلا كميات قليلة جداً منها"، مؤكداً أن تلك الكميات لا يمكن أن تكفي الأعداد الكبيرة من النازحين في وسط وجنوب القطاع.

وأوضح العزازي لـ"إرم نيوز"، أنه "ومنذ بداية نزوح السكان لوسط وجنوب غزة كان لديه كميات كبيرة من البضائع؛ إلا أنها نفدت بسبب الطلب الكبير عليها من قبل هذه الفئة"، مبيناً أنه يجد صعوبة في الحصول على كميات أخرى.

وأضاف: "إغلاق إسرائيل لمعبر كرم أبو سالم التجاري، ومنعها دخول البضائع كان العامل الأبرز في شح الملابس الشتوية من الأسواق وارتفاع أسعارها"، لافتا إلى أن الملابس المتوفرة خفيفة ولا تقي من البرد في فصل الشتاء.

وأشار العزازي كذلك إلى أن "هامش الربح لأصحاب المحال التجارية ضئيل، كما أنه لا يمكن لهم تغطية حاجة السوق من الملابس الشتوية، علاوة على أن المصانع في غزة متوقفة عن العمل بسبب عدم توفر الأقمشة وانقطاع الكهرباء".

وبين أن "تركيز الجيش الإسرائيلي حربه على غزة كان عاملاً في شح ملابس الشتاء، خاصة أن كبار التجار من المدينة ومعظم المصانع والمخازن متواجدة في غزة"، مبيناً أن تلك المصانع والمخازن تم تدميرها بفعل القصف الإسرائيلي.

وأكد العزازي، أن "سماح إسرائيل بدخول الملابس الشتوية إلى غزة يمكن أن يساهم في التخفيف من الأزمة الراهنة"، مشدداً على ضرورة دخول كميات كبيرة من هذه الملابس لغزة وبشكل مستدام بما يمكن النازحين من الحصول على الملابس.

مصانع الألبسة في غزة متوقفة بفعل الحرب
مصانع الألبسة في غزة متوقفة بفعل الحربإرم نيوز

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com